البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    مصرع 12 شخصاً في حادثة مروعة بمصر    ماجد الجبيلي يحتفل بزفافه في أجواء مبهجة وحضور مميز من الأهل والأصدقاء    رؤساء المجالس التشريعية الخليجية: ندعم سيادة الشعب الفلسطيني على الأراضي المحتلة    قرارات «استثنائية» لقمة غير عادية    «التراث»: تسجيل 198 موقعاً جديداً في السجل الوطني للآثار    رينارد: سنقاتل من أجل المولد.. وغياب الدوسري مؤثر    كيف يدمر التشخيص الطبي في «غوغل» نفسيات المرضى؟    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    على يد ترمب.. أمريكا عاصمة العملات المشفرة الجديدة    عصابات النسَّابة    «العدل»: رقمنة 200 مليون وثيقة.. وظائف للسعوديين والسعوديات بمشروع «الثروة العقارية»    فتاة «X» تهز عروش الديمقراطيين!    رقمنة الثقافة    الوطن    الشركة السعودية للكهرباء توقّع مذكرة تفاهم لتعزيز التكامل في مجال الطاقة المتجددة والتعاون الإقليمي في مؤتمر COP29    محترفات التنس عندنا في الرياض!    هيبة الحليب.. أعيدوها أمام المشروبات الغازية    صحة العالم تُناقش في المملكة    المالكي مديرا للحسابات المستقلة    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    أسرة العيسائي تحتفل بزفاف فهد ونوف    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 تصل إلى لبنان    أكبر مبنى على شكل دجاجة.. رقم قياسي جديد    استعادة التنوع الأحيائي    الطائف.. عمارة تقليدية تتجلَّى شكلاً ونوعاً    الخليج يتغلّب على كاظمة الكويتي في ثاني مواجهات البطولة الآسيوية    لاعبو الأندية السعودية يهيمنون على الأفضلية القارية    «جان باترسون» رئيسة قطاع الرياضة في نيوم ل(البلاد): فخورة بعودة الفرج للأخضر.. ونسعى للصعود ل «روشن»    تعزيز المهنية بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.. وزير البلديات يكرم المطورين العقاريين المتميزين    حبوب محسنة للإقلاع عن التدخين    أجواء شتوية    المنتخب يخسر الفرج    رينارد: سنقاتل لنضمن التأهل    ترامب يختار مديرة للمخابرات الوطنية ومدعيا عاما    قراءة في نظام الطوارئ الجديد    فيلم «ما وراء الإعجاب».. بين حوار الثقافة الشرقية والغربية    «الشرقية تبدع» و«إثراء» يستطلعان تحديات عصر الرقمنة    «الحصن» تحدي السينمائيين..    الرياض .. قفزات في مشاركة القوى العاملة    مقياس سميث للحسد    أهميّة التعقّل    د. الزير: 77 % من النساء يطلبن تفسير أضغاث الأحلام    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    التقنيات المالية ودورها في تشكيل الاقتصاد الرقمي    السيادة الرقمية وحجب حسابات التواصل    العريفي تشهد اجتماع لجنة رياضة المرأة الخليجية    الذاكرة.. وحاسة الشم    السعودية تواصل جهودها لتنمية قطاع المياه واستدامته محلياً ودولياً    أمير المدينة يتفقد محافظتي ينبع والحناكية    وزير الداخلية يرعى الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    محافظ الطائف يرأس إجتماع المجلس المحلي للتنمية والتطوير    نائب أمير جازان يستقبل الرئيس التنفيذي لتجمع جازان الصحي    محمية جزر فرسان.. عودة الطبيعة في ربيع محميتها    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شيخ السيف والقلم . نص مخطوطة العالم البوسنوي حسن كافي افندي 2 من 2
نشر في الحياة يوم 11 - 06 - 1999

تحدثنا في حلقة أمس عن حياة الشيخ حسن كافي وأعماله. واليوم ننشر مخطوطه للمرة الأولى. والكلام الوارد بين القوسين من وضع المحقق.
