أجرى الوزير الجزائري لشؤون الجاليات الجزائرية في الخارج حليم بن عطا الله محادثات رسمية في الرباط مع نظيره المغربي محمد عامر، تطرقت الى قضية تعويض الرعايا الجزائريين الذين جردوا من أراضيهم الزراعية، فيما هنأ الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة العاهل المغربي الملك محمد السادس في الذكرى المزدوجة لعيد ميلاده وعيد ثورة الملك والشعب، مؤكداً حرصه على «بذل الجهود لتوثيق علاقات الأخوة بين البلدين». ونوّهت الحكومة الجزائرية بهذا «اللقاء النادر» بين مسؤولين رسميين جزائريين ومغاربة واعتبرته «إشارة قوية» من الرباط بعدما أعطت انطباعاً بأنها تمد اليد إلى السلطات المغربية لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، خصوصاً انه لم تجر منذ سنوات أي محادثات بين البلدين على مستوى الوزراء. يذكر انه توجد خلافات بين البلدين تعود لثلاثة عقود بسبب نزاع على الصحراء الغربية ودعم الجزائر جبهة «بوليساريو» واعترافها ب «الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية» وإقامة علاقات ديبلوماسية معها، في حين يقترح المغرب «حكماً ذاتياً» في الصحراء الغربية. وعلى رغم ان زيارة عطا الله، وهو وزير تكنوقراط عين في التعديل الحكومي الأخير في أيار (مايو) الماضي، لا تقتصر فقط على المغرب وإنما تشمل تونس ودولاً أوروبية، إلا أن زيارته الى الرباط تمثل تطوراً مهماً، يشير الى قرار الجزائر فتح ملف «شائك» مع السلطات المغربية لم يطرح من قبل على الصعيد الرسمي، يتعلق ب «الحقوق الاقتصادية لجزائريين جردوا من أراضيهم الفلاحية في المغرب». وذكر بيان لوزارة الخارجية الجزائرية في هذا الشأن، أن عطا الله اعتبر أن هذه الزيارة التي تأتي في شهر رمضان «التفاتة تضامنية باتجاه جاليتنا المقيمة بالمغرب التي تعد ظروفها الاقتصادية والاجتماعية صعبة جداً». وأضاف أن «الدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لجاليتنا يكتسي أهمية قصوى، كما تمثل مسألة الرعايا الجزائريين الذين جردوا من أراضيهم الفلاحية التي تقدر بمئات الهكتارات ولم يتم تعويضهم عنها محور هذه الانشغالات، علماً بأن رعايا أوروبيين في الظروف نفسها استطاعوا الحصول على حقوقهم». ولا تعرف التفاصيل عن ملف أراضي الجزائريين في المغرب، لكن تقديرات غير رسمية تتحدث عن مساحات تفوق ال 17 ألف هكتار. الى ذلك، أعرب عطا الله استعداده «لدراسة كل الملفات العالقة شرط أن يبدي الشريك الاستعداد نفسه». كما أكد استعداده «لإجراء مشاورات وتبادل للتجارب والخبرات بين الدول المغاربية في مجال تسيير شؤون الجالية في المهجر» مقترحاً في هذا الإطار «إجراء تشاور مغاربي ترقباً لعقد اجتماع حول الجاليات المغاربية في العالم خلال كانون الأول (ديسمبر) المقبل بالقاهرة». واقترح فكرة «مغرب عربي للجاليات» لقيت صدى ايجابياً لدى نظيره المغربي. وفي غضون ذلك، وجه الرئيس الجزائري برقية تهنئة الى ملك المغرب بمناسبة الذكرى المزدوجة لعيد ميلاده وعيد ثورة الملك والشعب أكد فيها «حرصي على ضم جهودي الى جهودكم في سبيل توثيق علاقات الأخوة التي تجمع بلدينا و توسيعها لتشمل كل مجالات التعاون الممكنة بما يعود بالخير العميم و بالفائدة المشتركة على شعبينا الشقيقين».