أعلن في أبو ظبي امس تأسيس شركتين لتكرير النفط والغاز في امارة أبو ظبي برأس مال مشترك مقداره بليون درهم 272.3 مليون دولار وبواقع 500 مليون درهم لكل منهما. وأصدر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي رئيس المجلس الأعلى للبترول قانونين امس لتأسيس الشركتين وهما "شركة أبو ظبي لتكرير النفط" تكرير و"شركة غاز أبو ظبي" أثير. وحدد القانون الأول أهداف وأغراض شركة "تكرير" بالقيام بعمليات تكرير النفط الخام والملح والكلورين والمكثفات البترولية ومعالجة الكبريت ومزج المنتجات البترولية وأي عمل أو نشاط لتعزيز هذه الاغراض التي تأسست لأجلها داخل الامارات. فيما حدد القانون الثاني أغراض وأهداف شركة "أثير" بالقيام بأعمال معالجة الغاز الطبيعي المصاحب وغير المصاحب، وتوزيعه داخل الإمارات، وكذلك استخلاص ونقل المكثفات البترولية والكبريت السائل وتشغيل وصيانة خطوط الانابيب اللازمة لأعمال الشركة. ولفت مراقبون نفطيون في الامارات الى ان اصدار هذين القانونين يعتبر خطوة لإعادة تنظيم قطاعي التكرير والغاز في امارة أبو ظبي في ضوء التطورات والتوسعات التي شهدها هذان القطاعان في الفترة الأخيرة، ووضع وتنفيذ برامج ومشاريع جديدة لزيارة الطاقة الانتاجية لكل منهما. وكان هذان القطاعان يتبعان لدائرة التصنيع والهيدروكربون التابعة ل"شركة بترول أبو ظبي الوطنية" أدنوك قبل ان يعاد في بداية السنة الجارية هيكلة الدوائر والقطاعات المختلفة في الشركة كافة واحداث تطورات فيها تتناسب مع متطلبات المرحلة المقبلة. وسيتبع شركة "تكرير" مصفاة الرويس التي تبعد 250 كيلومتراً عن أبو ظبي وطاقتها الانتاجية 140 ألف برميل يومياً، ومصفاة أم النار التي تبعد 15 كيلومتراً عن أبو ظبي وطاقتها 85 ألف برميل يومياً. وتنفذ "أدنوك" المالكة لشركة "تكرير" مشروعاً لمضاعفة الطاقة الانتاجية لمصفاة الرويس بمقدار 140 ألف برميل أخرى، علماً ان طاقتها 120 ألف برميل يومياً. وستتولى شركة "أثير" عمليات انتاج ومعالجة الغاز وتوزيعه في إمارة أبو ظبي إضافة الى استخلاص ونقل المكثفات البترولية والكبريت السائل وتشغيل وصيانة خطوط الانابيب اللازمة لأعمال الشركة. وسبق لشركة "أدنوك" المالكة لشركة "أثير" تنفيذ المرحلة الأولى من غاز "حبشان" وانشاء مصانع لفصل الغاز وتصنيعه ونقل المكثفات الى مصفاة الرويس، ونقل الغاز الى مدينة أبو ظبي لتشغيل محطات توليد الطاقة وتحلية المياه. ويتم حالياً تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع وينتظر ان يتم الانتهاء من هذه المرحلة في نهاية السنة الجارية أو بداية السنة المقبلة ليكون مشروع حبشان، الذي تنفذه شركتا "بكتل" و"تكنيب" العالميتين اضافة الى شركات اخرى خاصة بانشاء أعمال البنية التحتية والمنشآت، في حالة انتهاء المرحلة الثانية أكبر مشروع للغاز في العالم. ويتوقع ان يسند لشركة "أثير" عمليات تطوير حقوق الغاز البحرية في إمارة أبو ظبي لاستخدامها في محطات توليد الطاقة الجديدة التي يتم انشاؤها في أبو ظبي. وسيكون مقر كل من الشركتين في مدينة أبو ظبي ومدة كل منهما 100 سنة من تاريخ تأسيسها. وستكون اسهم كل شركة اسمية ومملوكة جميعها لشركة "أدنوك" مع الجواز ل"أدنوك" بقرار من المجلس الأعلى للبترول ان تطرح في أي وقت للاكتتاب العام جزءاً من اسهمها لا يتجاوز 49 في المئة من رأس مالها لمواطني الامارات بسعر لا يقل عن القيمة الاسمية للسهم. وحدد القانونان ادارة كل من الشركتين من قبل مجلس ادارة يتألف من سبعة اعضاء بمن فيهم الرئيس ونائبه يعينهم المجلس الأعلى للبترول ويتقاضون مكافأة بقرار من المجلس. وتعمل كل من الشركتين وفق نظام اساسي يصدره مجلس ادارتها الذي يرفع توصيته الى المجلس الأعلى للبترول بتعيين مدير عام لها وتحديد مخصصاته. ويؤكد القانونان ان قرارات كل من مجلسي ادارتي الشركتين لا تعتبر نافذة الا بعد موافقة المجلس الأعلى للبترول وتشمل هذه القرارات تغيير اسم الشركة أو نقل مركزها الرئيسي الى مكان آخر في الامارات وتقصير مدة الشركة أو حلها أو دمجها في شركة أو هيئة أو مؤسسة اخرى، وتقرير الإسهام في الشركات والهيئات أو المؤسسات التي تزاول اعمالاً مشابهة لأعمال الشركة أو التي قد تعاونها على تحقيق أغراضها، وتعيين المدير العام للشركة وزيادة أو خفض رأس مال الشركة. وينص القانونان على اعفاء كل من شركة "تكرير" وشركة "أثير" من الضرائب والرسوم كافة التي تستحق نتيجة قيامها بالعمليات والتصرفات المختصة بما فيها ضرائب الدخل والرسوم الجمركية على كافة الآلات والمعدات التي تحتاجها لعملياتها. كما ينص القانونان على حل أي من الشركتين بانتهاء مدة كل منهما ما لم يتم تجديدها. ويؤكدان عدم جواز تصفية أي منهما قبل انتهاء أجلهما الا بقانون يحدد طريقة التصفية وأحكامها. واكد القانونان ضرورة التزام كل من الشركتين بوضع البرامج التدريبية اللازمة لتوفير الخبرات والكفاءات الوطنية وتنفيذ خطة لتدريب مواطني الامارات تؤهلهم فنياً وإدارياً لتسيير أعمال ونشاطات الشركة.