"نادي كتاب الطفل" مشروع جديد افتتح مطلع أيار مايو في القسم النسائي من مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الرياض، بهدف تعزيز العلاقة بين الطفل والكتاب، عبر توفير الكتاب المناسب لكل طفل مشارك مقابل رسم سنوي رمزي يقدر بنحو90 دولاراً. ويتولى النادي إرسال كتاب أو أكثر بالبريد شهرياً إلى الطفل المشترك، ترافقه مطبوعة تحتوي على نشاطات ذهنية ولغوية وتسلية، وكذلك نشرة للآباء والأمهات تتناول قضايا تربوية تهدف إلى رفع مستوى الوعي لديهم. تقول الأستاذة وفاء السبيل محررة في عدد من مجلات الأطفال عن فكرة النادي: "الفكرة ليست جديدة، فقد حرصت دور النشر في العالم المتقدم على تأسيس نوادي الكتب، ولكن بهدف تجاري بحت، أما نادينا فتتبناه مؤسسة ثقافية هي مكتبة الملك عبدالعزيز التي تسعى إلى نشر الثقافة عن طريق تأمين الكتاب لكل فئات مجتمعنا من الرجال والنساء والأطفال". وعن الغاية التي أسس النادي لأجلها تقول السبيل: "توفير الكتاب الجيد بين يدي الطفل السعودي وتسهيل حصوله عليه هو هدفنا. فقد تواجه الاسرة صعوبات وعقبات تحول دون وصول الكتاب إلى الطفل كانشغال الوالدين أو عدم القدرة على اختيار الكتاب المناسب أو بعد المسكن عن المكتبات التجارية". ونادي كتاب الطفل مخصص للأطفال السعوديين ما بين 3-12 سنة مع مراعاة الاعتبارات النفسية والتربوية والذهنية لكل مرحلة عمرية تعارف التربويون والدارسون على احتياجاتها النفسية والاجتماعية والذهنية. ويتم اختيار الكتب المناسبة لكل من هذه المراحل بواسطة لجنة متخصصة في مجال ادب الأطفال تشرف على النادي. وفي نهاية حديثها، اكدت وفاءالسبيل ان النادي لايغني عن الذهاب الى المكتبة، ولا يصنع طفلاً قارئا، ولكنه يمهد الطريق لذلك، ويساعد على وصول الكتاب الجيد إلى الطفل في وقت تعج المكتبات التجارية بما لا يستحق اي اهتمام. وألقت الأستاذة فاطمة الحسين، مديرة مكتبة الطفل في مكتبة الملك عبدالعزيز، محاضرة عرّفت من خلالها أدب الطفل ووسائطه، مشيرة الى مدى مساهمة الأنواع الأدبية في بناء شخصية الطفل المبدع من جوانب مختلفة وجعله طفلاً خلاقاً. وعن الجانب الاجتماعي، قالت فاطمة الحسين:"يساهم أدب الأطفال في تفاعل الأطفال اجتماعياً من خلال ملاحظة تصرفات وسلوكيات الشخصيات في بيئاتها، فيدرك الطفل مفهوم بعض المهارات الاجتماعية ويستوحي منها أنماطاً سلوكية تناسب مجتمعه وتساعده على فهم الذات والبيئة والشعور بالانتماء، واكتساب القيم والمبادئ الصالحة، وتعلم المهارات الاجتماعية والنظام ...". وتابعت الحسين أن أدب الأطفال يلبي حاجات الأطفال العاطفية، سواء بالتخفيف من أعباء الحياة أو بتقديم نماذج للحالات العاطفية التي قد يخوضونها وكيفية التفاعل معها. واضافت دوراً آخر الى ادب الأطفال، فقالت: "لا ينحصر الأدب في تقديم المعلومات القيمة للأطفال بل يتعدى ذلك الى تحريك فضولهم وترغيبهم في الاستطلاع وجعل التعلم تجربة تستمر مدى الحياة". وقالت الأستاذة نورة الناصر، المشرفة على القسم النسائي في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ان "هذا النادي فكرة أخضعتها المكتبة للدراسة على مدى السنوات الثلاث الاخيرة، وهو مشروع وليد يتوقع له النجاح في ظل وعي الجمهور بأهمية انضمام الطفل لهذا النادي الذي يهدف الى تعزيز العلاقة بين الطفل والكتاب وتعميق عادة القراءة لدى الأطفال وبالتالي تنمية الطفل فكرياً واستثارة ملكة الابداع والاكتشاف لديه".