"الحمد لله الذي فضّلنا على كثير من عباده المؤمنين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه الطاهرين الطيبين، وعلى علماء أُمّته إلى يوم الدين وبعد: فلما ناسب لكلّ عالِمٍ وسالك أن يعلم أساتيذه، ويعرف مشايخه في المطالب والمسالك حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، تتبّعت أساتيذي ومشايخي وتمحّصتهم من الثقات، وتصفحتُ بعض التواريخ من المعتبرات كتاريخ ابن خلكان، وطبقات أصحاب الحنفية، والشقايق النعمانية، ونحوها، فاستقصيت في تخريجهم على الترتيب الذي أخذوا العلم عليه ممّن فوقهم وِجاهاً وشفاهاً حتى انتهى إلى الحضرة العلية النبوية، والسدّة المُصطفوية.
فبدأتُ بعون الله العلي الأعلى منَ الدرجة العُليا، والمقام الأعلى، وهو مقام سيد الأولين والآخرين، وسند الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله ربّ العالين، وهو أوّل مَنْ رفع رايات العلوم الدينية، ووضع آيات المعارف اليقينية، وعيّن الشريعة المحمدية، وبيّن الطريقة الأحمدية، عليه صلوات الله وسلامه أبد الآبدين. ثم في المقام الثاني مَن أخذ عنه: من أصحابه العظام، وأتباعه الكرام، خصوصاً منه سادات العلماء الأعلام، وسعادات مشايخ الإسلام: عمر بن الخطاب 40 ق: ه - 23 ه/584 - 644 م وعلي بن أبي طالب ت 40 ه/600 - 601 م وعبدالله بن مسعود ت 32 ه/653 م رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
الثالث الذي أخذ منهم: علقمة بن قيس بن عبدالله بن مالك النخعي الهمذاني، أبو شبل التابعي ت 62 ه/681 م ومسروق بن الأجدع بن مالك الهمذاني الوادعي، أبوعائشة التابعي ت 63 ه/683 م وشريح القاضي ابن الحارث بن قيس بن الجهم الكندي أبو أمية التابعي اليماني، توفي في الكوفة سنة 78 ه/697 م رحمة الله عليهم أجمعين.
الرابع الذي أخذ منهم: الإمام إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي المذحجيّ التابعي أبو عمران عليه رحمة الله العليّ 46 - 96 ه/666 - 815 م.
الخامس الذي أخذ منه: الإمام حمّاد بن مسلم، أبو إسماعيل بن أبي سليمان عليه رحمة الرحمن الكوفي التابعي، سمع أنس بن مالك وتفقه بابراهيم النخعي، وروى عنه سُفيان، وشُعبة، وأبو حنيفة وفقه به، وعليه تخرّج وانتفع، وأخذ حماد عنه بعد ذلك ومات في حياته سنة 120 ه/737 م، انظر الطبقات السنية في تراجم الحنفية للتميمي، ج: 3، ص: 186 - 187.
السادس الذي أخذ منه: سلطان المجتهدين وبرهان ائمة الدين الإمام أبو حنيفة نعمان بن ثابت بن طاووس بن هرمز بن ملك بن شيبان رحمه الله ولد سنة 61 ه، وقيل سنة 80 ه، وتوفي سنة 150 ه، انظر الطبقات السنية في تراجم الحنفية للمولى تقي الدين بن عبدالقادر التميمي الداري الغزي المصري الحنفي، تحقيق الدكتور عبدالفتاح محمد الحلو، منشورات دار الرفاعي - الرياض 1403 ه/1983 م، المجلد الأول، الصفحة: 73 - 169.
