واشنطن - رويترز - قال محللون ان رفض بكين الحاد لتفسيرات واشنطن في شأن تفجير السفارة الصينية في بلغراد لا يحول دون استئناف الصين لمحادثات منظمة التجارة الدولية. لكنهم قالوا ان العلاقات على نطاق أوسع ما زالت متضررة بدرجة كبيرة وان الجانبين يتعين ان يتوخيا الحذر لتجنب الاخطاء الديبلوماسية التي قد تحبط فرص انعاش محادثات منظمة التجارة الدولية المتعثرة والتوصل الى اتفاق بحلول الموعد النهائي المقرر في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وقال باتريك كرونين مدير الابحاث في المعهد الاميركي للسلام: "انهم يرقصون على الجانبين... واذا لم تقم الادارة الاميركية او القيادة الصينية بخطوات خاطئة اعتقد انهما سيتفقان في نهاية الامر على البحث في مشلكة مأساة بلجراد". ورفضت بكين يوم الخميس الماضي تفسيراً مفصلاً اورده المبعوث الاميركي توماس بيكرينغ نائب وزيرة الخارجية لسلسلة من الاخطاء قادت الى تفجير السفارة الصينية في بلغراد في السابع من أيار مايو الماضي اثناء حملة حلف شمال الاطلسي الجوية على يوغوسلافيا باعتباره "غير مقنع". ونقلت وكالة "شينخوا" الصينية الرسمية للانباء عن وزير التجارة شي غوانغشينغ قوله يوم الخميس ان "الوقت غير ملائم الان لاستئناف محادثات منظمة التجارة الدولية سواء مع الولاياتالمتحدة او الاتحاد الاوروبي". وقالت وسائل الاعلام الصينية ان الهجوم كان متعمداً وهو شعور يسيطر على الشعب الصيني الذي توجهه الدعاية الشيوعية منذ عشرات السنين فلا يثق في النوايا الاميركية. لكن كرونين قال انه يعتقد ان المصلحة الذاتية من اتفاق منظمة التجارة الدولية قد تدفع بكين الى تنحية غضبها ازاء تفجير السفارة جانباً وتدفع واشنطن الى تجاهل عمليات التجسس الصينية وغيرها من الخلافات التجارية وان يمضي الجانبان قدماً في اتجاه اتفاق منظمة التجارة الدولية. وأضاف كرونين: "اعتقد ذلك سيتراجع تدرجاً وان الجانبين سيوقعان اتفاق الانضمام الى منظمة التجارة بحلول الخريف لان ذلك يخدم مصالحهما وهما يدركان ذلك". وقال بيتس جيل المتخصص في الشؤون الصينية في مؤسسة "بروكينغ" في واشنطن: "اعتقد ان فرص التوصل الى اتفاق هذه السنة تزيد على خمسين في المئة. اعتقد انهما في نهاية الامر سيتوصلان الى حل مرض". وقال العديد من الخبراء في واشنطن ان الصين قد لا يمكنها ان تقبل صراحة الموقف الاميركي من التفجير لكنها في نهاية الامر ستمضي قدماً على أي حال.