لم تكن الطائرة قد حطت في مطار الكويت بعد، حين وجهت ملاحظتي المتبوعة بتساؤل الى وزير الشباب والرياضة الاردني محمد خير مامسر: "من خلال مطالعتي للصحف الكويتية لاحظت ان هناك تركيزاً على قضية الاسرى الكويتيين لدى العراق. ترى لو عرضت عليك الكويت الوساطة للافراج عنهم هل ستفعل"؟ لم يتردد الرجل بالاجابة انه طالما ان الهدف هو التئام شكل الشباب العربي، فإنه لن يتردد في قبول المهمة، بل وفي بذل حياته ثمناً لهذا الهدف. ظنته لوهلة يريد ان يداعب عواطف القراء، لكنه ردد الكلام امام عدد من ممثلي ذوي الاسرى الذين التقاهم في الكويت وامام جمع من الصحافيين العرب والاجانب حضروا المؤتمر الصحافي الذي عقدته له اللجنة الاولمبية الكويتية عقب محادثاته مع رئيس اللجنة الشيخ احمد الفهد. رسالة ذوي الاسرى نقلها الوزير الى الامين العام لجامعة الدول العربية فتحولت الى لجنة خاصة تضطلع بشؤون الاسرى شكلتها الجامعة منذ تسع سنوات. بيد ان الاهم من ذلك ان مامسر وعد بان يلعب الدور الشهير الذي يلعبه القس الاميركي جيسي جاكسون وذلك بإثارة الموضوع لدى القيادة الرياضية العراقية عند زيارته التي لم يتحدد موعدها لبغداد. قال الشيخ احمد امام الملأ موجهاً كلامه الى مامسر: "اذا نجحت في فك اسر شخص واحد فقط من بين ما يربو عن ستمائة اسير منهم خمسة واربعون من الرياضيين فاننا نعدك بان الكويت ستشارك في دورة الحسين". الشارع الرياضي الكويتي ما زال متمسكاً بموقفه الرافض للمشاركة في الدورة طالما شارك العراق فيها، ومع ذلك نجح في طرح قضيته بصورة لافتة من خلال طرح بسيط ربط فيه قضية الاسرى بالمشاركة. لقد باتت الكرة الآن في ملعب العراقيين، فإن كان ادعاء الكويتيين حول اعتراف العراق بانه اسر فعلاً حوالي مائة كويتي صحيحاً فيفترض بهم اطلاق سراح بعضهم ابداء لحسن النية وتحقيقاً لمكاسب رياضية. دعوني اضع قدمي في حذاء مسؤول عراقي ولنتصور السيناريو التالي: افكر في العرض الكويتي، فإما ان اقبله او ان ارفضه. رفض العرض لن يحدث اي تغيير، لكن قبوله يعني اولاً انني استملت الاردن من ناحية. وتظل مسألة رد الفعل الكويتي تحتمل خيارين، اولهما ان الكويت لن تفي بوعدها وستحاول استثمار اطلاق سراح كل الاسرى فأدعي حينها ان الافراج عن هؤلاء الاسرى كان لأسباب انسانية وصحية. وثانيهما ان تبر الكويت بوعدها فتشارك في الدورة. حينها ستكون دورة الحسين بوابة العراق الى العودة الكاملة الى الحظيرتين العربية والدولية رياضياً، فيتحقق للعراقيين مكسب عز عليهم طيلة عقد من الزمان. لقد نجح القطاع الأهلي الرياضي في الكويت بطرح قضية الاسرى، فهل ينجح العراقيون بعبور البوابة الانسانية نحو آفاق العالمية مجدداً؟