السابع الذي أخذ منه: الإمام الحقّاني محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله صاحب أبي حنيفة، توفي قاضياً على الري سنة 189 ه، وعمره 58 سنة، انظر تاج التراجم في من صنف من الحنفية للحافظ قاسم بن قطلوبغا، تحقيق إبراهيم صالح، منشورات دار المأمون بيروت 1412 ه/1992م، : 187 - 189.
الثامن الذي أخذ منه: الإمام أبو حفص الكبير أحمد بن حَفْص البخاري رحمه الله عَلَمُ الزمان، وشيخ ماوراء نهر جيحون بخراسان، وُلد سنة 150 ه، وتوفي ببخارى سنة 217 ه، وسمع من محمد بن الحسن، ووكيع بن الجراح، انظر الطبقات السنية في تراجم الحنفية، المجلد الأول، الصفحة: 342 - 343، وانظر سير أعلام النبلاء للذهبي المجلد: 10، الصفحة: 157 - 159.
التاسع الذي أخذ منه: الإمام أبو حفص الصغير، أبو عبدالله محمد بن أبي حفص أحمد بن حفص رحمه الله مفتي بخارى وعالمها، تفقه بوالده، وسمع من الحُميدي، ولقي أبا نعيم، وعاش إلى نحو سنة 270 ه، وقال أبو القاسم بن مندة: توفي أبو عبدالله في رمضان سنة 264 ه، انظر سير أعلام النبلاء للذهبي المجلد: 10، الصفحة: 159، والمجلد: 12، الصفحة: 617 - 618،
العاشر الذي أخذ منه عبدالله بن محمد بن يعقوب بن الحارث بن خليل السند بوني رحمه الله أبو محمد الحارثي البخاري الكلاباذي عالم ماوراء النهر المشهور بعبدالله الأستاذ، ووفاته في شوال سنة 340 ه، انظر سير أعلام النبلاء للذهبي المجلد 15/الصفحة: 424 - 425.
الحادي عشر: الذي أخذ منه الإمام محمد بن الفضل البخاري الكماري رحمه الله، كنيته أبو بكر توفي في بخارى سنة 381 ه، انظر تاج التراجم في من صنف من الحنفية ص: 325.
الثاني عشر: الذي أخذ منه الإمام القاضي الحسين بن الخَضِر بن محمد أبو علي النسفي رحمه الله، توفي سنة 264 ه، انظر الطبقات السنية في تراجم الحنفية، المجلد الأول، الصفحة: 131 - 132.
الثالث عشر الذي أخذ منه: عبدالعزيز بن أحمد بن نصر بن صالح الحَلْوانيّ رحمه الله، الملقب شمس الأئمة، توفي في كَشَّ وحُمل إلى بخارى فدفن بها سنة 448 ه، وقيل سنة 449 ه، انظر الطبقات السنية في تراجم الحنفية للتيمي، المجلد الأول، الصفحة: 342 - 343.
الرابع عشر الذي أخذ منه: أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي رحمه الله، شمس الأئمة توفي سنة 488 ه وقيل في حدود سنة 500 ه، انظر تاج التراجم في من صنف من الحنفية ص: 182 - 185.
السادس عشر الذي أخذ منه: حسام الدين عمر بن عبدالعزيز بن عمر بن أبي سهل مازه، الشهير بصدر الشهيد رحمهم الله برهان الأئمة أبو محمد، المعروف بالحُسام الشهيد، ولد في صفر سنة 483 ه، واستشهد سنة 536 ه انظر سير أعلام النبلاء للذهبي ج 20/ص: 97، وانظر تاج التراجم في من صنف من الحنفية ص: 161 - 162،
السابع عشر الذي أخذ منه: علي بن أبي بكر بن عبدالجليل الفَرْغَانيّ المَرْغِنْيانيّ صاحب الهداية، برهان الدين أبو بكر الرّشتانيّ من بلاد ماوراء النهر التابعة لفرغانة، توفي سنة 593 ه، انظر تاج التراجم في من صنف من الحنفية ص: 148 -149، وسير أعلام النبلاء ج 21، ص: 232،
الثامن عشر الذي أخذ منه: شمس الأئمة محمد بن عبد الستار بن محمد العمادي الكردري، الحنفي البراتقينيُّ - البراتقين من أعمال كردر ببلاد خوارزم - ولد سنة 559 ه، وتوفي في بخارى سنة 642 ه، ودفن عند الإمام عبدالله بن محمد بن يعقوب الحارثي، انظر تاج التراجم في من صنف من الحنفية ص: 223 -224، وسير أعلام النبلاء ج 23، ص: 112،
التاسع عشر الذي أخذ منه: محمد بن محمد بن نصر البخاري السغناقي، حافظ الدين، انظر سير أعلام النبلاء للذهبي، المجلد: 23، الصفحة: 113.
