سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اعتبر الفلسطينيين "الخصم الأضعف" وسورية "القوة العسكرية التقليدية التي قد تؤدي الى مواجهة كبرى" . باراك يتعهد اقامة "جسر على أعمدة" بين الضفة والقطاع والفلسطينيون يعتبرون ذلك محاولة للقفز عن "واي ريفر"
وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب إيهود باراك الدولة العبرية ب "الحوت الحضاري المفترس الذي لا يهاجم أحدا من دون أن يستفزه"، معرباً عن إعتقاده بضرورة التوصل الى "حل شامل" مع الفلسطينيين والسوريين على أساس يضمن أمن إسرائيل، معتبراً ان الفلسطينيين "الخصم الأضعف وسورية" القوة العسكرية التي قد تؤدي الى "مواجهة كبيرة". كشف إيهود باراك رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب في مقابلة صحافية طويلة بعض ملامح تصوره لما أسماه "حلول التفاهم" مع الفلسطينيين، تضمن عدم رؤية وجوه الفلسطينيين على طرق الدولة العبرية أثناء تنقلهم بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وتعهد في هذا المجال بإقامة "جسر على أعمدة" بأسرع وقت ممكن يربط بين الأراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع يبلغ طوله 37 كيلومترا بتكلفة 200 مليون دولار أميركي. وقال باراك لصحيفة "هآرتس" العبرية: "قلت ل رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق رابين انه لن تكون هناك نهاية للمشاكل الأمنية وللمفاوضات معهم أي الفلسطينيين ولذلك يتوجب أن نقوم بأمرين فورا: شارع إلتفافي في أريحا وتصميم الجسر الذي ذكرته ... رابين لم يفعل ذلك لأنه كان مشغولا في مئات الأشياء الاخرى في المفاوضات". ويتكون الجسر الذي يقترح باراك إقامته من أربعة مسارات وسكة حديد وخط مياه وخط إتصالات ويصل بين بيت حانون الواقعة على الخط الفاصل بين غزة وبلدة دورا قرب الخليل جنوب الضفة. وأضاف باراك: "ليس هناك ما نتحدث عنه في شأن الجسر لأنه سيطبق، فهو ليس مسألة في السماء بل حاجة حياتية وسأقوم بذلك بالتأكيد". وفي الوقت الذي يريد فيه باراك تشييد جسر في الهواء لم يحدد إرتفاعه منعا لإستفزاز "الحوت الحضاري"، فهو لا يرى في إستمرار وجود المستوطنات على الاراضي الفلسطينية في الضفة إستفزازاً للفلسطينيين. وقال باراك رداً على سؤال عن أي سلام مع الفلسطينيين يتحدث في الوقت الذي أعلن فيه أنه لن يتنازل عن المستوطنات الكبيرة: "ما علاقة ذلك بالسلام؟ هل يستحيل صنع السلام مع الفلسطينيين ومع بيت إيل مستوطنة كبيرة على مشارف مدينة رام الله؟ مستوطنة عوفرة تربض على إحدى النقاط الأكثر إستراتيجية بالنسبة الينا وأرييل هي أرييل. أما هم الفلسطينيون فتوجد لديهم نابلس ورام الله وجنين وبيت لحم والخليل". ورأت مصادر فلسطينية في تصريحات باراك هذه محاولة منه للقفز عن إتفاق "واي ريفر". وقالت ل "الحياة" أن الجسر المقترح غير كاف. وطبقا لما ورد في إتفاق واي ريفر الموقَّع بين السلطة الفلسطينية وحكومة بنيامين نتانياهو المنتهية ولايته، تعهدت الأخيرة أمام الولاياتالمتحدة بتشغيل "ممرين آمنين" بين الضفة وغزة أحدهما يبدأ في رام الله والثاني في الخليل. وعلى هذا الصعيد، نقلت مصادر إسرائيلية عن مسؤولين في الادارة الاميركية قلقهم من نية باراك إقناع الاميركيين والفلسطينيين بالتنازل عن تنفيذ إتفاق "واي ريفر". وقالت المصادر ذاتها ان مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى بعثوا برسائل الى باراك أعربوا فيها عن "قلق الادارة الاميركية الشديد" من أن يحاول باراك التحدث بهذا الموضوع مع الرئيس بيل كلينتون خلال لقاء القمة المتوقع بينهما قبل التحدث مع الرئيس ياسر عرفات. وكتبت صحيفة "معاريف" أن باراك "درس باىجابية أجراء لقاء مع عرفات" قبل مغادرته الى واشنطن. ورأى باراك في الفلسطينيين "الخصم الأضعف من بين خصومنا". وأضاف: "إنهم لا يهددون إسرائيل عسكرياً من أي زاوية كانت". وفي المقابل، يرى باراك في سورية "مصدر القوة العسكرية التقليدية التي يمكنها أن تؤدي لحدوث المجابهة الكبرى". وذكر باراك أن لدى السوريين 700 طائرة حربية و4000 دبابة و2500 بطارية مدفعية وصواريخ أرض - أرض منظمة بشكل جيد وتغطي مع غاز الأعصاب كل الدولة العبرية. وإشترط باراك التوصل الى سلام مع السوريين ب "بوجود رغبة في الطرف الآخر لصنع السلام ليعزز أمن الدولة". ولن ينتظر باراك طويلاً قبل الشروع بتنفيذ سياسته المخططة، اذ أكد أمس قرب الإعلان عن حكومته التي قال أنها ستكون "حكومة قوية وفاعلة وترتكز على إئتلاف عريض". وجاء تصريح باراك هذا في حديث للإذاعة الاسرائيلية بعد محادثات مكثفة ليل الاربعاء - الخميس مع الاحزاب البرلمانية التي تنوي الانضمام لحكومته شملت حركة شاس الدينية التي بات من شبه المؤكد مشاركتها في إئتلاف باراك الحكومي.