اعتبر النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز ان "القوة الإيرانية قوة للمسلمين". وسئل في اليوم الرابع والأخير لزيارته طهران هل يعتبر القدرات التسليحية الإيرانية، خصوصاً القدرات الصاروخية، تهديداً للسعودية والدول العربية في الخليج، فأجاب: "هذا يقوله الأجانب، أما نحن فنقول ان القوة الإيرانية قوة للمسلمين" راجع ص2. وأجرى الأمير سلطان، أمس، محادثات مكثفة خلال لقاءات مع مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني ورئيس مجلس الشورى ناطق نوري ووزير الدفاع الأدميرال علي شمخاني. وشدد خامنئي على أهمية استمرار التنسيق بين إيران والسعودية "لانقاذ أسعار النفط"، ملمحاً إلى قلق الولاياتالمتحدة من التقارب بين الرياضوطهران، وبين إيران والدول الخليجية عموماً. وقال شمخاني رداً على سؤال ل"الحياة": "لو لم يكن لنا من زيارة الأمير سلطان لإيران سوى اقتناع الاخوة السعوديين بأن القدرات التسليحية لإيران هي قوة للمسلمين لكفانا". وسئل النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي عن توصله خلال محادثاته في إيران إلى مفهوم أمني يتفق عليه البلدان فأجاب: "لا يوجد تهديد يجعلنا نهتم بالأمن في المنطقة في شكل استثنائي. أمن المنطقة مستتب، وأي دخول في الأمن في المستقبل يتوقف عليها نفسها وعلى دولها ورجالها وأهلها". ورداً على سؤال عن التحالف التركي - الإسرائيلي وإمكان قيام تحالف مضاد يضم السعودية وإيران ومصر وسورية، قال الأمير سلطان: "لا صحة لذلك. نحن ضد التحالفات وضد أي تحالف مع إسرائيل". اللقاء مع خامنئي وكان خامنئي استقبل الأمير سلطان بن عبدالعزيز في مقر قيادة الثورة وشكل اللقاء سابقة لأن مرشد الجمهورية نادراً ما يلتقي الضيوف الاجانب من غير الملوك والرؤساء. وشدد خامنئي على ضرورة التعاون بين الدول الاسلامية من اجل حل مشكلات الشعوب والمجتمعات الاسلامية، وأكد أهمية "استثمار وتوظيف الطاقات البشرية والطبيعية في العالم الاسلامي لتحسين اوضاع المسلمين". واعتبر المرشد ان "تعزيز العلاقات بين الجمهورية الاسلامية والسعودية خلال السنوات الاخيرة يخدم مصالح الشعبين". وتابع ان "قضايا الخليج والوضع المؤسف في كوسوفو وفلسطين والوجود العسكري الاجنبي المثير للتوتر والمخل بالأمن في الخليج هي موضوعات مهمة وضرورية ينبغي تناولها في كنف التعاون بين الجانبين". ولمح خامنئي الى اقتناع ايران بأن الولاياتالمتحدة قلقة جداً من التقارب الايراني - السعودي والتقارب الايراني - الخليجي عموماً. وأكد خامنئي أهمية استمرار التنسيق بين طهرانوالرياض "لإنقاذ اسعار النفط من وضعها"، منوهاً بدور ايران والسعودية في "توطيد الاخوة والمودة بين البلدان الاسلامية، خصوصاً ان الجمهورية الاسلامية والسعودية يمكنهما من خلال تعاونهما ان ينهضا بمسؤولياتهما الكبيرة ازاء شعبيهما والعالم الاسلامي". وأكد الأمير سلطان عزم القيادة السعودية توطيد العلاقات مع ايران "على الصعد المختلفة"، وقال ان "اهم اهداف التعاون بين البلدين هو العمل لما فيه مصلحة المسلمين". وأشار الى موقف الرياض المشترك مع طهران لاخراج اسعار النفط من ازمتها. وسينتقل الأمير سلطان الى باكستان، اليوم، المحطة الاخيرة في جولته التي شملت تونس والجزائر وإيران.