خلت المحلات التجارية في كل من بلجيكا ولوكسمبورغ وفي شكل جزئي في هولنداوفرنسا من منتجات "كوكا كولا" في اليومين الماضيين، بعد ثبات تسمم 101 مستهلك تناولوا مشروبات الشركة الاميركية العملاقة التي اعترفت بتسمم المشروبات في مصنعها في انتويرب، شمال بلجيكا، بغاز ثاني اوكسيد الكربون الملوث. ويستخدم غاز ثاني أوكسيد الكربون في خلط المشروبات الغازية. وقال المدير العام لشركة "كوكا كولا"، فرع بلجيكا، فيليب لانفانت ان كميات من العلب التي تم صنعها في مصانع المؤسسة في دانكرك، شمال فرنسا، تلوثت بمبيدات تستخدم عادة لمقاومة الصدأ. واستفادت الشركات المنافسة من أزمة مشروبات "كوكا كولا" وارتفعت مبيعات "بيبسي" و"فرجين" والمياه المعدنية في المحلات والمقاهي. كما زاد الطلب على هذه المنتجات مع تحسن الطقس وارتفاع درجات الحرارة. ويسود بلجيكا الآن قلق يشبه الهيستيريا من تلوث المنتجات الغذائية، حيث تفجرت أزمة تلوث المشروبات الغازية بعد اسبوعين فقط عن كارثة اللحوم الملوثة بالديوكسين المسبب للسرطان وشل نشاط ما لا يقل عن 1300 مزرعة. وتحتل منتجات "كوكا كولا" وضعاً يكاد يكون احتكارياً في بلجيكا حيث تسيطر على 83 في المئة من السوق المحلية للمشروبات الغازية. وأبلغت "كوكا كولا" نتائج التحقيقات التي اجرتها صباح امس الاربعاء الى وزارة الصحة البلجيكية التي ربطت اتخاذ قرار استئناف بيع مشروبات الشركة العالمية بتوافر الضمانات العلمية من المختبرات الرسمية. وأكدت المفوضية الأوروبية من جهتها ان السلطات البلجيكية أبلغتها فوراً بقرار سحب منتجات "كوكا كولا" لكنها لم تتخذ بعد "تدابير وقائية خاصة" بعد بانتظار نتائج التحليلات العلمية الرسمية، وطالما انه تم سحب المنتجات المشتبه بها. وكانت وزارة الصحة البلجيكية أمرت مساء الاثنين الماضي بسحب كافة أنواع المشروبات الغازية ومشروبات عصير الحوامض التي تصنعها "كوكا كولا" للاشتباه في تسببها بتسمم العشرات من المستهلكين. وفي فرنسا أصدرت وزيرة الدولة الفرنسية المكلفة شؤون الاستهلاك، ماريليز لوبرانشو، ونظيرها المكلف شؤون الصحة برنار كوشنير، قراراً يحظر على الفرنسيين تناول مشروباتهم المفضلة "كوكا كولا" و"سبرايت" و"فانتا" التي تنتجها الشركة الاميركية في اتلانتا. وصدر هذا القرار بعد تعرض عدد من متناولي هذه المشروبات في بلجيكا لحوادث تسمم، وإصابة آخرين في شمال فرنسا باضطرابات هضمية. وقرر الوزيران مساء أول من امس حظر توزيع نحو 50 مليون قارورة من هذه المشروبات في الاسواق الفرنسية. كما طلبا سحب كل المشروبات الغازية وكل أنواع عصير الفواكه المصنعة في بلجيكا من الاسواق الفرنسية. وقالت لوبرانشو ان هذا القرار اتخذ على سبيل الاحتياط، بعدما تعذر على الشركة المنتجة ل"كوكا كولا" ان تقدم تفسيراً واضحاً لحوادث التسمم التي وقعت، وان تحدد منشأ وأسواق القارورات غير الصالحة للاستهلاك. وكانت الفحوصات التي اجريت على المصابين بعوارض التسمم في بلجيكا، كشفت وجود مادة تسمى "فينول" داخل قارورات الكوكا كولا، وهي مادة تتسبب بانخفاض مفاجئ في كريات الدم الحمراء. وأفادت وزارة الصحة الفرنسية ان هذه القارورات كانت تصنع في مصنع "كوكا كولا" في دانكر، في فرنسا وتوزع في أسواق بلجيكا. ويشكل القرار الفرنسي الذي يتبع القرار المماثل المتخذ في لوكسمبورغ وبلجيكا وجزئياً في هولندا انتكاسة واضحة ل"كوكا كولا" التي ترفع في العادة وتيرة انتاج مصانعها مع بداية فصل الصيف. وفي هذا الاطار سجلت أسهم الشركة تراجعاً في بورصة نيويورك بلغ 1.6 في المئة