العشرون الإمام الحسين بن علي بن حَجَّاج بن علي صاحب النهاية هو الإمام الملقب حُسام الدين الصِّغناقِيُّ، وقيل: سغناق بالسين: بلدة في تركستان، كانت وفاته في مدينة مرو مابين سنة 711 و 714 ه، انظر تاج التراجم في من صنف من الحنفية ص: 90، والطبقات السنية في تراجم الحنفية للتيمي، المجلد الثالث، الصفحة: 150 -152
الحادي والعشرون: الإمام قِوامُ الدين محمد الكاكي صاحب معراج الدراية هو محمد بن حمد بن أحمد السنجاري المعروف بقوام الدين الكاكي، أخذ عن علاء الدين عبدالعزيز البخاري، وقرأ عليه الهداية، وعن حسام الدين حسن السغناقي، وهما عن فخرالدين محمد بن محمد المايمرغي، وقدم القاهرة فأقام بجامع ماردين يفتي ويدرس إلى أن مات سنة 749 ه، ومن تصانيفه معراج الدراية في شرح الهداية، وعيون المذهب، جمع فيه أقوال الأئمة الأربعة، انظر الفوائد البهية في تراجم الحنفية لللكنوي ص: 186
الثاني والعشرون: الشيخ أكمل الدين محمد بن محمد بن محمود بن أحمد البابِرتيّ رحمه الله علامة المتأخرين وخاتمة المحققين، ونسبته إلى بابِرت مدينة في شرق تركيا قريبة من أرزن الروم التي تسمى حالياً: أرض روم، وهو عالم مشهور برَعَ وساد، وأفتى، ودرّس وأفاد، وصنّف فأجاد، توفي ليلة الجمعة 19 رمضان المبارك سنة 786 ه، انظر تاج التراجم في من صنف من الحنفية ص: 235.
الثالث والعشرون الذي أخذ منه: المولى شمس الدين الفناري محمد بن حمزة بن محمد رحمهم الله أوحد زمانه في العلوم النقلية، وأغلب أقرانه في العلوم العقلية، وشيخ دهره في العلم والأدب، ومجتهد عصره في الخلاف والمذهب الحنفي، وهو أحد الرؤساء الذين انفرد كل منهم على رأس القرن الثامن، وهم: الشيخ سراج الدين بن الملقن في كثرة التصانيف في الفقه والحديث، ومجدالدين الشيرازي صاحب القاموس في اللغة، وزين الدين العراقي في الحديث، وشمس الدين الفناري في الاطلاع على كل العلوم العقلية والنقلية، أخذ علوم التصوف عن أبيه حمزة الفنري نسبة إلى الفنار حسب رواية السيوطي في بغية الوعاظ، عن الكافيجي وولي القضاء في مدينة بروسا بورصة في أيام السلطان بايزيد، ولد سنة 751 ه، وتوفي سنة 834 ه، انظر الفوائد البهية في تراجم الحنفية لللكنوي ص: 166 - 167.
