لاغوس، واشنطن - "الحياة"، رويترز - قرر الاتحاد الأوروبي امس رفع كل العقوبات عن نيجيريا، ومواصلة المساعدات التنموية بعد عودة الديموقراطية الى هذا البلد. وشهدت بلدة واري النفطية النيجيرية اشتباكات عرقية اسفرت عن مقتل خمسين شخصاً خلال اليومين الماضيين، في حين أعلن امس ان الرئيس اوباسانجو علق كل العقود والتعيينات التي اقرتها الحكومة العسكرية منذ مطلع السنة. وأكدت اللجنة التنفيذية للإتحاد الاوروبي ان العقوبات سترفع اعتباراً من اليوم تمهيداً لإعادة التفاوض على 345 مليون دولار من المساعدات التنموية التي خصصت لنيجيريا قبل عام 1995. وكان الاتحاد اوقف المساعدات وفرض عقوبات اقتصادية على نيجيريا عام 1995 بعد اعدام السلطات تسعة معارضين بارزين. وقال شهود ان خمسين شخصاً على الأقل قتلوا في تجدد الاشتباكات العرقية خلال اليومين الماضيين، قرب بلدة واري النفطية في نيجيريا. وروى احدهم ان "شباناً مسلحين يستقلون زوارق سريعة هاجموا قرية ارونتون قرب مجمع للنفط تابع لشركة شيفرون، مما أدى الى قتل خمسين شخصاً على الأقل". ونشب القتال بين جماعتين متنافستين في اليوم التالي لتسلم الرئيس اولوسيغون اوباسانجو منصبه، وأدى الأخير اليمين الدستورية السبت منهياً 15 سنة من الحكم العسكري. وأكد ناطق باسم شركة "شيفرون" في لاغوس وقوع الهجوم قرب منشآت الشركة، لكنه ذكر ان عمليات الشركة لم تتأثر. واضاف ان القتال "لم يمتد الى مجمع خزانات النفط، وعملياتنا بما فيها التصدير، لم تتأثر اطلاقاً". وأحرقت عشرات المباني وأصيب عشرات من المواطنين خلال الهجوم الذي استخدمت فيه أسلحة رشاشة. ونقل بعض الجرحى الى مستشفيات بواسطة طائرات هليكوبتر. الى ذلك اعلن ناطق باسم الرئيس النيجيري انه امر امس بتعليق كل العقود والرخص والتعيينات التي اقرتها الحكومة العسكرية السابقة بدءاً من الأول من كانون الثاني يناير الماضي. وذكرت صحيفتا "فانغارد" و"بانش" ان مئات ينتمون الى الايتسيكيري فروا من مدينتهم، بعضهم على متن طائرات تابعة لشركات النفط العالمية الكبرى العاملة في المنطقة، وان معظم الضحايا من الايتسيكيري الذين هاجمتهم جماعة من الايغاو. وتتنازع الجماعتان العرقيتان منذ سنوات طويلة للسيطرة على المياه والأراضي في المنطقة. وتقع واري في قلب الدلتا التي تشهد الاضطرابات وتؤمن 90 في المئة من عائدات نيجيريا من العملات الأجنبية بفضل النفط، الا ان سكانها يعيشون في فقر، علماً ان نيجيريا هي سابع أكبر منتج للنفط في العالم. وكان اوباسانجو أجرى تغييرات في المناصب الرئيسية في الدولة للتخلص من ميراث 15 سنة من الحكم العسكري، وعين قادة جدداً للقوات المسلحة والشرطة والخدمة المدنية ومحافظاً للبنك المركزي، بعد ساعات على أدائه اليمين الدستورية. ويتوقع حدوث تغيير في قطاع النفط بعد تعيين ريلوانو لقمان الأمين العام ل"أوبك" مستشاراً لشؤون النفط. وذكر ان اوباسانجو سيشكل حكومته الاسبوع المقبل.