توج النادي البنزرتي التونسي في عيده السبعين بوصافة الدوري التونسي للموسم الحالي. اذ سجل هجومه 41 هدفاً وقبل في شباكه 17، وجاء لاعباه مختار الطرابلسي وجبرايل نداي في المرتبة الخامسة على لائحة الهدافين برصيد 8 أهداف. وبهذه الوصافة يكون مدرب النادي عمر الذيب أوفى بعهده لجمهور النادي منذ استلامه قيادة الطاقم الفني في الجولات الأولى للدوري... ويشهد لعمر الذيب بالكفاءة والدقة وحرصه على الانضباط الشديد. وهو يحلم بحصد بطولة الدوري المقبل، لتضيف بنزرت بطولة ثالثة الى رصيدها بعد عام 1984 وحصولها على أول تتويج افريقي لتونس برفع كأس الكؤوس عام 1998. ولا يفصل محافظة بنزرت عن العاصمة تونس سوى 60 كلم، وينتظر ان تقترب المدينة من العاصمة أكثر عقب الانتهاء من انجاز الطريق السريع مع بداية الألفية المقبلة. ومع الطريق السريع، انطلقت دراسات محلية واقليمية لتحويل هذه المدينة الهادئة ذات المواقع الخلابة، الى قطب سياحي من طراز رفيع. ومع أهمية هذه الاستثمارات فإن الطبيعة المحافظة لأهالي المدينة وبخاصة سكان ضواحيها مثل ماطر وبومين ومنزل جميل، يثير قلقهم ما تحدثه السياحة من متغيرات ثقافية. ومن منزل جومين، حيث يتعانق البحر والغابة، بدأ اللاعب الاسطورة حمدة بن دولات اللاعب الاسطورة للنادي البنزرتي الحديث مسيرته الكروية، واستطاع خلال الثمانينات ان يرفع اسم النادي عالياً، ما جعل المشجعين يرددون "يا حوات يا حوات على حمدة بن دولات" في جمع رشيق بين انتاج المدينة الأول الحوت أو السمك ولاعبهم المفضل. وعرفت بنزرت في بداية القرن ناديين، الأول فرنسي النشأة والتكوين هو "وطن كرة القدم البنزرتي"، وكان أغلب لاعبيه من الجيش الفرنسي الذي وجد في هذه المدينة موقعاً استراتيجياً وحيوياً لإحكام سيطرته على البلاد وشمال افريقيا. وتوّج هذا النادي في بطولات عدة قبل الاستقلال، وتمتع لاعبوه بلياقة عالية، وكانت لقاءاته مع الترجي الرياضي تشهد عادة اندفاعاً كبيراً وحوادث عنف وشغب. والثاني هو البنزرتي الذي بقي الفريق الوطني للمدينة ومحط اهتمام الفرنسيين. ويروى ان زوجة ضابط فرنسي كانت تحرص بشدة على اعطاء اشارة انطلاق مباريات البنزرتي التونسي. وعرفت المدينة فرقاً أخرى مثل فيري فيل ومنزل بورقيبة وتيفجة... وهي مع رسالتها الرياضية، كانت موقعاً متقدماً في تأطير المقاومة ضد المحتل الفرنسي الى حدود المعركة الكبرى عام 1963 معركة الجلاء ومغادرة آخر جندي فرنسي ميناء المدينة. وعرفت جمعية النادي البنزرتي رؤساء ساهموا في صناعة ذاكرة هذا النادي أمثال حمادي البكوش والرئيس الحالي خالد السعيدي... لكن طموحات جمهوره في التتويج تصطدم بنقص في الاعتمادات المادية وخاصة استقدام اللاعبين الاجانب. وفي نهاية المرحلة الانتقالية للدوري، احتل البنزرتي مرتبة الوصيف وغادر لاعبه المحوري مراد الغربي الملاعب وسجل لاعبه الشاب محمد الضوافي أول استدعاء له الى منتخب تونس، ولعل ذلك يحمل آمال أهالي المدينة بتتويجات جديدة.