الرابع والعشرون الذي أخذ منه: المولى محمد بن أرمغان، الشهير بمولى يّان رحمهم الله بلغ رتبة الفضل والكمال، وانتهت إليه رياسة التدريس، ومنصب القضاء بعد موت أستاذه الفناري في مدينة بروسا التركية بورصة وتوفي في مدينة إزنيق التي تسمى حالياً: إزنيك، واسمها القديم: نيقية، وقد ذكره طاشكوَري زاده بكتاب الشقائق النعمانية ص: 79 - 80، في الطبقة السادسة في علماء دولة السلطان مراد خان بن السلطان محمد، وقد تسلطن مراد بعد وفاة أبيه سنة 825 ه، أما اللكنوي فذكره في الفوائد البهية في تراجم الحنفية ص: 160، وقال: إنه توفي في أيام دولة السلطان الفاتح محمد خان الثاني بن مراد خان، وقد بويع السلطان محمد الفاتح بعد وفاة أبيه سنة 855 ه، وتوفي سنة 806 ه، فخلفه ابنه السلطان يلدريم بايزيد الثاني. وللشيخ أرمغان ولدان من العلماء هما: القاضي محمد شاه، والمدرس يوسف بالي، انظر طاشكوَري زاده كتاب الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية ص: 80 - 81.
الخامس والعشرون الذي أخذ منه: المولى خضر بيك بن جلال الدين رحمه الله تعالى ووالده جلال الدين بن صدر الدين بن حاجي إبراهيم خير الدين الرومي الحنفي، ولد سنة 810ه ببلدة سفري حصار ونشأ في بورصة، من بلاد الروم، أي: تركيا، درس على والده القاضي جلال الدين، وبلغ رتبة الكمال عقلاً ونقلاً عند شيخه محمد بن أرمغان، الشهير بمولانا يّان، وتخرج عليه وتزوج ابنته، وصار من أفراد عصره ذا باعٍ مُمتدّ في النظم والنثر حيث كان ينظم باللغات الثلاث العربية والعثمانية التركية والفارسية، وحصّل العلوم الغريبة، وناظر علماء العرب والعجم فقطعهم بحضرة السلطان محمد الفاتح، فأثنى عليه السلطان ثناء جميلاً، وأنعم عليه بمدرسة جدّه في مدينة بورصة التركية، ولما فتح السلطان محمد الثاني مدينة القسطنطينة وأذل قياصرة الروم، قلد الشيخ خضر بيك منصب القضاء في اسطنبول، فكان أولّ قاضٍ عثماني فيها، وقد قدِم مكة المكرمة سنة 859، وتوفي في اسطنبول سنة 863ه، وكان له مُعيدان هما: خواجه زادة، وشمس الدين الخيالي، انظر كتاب الشقائق النعمانية لطاشكوَري زاده ص: 91 - 94.
السادس والعشرون الذي أخذ منه المولى مصلح الدين مصطفى بن يوسف بن صالح، الشهير بخواجه زاده البروسوي توصل إلى خدمة تلميذ المولى يّان، الشيخ محمد بن قاضي آياثلوغ، المشهور بآيثلوغ جلبيسي المدرس في مدرسة أغراس، وقرأ عليه الأصولين والمعاني والبيان، ثم أخذ العلم على الشيخ خضر بك مدرس المدرسة السلطانية في بورصة، وصار مُعيداً لدروسه، ثمّ قابل السلطان مراد خان فولاه قضاء كستل، ثمّ أعطاه المدرسة الأسدية في مدينة بورصة، ثم قابل السلطان محمد الفاتح ووزيره محمود باشا، وناظر المولى زيرك بين يدي السلطان فأفحمه، وأعجب السلطان الفاتح بعلمه، فعيّنه معلماً لنفسه، فدرسه متن عزالدين الزنجاني في التصريف، وكتب عليه شرحاً، ثم قلّده منصب قاضي العسكر العثماني في العاصمة العثمانية السابقة أدرنة، ثم قضى في القسطنطينية، وألف كتاب التهافت، ثم أعطاه الفاتح قضاء إزنيق ومدرستها، وولي إفتاء بورصة في أيام السلطان بايزيد، ورغم اضطراب رجليه ويده اليمنى في كبره طلب منه السلطان بايزيد أن يؤلف حاشية على شرح المواقف للإيجي، فامتثل أمره وكتب الحاشية بيده اليسرى إلى أثناء مبحث الوجود فتوفي في مدينة بورصة التركية وهو مُفتٍ فيها سنة 893 ه، وبقيت الحاشية مسودة، فبيضها تلميذه المولى بهاء الدين فلما أتمّها وافاه الأجل أيضاً، وأخر عبارات تلك الحاشية قوله: لايتم المطلوب، وابنه الشيخ محمد قاضي قضاء كته، ومدرس مدرسة جنديك في بورصة، انظر كتاب الشقائق النعمانية لطاشكوبري زاده ص: 126 - 139، والفوائد البهية في تراجم الحنفية لللكنوي ص: 214 - 215.
