وافقت الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الافريقية على ايفاد لجنة مشتركة الى جمهورية جزر القمر في 25 حزيران يونيو الجاري للاطلاع على الوضع في الجزر الثلاث موروني وهنزوان والقمر الكبرى بعد الانقلاب الذي قاده رئيس الأركان عثمان غزالي. ولام سفير جزر القمر لدى مصر مندوبها لدى الجامعة العربية السفير محمد علي علي منظمة الوحدة الافريقية واتهم ممثلها في بلاده بالتدخل في الشأن الداخلي، ودعا فرنسا الى إنهاء احتلالها لجزيرة مايوت. وأضاف، في تصريحات الى "الحياة"، أن الرئيس الجديد نفذ الانقلاب لتجنيب جزر القمر حرباً أهلية، وأن الوضع في الجزر الثلاث مستقر تماماً، وافضل مما كان عليه في فترة الرئيس السابق تاج الدين مسعود، ودلل على ذلك بعدم اندلاع أي تظاهرات منذ تولى الجيش السلطة في البلاد في نيسان ابريل الماضي. ولفت إلى أن 60 في المئة من الجيش القمري ينتمون الى جزيرة هنزوان التي اعلنت الانفصال في آب اغسطس 1997، مشيراً إلى اتصالات تجري حالياً بين الرئيس غزالي وقادة الانفصال لإقناعهم بالتوقيع على اتفاق مدغشقر "شاريف" الذي رعته منظمة الوحدة الافريقية قبيل تولي الجيش السلطة. واستغرب تشدد منظمة الوحدة الافريقية في شأن عودة الشرعية الى جزر القمر، وقال: "حكومة الرئيس السابق غير شرعية فكان يفترض بعد رحيل الرئيس محمد تقي الدين إجراء انتخابات خلال 45 يوماً، لكن الرئيس الموقت تصرف بصفته رئيساً دائماً، وأجرى تغييرات حكومية اسند فيها رئاسة الحكومة الى زعيم المعارضة عباس يوسف". وتساءل: "لماذا لم تتدخل المنظمة الافريقية آنذاك؟". ودعا المنظمة الى تفهم موقف الجيش القمري والتعامل معه باعتباره جيشاً وطنياً رافضاً تدخل المنظمة في الشأن الداخلي للجزر. وانتقد استمرار الاحتلال الفرنسي جزيرة "مايوت"، وقال: إن أحد الأسباب الأساسية للقلاقل التي تشهدها بلاده هو استمرار هذا الاحتلال، ولفت الى أن أهالي الجزر الأخرى لا يذهبون الى مايوت إلا بعد الحصول على تأشيرة للدخول. وتناول الخطوات التي يعتزم العقيد عثمان غزالي اتخاذها منها الاستفتاء على تغيير الدستور في تشرين الاول اكتوبر المقبل، والانتخابات التشريعية والتنفيذية يعقبها في نيسان ابريل المقبل الانتخابات الرئاسية التي لن يترشح فيها العقيد غزالي كما تعهد. وبالنسبة الى مسألة الاعتراف العربي بنظام الحكم الجديد أوضح أن بلاده تسير حالياً لتحقيق المصالحة الوطنية ومسألة الاعتراف ستأتي في أعقاب ذلك.