وصل النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الامير سلطان بن عبدالعزيز، امس، الى باكستان في بداية زيارة رسمية تستمر اربعة ايام. وكان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في استقبال الاميرسلطان في مطار اسلام اباد.وقبل مغادرته طهران، أكد الأمير سلطان ان القيادة السعودية "مصممة على أن تكون العلاقة مع الدول الإسلامية، وفي مقدمها إيران الشقيقة، على أحسن مستوى". ولخص نائب الرئيس الإيراني حسن حبيبي المحادثات التي أجريت مع الأمير سلطان خلال زيارته لطهران ب"اتفاق" الجانبين على "رفع مستوى العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية" بينهما، وباستعدادهما لمواصلة التعاون في اتجاه "تطوير المنطقة واستتباب الأمن فيها". وأكد حبيبي إدانة الجانبين الارهاب بأشكاله كافة "مع التمييز بين الارهاب ونضال الشعوب". واعتبر حبيبي، في تصريحات إلى المراسلين، أن زيارة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وزيارة الأمير سلطان شكلتا "منعطفاً مهماً في سبيل رفع مستوى العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية وتوثيقها بما يحقق مصلحة البلدين ويعود بالخير على المنطقة والعالم الإسلامي". وأشار إلى أن محادثات طهران تطرقت إلى آخر التطورات المتعلقة بالعلاقات الثنائية في مختلف الجوانب. وقال: "اتفقنا على مواصلة التعاون القائم وتعميقه، لما في ذلك من أهمية في تطوير المنطقة واستتباب الأمن بما يؤدي إلى استقرار شعوب المنطقة وازدهارها". وشدد على ضرورة "بذل الجهود لإحلال السلام والأمن الدائمين في المنطقة". وتابع حبيبي: "بحثنا أيضاً في القضايا الاقليمية والدولية، واستطيع القول إننا سننمي علاقاتنا في المجالات الاقتصادية والثقافية والدفاعية والأمنية، ولم نكن نتصور ان آراءنا ووجهات نظرنا متطابقة ومتقاربة في المجالات المختلفة إلى هذا الحد"، وأكد ان ما اتفق عليه "سىدخل حيز التنفيذ مع زيارة الرئيس محمد خاتمي المقبلة للسعودية". وبالنسبة إلى الوضع في الخليج، قال حبيبي: "أكدنا ضرورة أن نتعاون وننسق جهودنا في الخليج وبحر عُمان والشرق الأوسط". إلى ذلك، قال الأمير سلطان إن "الاختلاف في وجهات النظر حول بعض الأمور بين الدول الصديقة مسألة مطروحة، ولذلك يجب ان نفكر في كل الأعمال التي تمس مصالح البلدين ومصالح أمتنا وفي المنطقة الخليجية بالذات". وأعرب عن الأمل في "أن يستمر تبادل الزيارات بين المسؤولين، وان نواصل المحادثات بكل امعان لمصلحة الجميع". وشدد على أن القيادة السعودية مجمعة على أن "تكون العلاقات مع الدول الإسلامية، وفي مقدمها إيران الشقيقة، على أحسن مستوى، بما يخدم مصلحة الطرفين وبما هو في إمكان كل طرف أن ينفذه". إلى ذلك، قال وزير الدفاع الإيراني الأدميرال علي شمخاني في تصريحات ل"الحياة": "كانت لدينا مواضيع متعددة بحثناها مع الأمير سلطان، ونحن لسنا في عجلة من أمرنا لتحقيق الأهداف التي نرمي إليها في المسائل الدفاعية والأمنية، فمثل هذه القضايا يتسم بالتعقيد، وينبغي ان لا نتسرع فيها بعد عشرين سنة من القطيعة، وفي ظل وجود عسكري أجنبي يضيف مصاعب وتعقيدات، لذلك لا بد لنا أن نتحرك بخطوات متأنية وعلى أرض صلبة وآمنة". وتابع شمخاني انه طرح على الأمير سلطان ثلاثة أسئلة خلال المحادثات: "كيف يمكن لبلدينا ان يتعاونا عسكرياً، وكيف يمكن لبلدان المنطقة أن تبدأ تعاوناً عسكرياً منظماً، وكيف يمكن بدء تعاون عسكري مشترك على مستوى البلدان الإسلامية؟". ونقل عن الأمير سلطان قوله: "إن زيارتي إلى طهران تعد بمثابة بداية للتعاون العسكري بين البلدين، وان زيارتكم شمخاني المقبلة للسعودية ستكون في هذا الإطار، إذا سارت الأمور على هذا المنوال الايجابي بين البلدين، فإن التعاون العسكري والاقليمي والإسلامي يمكن ان يتحقق أيضاً".