في عدد "الحياة" 13192 بتاريخ 21/4/99 أثار سعد بن طلفة العجمي في مقاله "عودة صدام حسين الى الحظيرة العربية: خيانة العروبة لذاتها"، سؤالاً عندي: الم يكن وجود صدام حسين في الحظيرة العربية قبل 2/8/1990 خيانة للإنسانية وخيانة للعروبة وخيانة للإسلام؟ ألم يشترك الكثير من العرب في تلك الخيانة مع صدام وسلفه احمد حسن البكر عندما سكتوا عن حقائق وممارسات رهيبة وكثيرة في العراق حصلت قبل 2/8/1990 وبعضها أشار اليه السيد سعد العجمي في المقال؟ ألم تحصل ممارسات النظام المتحكم بالعراق التي نشارك السيد سعد العجمي استنكارها في الوقت الذي كان البعض يعتبر ذلك النظام "حامي البوابة الشرقية للعروبة"! يجب ان نواجه انفسنا كعرب ونعترف بمسؤوليتنا كأمة في تسلط حكام مثل صدام حسين، ونرفض غياب الوعي منذ بدايته ونحمل المثقفين مسؤولية التوعية الحقيقية .... المطلوب من الوعي العربي مجانبة الخطابة وذرف العواطف والتعامل مع العراق بالعقل. ونشرت "الحياة" في عددها 13191 بتاريخ 20/4/99 مقالاً لياسر الزعاترة تحت عنوان الولاياتالمتحدةوالعراق... اسئلة التحول من "الاحتواء" الى "الاطاحة": "ماذا عن اللوبي الصهيوني وموقفه؟ انه صدى للسياسة الاسرائيلية بالطبع، تلك التي ملّت من لعبة انتظار خضوع صدام حسين للارادة الاميركية بتسليم اسلحته وملفاتها وعلمائها". هل يعتقد السيد الزعاترة ان اسلحة النظام المتحكم بالعراق شكلت في السابق او تشكل اليوم أي مشكلة لاسرائيل او اميركا؟ المفاعل النووي قصفته اسرائيل من دون ان تتحرك لصدام شعرة أسف. ألا يعرف السيد الزعاترة ان اهم خدمة قدمها صدام لاسرائيل كانت في ضربات الصواريخ إياها عام 1991 اثناء الحرب؟ هل نسي المبالغ التي حصلتها اسرائيل من اميركا عن تلك الصواريخ؟ وهل يغيب عن ذهنه ان ما تحصل عليه اسرائيل سنوياً من مساعدات اميركية جزء تستلمه بسبب تهديد العراق لها؟ أي "تحول" يريد ان يناقش السيد الزعاترة، التحول الوحيد في سياسة اميركا تجاه النظام المتحكم بالعراق هو تحول شكلي، والمضمون واحد: بقاء صدام ونظامه وتسليطه لإيذاء المنطقة فيبقى التحكم الاميركي بل يتزايد ... ولذلك فهو مستمر ويخدم اسرائيل ولن يتحول. الرياض - حسين الركابي