ظلت الاختبارات ولا تزال هاجس الطالب والمعلم فهي حصيلة الجهد ودلالة الاجتهاد وهي المنفذ لما بعدها، وفي السعودية كما في الدول العربية الاخرى تشكل الاختبارات حالة استنفار عامة تلقي بظلالها ليس على الاسرة فقط بل المدينة احياناً، اذ يتراجع مستوى الحركة ويعكف الناس على متابعة تحصيل ابنائهم من الجنسين والتأكد من استعدادهم لدخول الامتحان وقد استوعبوا المنهج وضمنوا على الاقل النجاح فيه . وعلى رغم ان هذا التركيز على فترة الاختبارات يعد خللاً تربويا له انعكاساته السلبية على مسار التعليم اجمالاً اذ يحولها من مرحلة تكاملية الى فترة من القلق والرهبة والخوف، ويؤدي بالتالي الى فصل المراحل التعليمية واسقاط هدف تكوين ترابط معرفي كلي يتبلور من خلال محصلة سنوات الدراسة . وكانت السعودية اصدرت عام 1975 اول لائحة للاختبارات الا انه مع مرور ربع قرن من صدورها وتغير كثير من آليات ومناهج التعليم، والتبدل الواضح في سلوكيات الطلاب داخل المدرسة وخارجها استلزم الامر ظهور لائحة جديدة اكثر دقة وتحديداً. وبدأ اعداد اللائحة الجديدة تحت اسم لائحه تقويم الطالب بمشاركة مختصين وعاملين في ميدان التعليم وتم اقرارها من اللجنه العليا للتعليم في السعودية. وركزت اللائحه على التقليل من عدد الاختبارات الميدانية والتفرغ للتعليم من اجل التربية وبناء السلوك وايجاد الفرصه لرفع مستوى الاختبار اعداداً وتطبيقاً، كما اهتمت اللائحه بالحد من مشكلات الرسوب والتسرب من خلال الاهتمام بخصوصية المرحلة المبكرة من التعليم الابتدائي، وزيادة فعاليتها في الاسهام في بناء المهارات الاساسية وايجاد حلول عملية للراسبين في أقل من مادتين دراستين. وتهدف اللائحة الى فتح المجال للجهات التعليمية لايجاد اختبارات مقننه تساعد على تقويم التعليم وممارساته بطريقة مستمرة، وتثير الانتباه الى حاجه الميدان التعليمي لتنظيمات وادلة تعيد للمفاهيم التربوية اهميتها. وعلى صعيد الانتساب يطبّق هذا النظام في جميع أنواع التعليم التي تسمح لوائحها بالانتساب. ويجوز التقدم لاختبار الصفوف الثلاثة الأخيرة من المرحلة الابتدائية وصفوف المرحلتين المتوسطة والثانوية، عن طريق الانتساب، ولا يشترط للانتساب الى الصف السادس الابتدائي الحصول على شهادة للصفوف السابقة لمن تجاوز عمره اثني عشر عاماً. كما يقتصر تقويم المنتسبين على اختبارهم في المادة الدراسية في نهاية كل فصل دراسي. ويخصص لاختبار كل مادة في كل فصل دراسي 50 في المئة من الدرجة الكبرى، وتتحدد الدرجة النهائية بجمع درجتي الفصلين، ويخصص كامل الدرجة الكبرى إذا كان الاختبار في كامل المقرر، اضافة الى ان الطالب المنتسب يستطيع ان ينجح اذا حصل على النهاية الصغرى لكل مادة دراسية، ويحق للمنتسب التقدم لاختبار الدور الثاني في المواد التي لم يحصل على نهايتها الصغرى، ويشمل ذلك طالب المدارس الليلية. ويجوز للطالب المنتسب العودة إلى الإنتظام متى ما كان عمره في حدود السن المسموح بها نظاماً للمرحلة الدراسية التي يرغب الإلتحاق بها. واشارت اللائحة الى غياب الطالب أثناء الاختبارات، حيث سمحت له بتقديم الاختبار في فصول الاختبارات اذا كان لديه عذر تقبله المدرسه في الاوقات المحددة قبل موعد الاختبارات.