السيد المحرر، الدراسة التي أطلقها دينيس أفري ونشرتم مقتطفات منها بقلم محمد عارف، في العدد الرقم 13227 يوم الاربعاء الموافق 26 أيار مايو هي من ضمن عدد من المقالات والدراسات التي ربما خففت من حالات الهلع والخوف التي نتجت من نشر الدراسات العلمية الرصينة التي كشفت لنا مدى الضرر الذي الحقته الممارسات الخاطئة للانسان بمقومات الحياة على هذا الكوكب اللطيف. وينطبق هذا على المقالات التي تشكك في صحة النتائج التي كشفتها لنا أبحاث العلماء من أقطار مختلفة والمتعلقة بظواهر طارئة على مناخ وبيئة الأرض، مثل ظاهرة الانحباس الحراري حول الأرض أو ما يسمى "ظاهرة البيت الزجاجي" وظاهرة تآكل طبقة الأوزون، والأمطار الحمضية، والتصحّر، واتلاف الغابات الاستوائية وفي الاقاليم الأخرى وغيرها. المهم في هذا السياق أود أن أوضح لقراء "الحياة" ان الدراسة التي كتبها دينيس أفري بعنوان "ظاهرة الاحترار العالمي هبة للجنس البشري" ونشرها له معهد هدسن في مجلته الفصلية الأخيرة، تفتقر الى مقومات المنهج العلمي في البحث وتعتمد على تساؤلات غير منطقية ومقارنات خاطئة، ومن ثم فإن خلاصة المقال هذا محل شك كبير، بل انه بعث على التشاؤم والاحباط، لأن مثل هذه الدراسات قد يعيق الجهود الخيرة التي تمثلت بداياتها في قرارات قمة مؤتمر ريو دي جانيرو وجهود برامج حماية البيئة وتوعية الناس وتدريبهم على المحافظة على البيئة. أخطر ما في الدراسة تلك المقارنة الخاطئة بين ما عرف ب"المناخ الأمثل الصغير" الذي يقال انه عمّ جو الأرض في العصور الوسطى، وظواهر اختلال النظام المناخي والبيئي التي نتجت من ممارسات صناعية وعمرانية ضارة. فمثلاً ان زيادة درجات الحرارة التي يلاحظها كل شخص الآن تمنع تكوّن السحب والغيوم الممطرة التي تجلب الخير والنماء، أما الشعور بالدفء وانحسار موجات البرد الشديد التي هي من مظاهر "المناخ الأمثل" فهي نتيجة انتشار السحب والغيوم المنخفضة الممطرة وليس هذا نتيجة لتلك. المدينةالمنورة - عبدالله بن حمد الحربي أستاذ علم اللغة المشارك بفرع جامعة الملك عبدالعزيز في المدينة المنورة