أعرب الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، في أول جلسة من جلسات محاكمته، امام محكمة أمن الدولة، استعداده لخدمة الدولة التركية. واعتذر من عائلات "شهداء الجيش"، لكنه هدد بأن اعدامه سيزيد الأمور سوءاً وسيسبب قتل الآلاف. ولدى سؤاله عن علاقته بسورية، قال اوجلان انه لم يتلق من دمشق أي مساعدة رسمية. ووجه اتهامات الى ايطاليا واليونان وكينيا التي "خالفت القوانين الدولية عندما سلّمته الى تركيا". راجع ص 7 وكانت محاكمة اوجلان بدأت، أمس، وسط تدابير امنية شديدة وفي جو اعلامي مشحون ضد الزعيم الكردي. ونقل الجيش بزوارق خاصة عائلات "الشهداء" الذين سقطوا في القتال ضد "حزب العمال الكردستاني" الى قاعة المحكمة. وأحضر اوجلان الى القاعة، حيث أودع في قفص زجاجي وبدا مذهولاً، لكنه في صحة جيدة، وطعن محاموه بصلاحيات محكمة أمن الدولة، طالبين احالته الى محكمة مدنية لكن طلبهم رفض، فأعلن اثنان منهم انسحابهما احتجاجاً. وطلب اوجلان الكلام، قبل ان يقرأ المدعي العام لائحة الاتهام الموجهة ضده فاستجيب طلبه، فاعتذر ل"عائلات شهداء الجيش" التركي، وقال انه نادم، ويريد تحقيق السلام في تركيا والمحافظة على وحدة اراضيها، مؤكداً انه يستطيع ان يفعل ذلك اذا أبقي على حياته ولم يحكم بالاعدام. وأضاف الزعيم الكردي ان العفو عنه شرط وحيد وأساسي لتحقيق الأمن جنوب شرقي تركيا، ولإحلال السلام بين الأكراد والأتراك وقال: "اعطوني فرصة لأنهي هذا الصراع خلال ثلاثة أشهر". ونفى ان يكون خضع لأي نوع من التعذيب او الضغط منذ توقيفه. واستدرك ليكرر اعتذاره وليعد بأن يعمل "من اجل حقن الدماء وإحلال السلام"، وأضاف: "اريد التعبير عن رغبتي وتصميمي على العمل في خدمة الدولة من اجل السلام والأخوة". وسئل أوجلان مرات عدة عن علاقاته بسورية، وعن المساعدات التي قدمتها دمشق الى حزب العمال الكردستاني فكرر انه لم يتلق، لا هو ولا حزبه، "أي مساعدة رسمية سورية".