} فاجأ الرئيس الاميركي بيل كلينتون المراقبين لدى وصوله الى المانيا بتصميمه على تكثيف الضربات الجوية على يوغوسلافيا الى ان توافق بلغراد على خطة التسوية في كوسوفو التي وضعتها دول الاطلسي وتجاهله المبادرة الروسية. بدأ الرئيس الأميركي بيل كلينتون أمس الاربعاء زيارة تستغرق يومين لألمانيا. وحطت طائرته في قاعدة شبانغدالم الجوية الأميركية قادمة من بروكسيل التي كانت محطته الاولى في الجولة الاوروبية الاولى له منذ بدء الضربات الاطلسية على يوغوسلافيا. والتقى كلينتون في بروكسيل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي خافيير سولانا والقائد الاعلى لقوات الحلف الجنرال ويسلي كلارك. وتركزت محادثاته هناك حسب مصادر أميركية على كيفية تكثيف الضربات الجوية ضد بلغراد بغية إجبارها على تغيير موقفها في قضية كوسوفو. واطلع كلينتون سولانا على نتائج محادثاته مع المبعوث الروسي فيكتور تشيرنوميردين كما استمع إلى شرح من الجنراك كلارك حول سير العمليات العسكرية ضد الأهداف الصربية. ونقل عن كلارك قوله للرئيس الاميركي أن طائرات الحلف "وجهت ضربات موجعة الى البنية التحتية للقوات الصربية" التي قال انها "توشك على الانهيار التام" بسبب تدمير قدر كبير من طرق الإمداد والاتصالات التابعة لها. واطلع سولانا وكلارك الرئيس الاميركي على ملابسات مقتل طيارين اميركيين في سقوط هليكوبتر أميركية من طراز "اباتشي" في شمال البانيا. وعزت القوات الأميركية الحادث لاسباب فنية ادت الى اصطدام طائرتهما بأحد أسلاك التوتر العالي. وتزامن وصول كلينتون الى اوروبا مع انباء عن عزمه على اطلاق سراح اسيري حرب يوغوسلافيين يعتقلهما الحلف الاطلسي وذلك بعد اطلاق بلغراد ثلاثة جنود اميركيين كان اعتقلهم الجيش اليوغوسلافي. المانيا ولدى وصوله الى قاعدة شبانغدالم الالمانية، ألقى كلينتون خطاباً أمام حوالي خمسة آلاف من الضباط والجنود الأميركيين وعائلاتهم بحضور وزيري الخارجية والدفاع الاميركيين مادلين أولبرايت ووليام كوهين. وشدد الرئيس على أن أميركا لا تحارب طمعاً بالتوسع وإنما من أجل قيم الديموقراطية والحرية التي يجسدها المجتمع الأميركي المتعدد الأعراق والذي يشكل مثالاً للتعايش والإخاء، حسب تعبيره. واعتبر أن ما يجمع الأميركيين أقوى من الانتمائين العرقي أو الديني الذي يتم على أساسهما قتل وتهجير سكان كوسوفو. وأضاف أن من الواجب حماية هؤلاء من حملات التطهير العرقي التي تقوم بها القوات الصربية كما أن من واجب الولاياتالمتحدة الدفاع عن أوروبا ديموقراطية وموحدة. وعلى صعيد الحرب على يوغوسلافيا، بدا الرئيس متشدداً على عكس ما توقعه العديد من المراقبين. وأكد أن حملة الحلف ستستمر وبكثافة أكبر في المستقبل طالما لم يغير الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش موقفه وتعنته. وأضاف إذا كان ميلوشيفيتش يعتقد أن الأطلسي غير متحد فإني أقول أنه متحد أكثر من أي وقت مضى في مواجهته. وأعلن تمسكه بالشروط التي وضعها الحلف على صعيد وقف القتال ووافق عليها المجتمع الدولي. وما يعنيه ذلك من انسحاب القوات الصربية وضمان عودة اللاجئين وإعطاء الحكم الذاتي والقبول بنشر قوات سلام دولية في كوسوفو. وأكد كلينتون ان الوحدات العسكرية لحلف الأطلسي ينبغي أن تشكل محور هذه القوات. ولم يشر كلينتون الى المبادرة الروسية أو الى نتائج محادثاته مع المبعوث الروسي تشيرنوميردين في واشنطن، ما اعتبره المراقبون تقليلا من أهمية الآمال التي كانت معقودة على الروس قبل يومين. ويلتقي كلينتون اليوم المستشار الألماني غيرهارد شرودر في بون. وسيقومان سويا بزيارة لمنطقة انغلهايم حيث يتم إيواء لاجئين من كوسوفو قبل بدء محادثاتهما لتقويم نتائج الحملة الأطلسية على يوغسلافيا. ويتوقع المراقبون أن يؤكدا على وحدة وصلابة الحلف في موقفه تجاه الرئيس اليوغوسلافي ويعلنا التمسك باستراتيجية الحلف القائمة على تكثيف العمليات العسكرية من جهة ومتابعة الجهود الديبلوماسية من جهة أخرى.