يترقّب اللبنانيونوالجنوبيون خصوصاً، عودة مدينة جزين الى المناطق المحررة، بشغف ولهفة، في الايام القليلة المقبلة. وأعلن قائد "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لاسرائيل اللواء انطوان لحد ان انسحاب عناصره من مدينة جزين الجنوبية سيتمّ في النصف الاول من حزيران، فيما واصلت قواته المتبقية هناك اخلاءها التدريجي لبعض المواقع ونقلها معدات عسكرية. راجع ص4 وأعلن رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص ان ادخال الجيش الى جزين أمر مرفوض كلياً، مؤكداً ان لبنان لن يقع في اللعبة الاسرائىلية. وجاء ذلك رداً على تصريحات لوزير الدفاع الاسرائيلي موشيه ارينز قال فيها ان انسحاب "الجنوبي" من جزين "سيكون اختباراً لنيات سورية السلمية". وتمنى "ان يطلب السوريون من الجيش اللبناني الانتشار في المنطقة لضمان امن سكانها ومنع الاعمال الثأرية بعد انسحاب الجنوبي". واعتبر انه اذا حصل هذا الانتشار "ومنع حزب الله من السيطرة على المنطقة فسيكون ذلك اشارة جيدة للمستقبل"، مؤكداً انه "لم يحصل اي تغيير في خطة انتشار الجيش الاسرائيلي في جنوبلبنان بعد انسحاب الجنوبي". وكان لحد لوّح في مؤتمر صحفي عقده في مقر قيادته في مرجعيون في الشريط الحدودي المحتل بإمكان قصف الجيش الاسرائىلي جزين، في حال صارت "مقراً أو ممراً أو منطلقاً لما يسمى بالمقاومة... فيهجرها أهلها". وقال ان انسحابه منها يعود الى ان الوضع فيها "لم يعد يحتمل المزيد من الموت البطيء". ويُنتظر ان تكون التطورات في شأن جزين والاتصالات الدولية - الاقليمية مدار مباحثات لبنانية - سورية اذ يصل الى بيروت اليوم وزير الخارجية السورية فاروق الشرع ناقلاً رسالة من الرئيس السوري حافظ الاسد الى نظيره اللبناني العماد اميل لحود الذي يستقبله قبل الظهر. وتتعلق الرسالة بتطورات الوضع في المنطقة بعد الانتخابات الاسرائىلية الاخيرة والمساعي الجارية لعقد قمة مصغرة للدول المعنية مباشرة بعملية السلام وهي لبنان وسورية والاردن ومصر والسلطة الفلسطينية. على الصعيد الميداني، ذكرت مصادر أمنية ان "الجنوبي" أخلى تماماً، بعد ظهر امس، موقع ظهر الرملة وموقع المدفعية في عين تغرة، ونقل المعدات العسكرية وقطع المدفعية منهما في اتجاه الشريط الحدودي. كما أخلى "الجنوبي" معداته بالقرب من بوابة روم، وأبقى على عدد من العناصر بالقرب منها. وتردد انه سيتم نزع البوابة اليوم. ونقل "الجنوبي" المعدات الى شاحنات عسكرية شوهدت متوقفة على طرق روم وعازور والحمصية. وأقام عناصر "الجنوبي" حواجز على الطرق المؤدية الى جزين، وسيّروا دوريات عليها. وشوهد العناصر وهم يرتدون ألبسة مدنية ويحملون أجهزة لاسلكية فيما شوهد أحدهم يرتدي بزة عسكرية عليها كتابات بالعبرية وكانوا يدقّقون في هويات ركاب السيارات التي تحمل لوحات لبنانية، اذ ان السيارات الموجودة داخل المنطقة كانت زوّدت في السابق بلوحات من "الجنوبي". وأخذوا يسألونهم عن وجهة سيرهم.