والمولى مصلح الدين القسطلاني الشهير بكستلي رحهم الله مصطفى بن محمد القسطلاني، درس على المولى خضر بك ومعيديه خواجه زاده والخيالي، ثم صار مدرساً في قصبة مدرني ثم انتقل إلى مدرسة ديمتوقة، ثم أعطاه السلطان محمد الفاتح إحدى مدارسه الثمانية في اسطنبول، ثم قلده السلطان الفاتح منصب قاضي العسكر السلطاني كله بعدما تولى قضاء بورصة ثلاث مرات، ولما قسم قضاء العسكر، وهُما اناطولي ورو ايلي، أُوْكِل إلى القسطلاني قضاء روم ايلي، وأوكل قضاء اناطولي إلى المولى ابن الحاج حسن، وتوفي السلطان محمد الفاتح وآلت السلطنة ولي بايزيد، فأحال القسطلاني على التقاعد، وعين له كلّ يوم مئة درهم، فبنى جامعا في اسطنبول، توفي في مدينة اسطنبول، ودفن في مقبرة أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه سنة 901ه/1460م، معجم المؤلفين 3/883، وانظر كتاب الشقائق النعمانية لطاشكوبري زاده ص: 142 - 147.
السابع والعشرون الذي أخذ منه: شيخ الخافقين، مُفتي الثقلين أستاذ أستاذنا الإمام كمال باشا زاده أحمد بن سليمان بن كمال الوزير رحمهم الله عرف بلقب شمس الدين، ودخل القاهرة صُحبة السلطان سليم الأول لما حرّرها من مماليك الشراكسة، وكان جده من أمراء الدولة العثمانية، قرأ على القسطلاني الذي قرأ على المولى خضر بك، وخطيب زاده، ودرس في مدرسة علي بك في أدرنة، ومدرسة اسكوب في مقدونيا، والمدرسة الحلبية في أدرنة، ثمّ درس في إحدى مدارس الفاتح الثمانية في اسطنبول، ثم مدرسة السلطان بايزيد في أدرنة، ثم تولى منصب القضاء في مدينة أدرنة، فقضاء العسكر في آناطولي، ثم عزل وأعطي مدرسة الحديث في أدرنة، ثم تولى إفتاء اسطنبول، وتوفى فيها وهو مُفتٍ سنة 940 ه، صنف أكثر من ثلاث مئة رسالة في المباحث المهمة الغامضة، وألف في الكثير من فروع العلوم، وقد ألف باللغة العربية ونظم الشعر باللغة العثمانية التركية والفارسية، وذكره لطاشكوَري زاده في كتاب الشقائق النعمانية ص: 377 - 379، على رأس الطبقة التاسعة في علماء دولة السلطان سليم خان بن بايزيد الذي تسلطن سنة 918 ه، وهو أول خليفة عثماني.
