كان عمرها 14 عاماً عندما رآها الفلاح مرتبكة أمام بيته في شيوداد شواريز في المكسيك. قالت له: دعني اشرح لك يا سيدي. فهدد بقتلها ان هي لم ترحل من أمام منزله. وحكت الفتاة قصة هزت المدينةالمكسيكية الحدودية وشكلت لغزاً في تاريخ الجرائم الكبرى في المكسيك بعد قتل حوالى 200 امرأة منذ 1993. وتكاثرت الأسئلة: من يقتل نساء عاملات فقيرات في مصنع يملكه اميركيون؟ هل هو قاتل سادي أم مجموعة من القتلة أم هي جريمة منظمة؟ الفتاة الصغيرة أعطت شهادتها للمحققين الذين أوقفوا 5 رجال الشهر الماضي بتهمة القتل الجماعي ل6 نساء، وأحدهم متهم باغتصاب الفتاة الصغيرة. الموقوفون سائقو اوتوبيس ينقل عاملات المصنع الاميركي الى منازلهم ليلاً. وقد اعترفوا أنهم يعملون لحساب صيدلي سجين طلب اليهم ان يغتصبوا ويقتلوا امرأتين في الشهر وسيدفع لهم ألف و200 دولار بعد تزويده بأدلة هي ثياب الضحايا الداخلية. اسم الصيدلي عمر لطيف شريف. القصة بدأت منذ 6 سنوات عندما كانت عملية القتل تحدث بأيدي الأصدقاء أو بواسطة جرعات مفرطة من المخدرات في مدينة يقطنها 1.5 مليون شخص ومشهورة بأنديتها الليلية وتجارة المخدرات وبالحدائق الصناعية. الضحايا يتمتعن بشعر اسود طويل. وهذا ما ينطبق على تلميذات أو عاملات في مصنع ماكيا دوراس لتجميع محركات السيارات. واكثر الضحايا تعرضن للاغتصاب والشنق وجمعتهن ميزة مشتركة لم يكن لديهن ثياب نسائية داخلية، فيما احذيتهن والجوارب والصديريات في مكانها لم تمس بحسب قول سولي جونس رئيسة مكتب الادعاء العام الخاص بملاحقة جرائم قتل النساء، واكدت جونس ان حوالي ثلث النساء من أصل 187 امرأة تعرضن للقتل منذ 1993، يتميزن بتلك السمة القبيحة بعد تنفيذ الجريمة. وجرت محادثات مع مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي الذي ارسل خبراء في علم الجريمة الى البلدة المكسيكية للتحقيق وكشف اللغز. اللافت في شهادة الفتاة وعمرها 14 عاماً انها الوحيدة الحيّة الباقية التي رأت وروت وقائع الجريمة. فقالت انها تعمل في المصنع ذاته لتجميع المحركات من الرابعة بعد الظهر وحتى الواحدة بعد منتصف الليل لقاء أجر يومي مقداره 3 دولارات، بعد ان استخدمت شهادة ميلاد صديقتها ليصبح عمرها 18 عاماً. وفي 8 اذار مايو الماضي، أي بعد 3 اسابيع على عملها في المصنع لم تتمكن الفتاة من العودة الى البيت لأن سائق أوتوبيس المصنع قادها الى تخوم المدينة وكانت هي الراكبة الأخيرة فاطفأ أنوار الأوتوبيس وقال لها: "سأقتلك". وآخر ما تتذكره هو ان السائق تشبث برقبتها ثم استعادت وعيها قرب منزل الفلاح الذي دعا الى مساعدتها بعدما هدد بقتلها. الفتاة الصغيرة المغتصبة أخبرت المحكمة بالوقائع واتهمت السائق جيسوس مانويل كوارادو الذي بدوره كشف للمحققين عناوين سائقي 3 اوتوبيسات لمصانع اخرى ورئيسهم المزعوم فكتور مورينو. المتهمون أوقفوا الشهر الماضي ثم اطلقوا. المحققون قالوا ان المتهمين تسلموا طلباً عجيباً غريباً من محكوم بالقتل في سجن شواريز في المدينة يدعى عمر لطيف شريف قال انه سيدفع لهم ثمن الاغتصاب والقتل، فوافق السائقون المدمنون على الكوكايين والمتلهفون الى المال. شريف كان دائماً متهماً رئيسياً. وصدر الشهر الماضي حكم بسجنه 30 عاماً لاقترافه جريمة قتل واحدة فاستأنف الحكم. المحققون يحاولون معرفة من أين يأتي شريف بالمال ليدفعه الى السائقين. ويعتقدون ان مصدره "اختراعاته العلمية" وحيازته رخصة رسمية للصيدلة. غير ان المحكمة المكسيكية برأت الرجال الخمسة بعد ان سحبوا اعترافاتهم التي أدلوا بها تحت تأثير التعذيب على حد قولهم، فيما فتيات المصنع خائفات. غير انهن يركبن الاوتوبيسات لأن عليهن العمل والمخاطرة من أجل لقمة العيش المغمسة بالاغتصاب والجريمة.