الثامن والعشرون الذي أخذ منه: شيخي الهادي، شيخي وأستاذي، الشيخ حاجي أفندي الشهير بقره يلان فيما بين الأقران: كان مُعيد المدرسة، وأميناً لفتواه ستّ عشرة سنة، ثم صار مدرّساً على طريق التقاعد بمدرسة جتالجة بقُرب قسطنطينية المحمية، توفى رحمه الله وهو مدرّس فيها سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة 1575 م وكان عمره الشريف قد جاوز المئة وكان هذا الشيخ معيداً للإمام أحمد بن كمال باشا.
التاسع والعشرون ممّن أخذ منه، هذا الفقير، كثير التقصير، المُحتاج إلى رحمة ربه القدير " القاضي حسن بن تورخان بن يعقوب الآقحصاري، عفى عنهم ربهم الباري: قد سمعت من والدي المرحوم، ومن الثقات من أقرانه، انّ يعقوب المزبور المرحوم قد عاش مائتين وسبعاً وعشرين سنة، وقد كان مُتنقّلاً من اسكندرية الرومية إلى قرية ذيب وقوفو بناحية آقحصار نصرانياً، ثم أسلم بهداية الله تعالى عند مجيء السلطان محمد خان الفاتح لفتح ديار آقحصار قبل فتح قسطنطينية، ثم عاش في الإسلام إلى أوائل سلطنة السلطان سليمان خان عليه الرحمة والرضوان، وعاش جدي المرحوم داود إحدى وسبعين سنة، وشهد غزوات كثيرة، ثم صار شهيداً في محاصرة قلعة وَرَانه بولاية هروات"خرواتيا أو كرواتيا" وعاش والدي المرحوم تورخان بالصلاح والقناعة ستاً وتسعين سنة بآقحصار، رحمهم الله الغفار، وتوفي - الوالد - سنة أربع وتسعين وتسعمائة 1590م وسمعت منه أني ولدت بأمر الله الملك المنان سنة إحدى وخمسين وتسعمائة، في زمان السلطان العادل السلطان سليمان خان بن السلطان سليم خان بن بايزيد خان بن أبي الفتح محمد خان الثاني: الفاتح عليهم رحمة الرحمن وفي نسخة أخرى: وسمعت من والدتي المرحومة أنّ هذا العبد الضعيف، وُلد بأمر الله اللطيف يوم الجمعة بعد العصر من رمضان... ثمّ تيسّر لي تحصيل مبادئ العلوم في بلادنا وأنا ابن اثنتي عشرة سنة، حتى تيسر لي تحصيل مبادئ العلوم في بلادنا ثمّ ارتحلت إلى دار السعادة قسطنطينية المحمية في أوائل سلطنة السلطان سليم الثاني بن السلطان سليمان القانوني بن السلطان سليم الأول واشتغلت عند كثير من الفضلاء، ثمّ انتسبت إلى خدمة الشيخ المذكور، والأستاذ المزبور مُعيد ابن كمال باشا وكنت مُتلمذاً من حضرته العزيزة، مُتلذّذاً بصحبته اللذيذة، مُقتبساً من أنوار أنفاسه الشريفة زماناً كثيراً، مُغترفاً من بحا أبحاثه اللطيفة أواناً غزيراً، فأخذتُ ماأخذتُ من حضرته، ووجدت ما وجدت في خدمته، ثّم ابتلاني الله الملك الجبار مرتين بقضاء آقحصار، ثمّ ببعض البلاد والديار، والحمد لله رب العالَمين على ماجعلني من خدمة هؤلاء العالِمين، وأدخلني بلطفه في زمرة علماء الدين، والصلاة على حبيبه محمد سيد الأنبياء والمرسلين، وآله وأصحابه الطاهرين، ورضي الله تعالى عنّا وعن أساتيذنا ومشايخنا أجمعين، آمين يا }مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين".
* زميل باحث في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية - جامعة لندن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.