اعطت حكومة بنيامين نتانياهو، بعد يوم واحد على الانتخابات، على مشروع يتيح توسيع كبرى المستوطنات "معاليه أدوميم" لتصبح مساحتها أكبر من مساحة تل أبيب كبرى المدن الاسرائيلية. وصادق وزير الدفاع موشيه ارينز على خارطة هيكلية استيطانية جديدة تهدف الي ايجاد تواصل إقليمي بين المستوطنات اليهودية في شرقي مدينة القدسالمحتلة. وأعلن في اسرائيل عن مصادقة "سريعة" من مجلس التنظيم الاعلى في الحكم العسكري للاراضي الفلسطينية المحتلة على نحو 20 مخططاً استيطانياً جديداً من دون مرورها بالخطوات المتبعة عادة لضمان تمريرها قبل تغيير الحكومة الاسرائيلية . وبموجب الخارطة التي صادق عليها أرينز سيتم ربط "معاليه أدوميم" المزروعة في أراضي قريتي العيزرية وأبو ديس بالمستوطنات اليهودية الواقعة شمال وشرق الجزء الشرقي من مدينة القدس بسغات زئيف والنبي يعقوب. كما يتضمن المخطط توسيع مساحة هذه المستوطنة على حساب أراض فلسطينية تعود لقريتي الزعيم والعيسوية لتمتد على 55 ألف دونم. وتبلغ مساحة المخطط الهيكلي للمستوطنة المذكورة 35 كيلومتراً مربعاً، وستصل بعد تنفيذ المخطط الذي يحمل اسم 1-E ما نسبته 67 في المئة من مساحة القدسالشرقية التي وسعت بعد حرب 1967 وتبلغ 70 كيلومتراً مربعاً. وتم الإعلان عن هذا المخطط في مارس آذار 1997 وحوّل في حينه الى وزير الدفاع السابق اسحق موردخاي الذي أجل الموافقة عليه تمشياً مع تحذيرات الاجهزة الامنية الاسرائيلية التي توقعت نشوب مواجهات عنيفة مع الفلسطينيين . لكن ارينز انتهز الايام المتبقية له في منصبه لإقرار المخطط الذي صادقت عليه أول من أمس اللجنة العليا للتنظيم والبناء. ومن المقرر أن تبدأ بلدية القدس الاسرائيلية نشر عطاءات البناء فيه خلال فترة زمنية قصيرة . وكان رئيس الحكومة الاسرائيلية المهزوم في الانتخابات بنيامين نتانياهو أمر قبل يوم واحد من إجراء الانتخابات ببدء البناء في مستوطنة "هارحوما" في جبل أبو غنيم جنوبالمدينة المقدسة . ووصف مسؤول ملف القدس عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية فيصل الحسيني قرار أرينز بأنه "إجراء غير أخلاقي بالمفاهيم السياسية" مضيفاً أن الحكومة الاسرائيلية "التي رفضها شعبها تحاول القيام بإجراءات لتخريب عملية السلام وفرضها على الأرض لتشكل عقبة أمام أي حكومة جديدة ، وأمام أي شريك في عملية السلام". وطالب المسؤول الفلسطيني في تصريح ل "الحياة" رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب إيهود باراك بأن يتخذ "موقفاً جدياً يوقف هذا التدهور في عملية السلام وأن يحدد موقفه بشكل صريح من هذاالموضوع". ووصف الناطق باسمم وزارة الدفاع الاسرائيلية المخطط الاستيطاني بأنه "مصلحة قومية" لاسرائيل، فيما أشار رئيس بلدية القدس الاسرائيلي الى أن هذه الخطة "تندرج في إطار الاجماع الوطني" في الدولةالعبرية. وأضاف إيهود أولمرت ليكود أنه "لم يسمع أحداً في قائمة إسرائيل واحدة التي يترأسها رئيس الوزراء المنتخب إيهود باراك ينادي بإبقاء "معاليه أدوميم" خارج نطاق السيطرة الاسرائيلية"، موضحاً أن هذا المخطط حظي بموافقة رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق من حزب العمل اسحق رابين . وقال أحد المسؤولين الاسرائيليين في حزب العمل يوسي بيلين أن قرار ارينز هو "أحد الاعمال الاستفزازية الكثيرة التي قامت بها حكومة ليكود منذ خسارتها في الانتخابات". وأضاف أن حكومة حزبه الجديدة لن ترضى بفرض أمر واقع عليها" من دون أن يلتزم وقف تنفيذ هذا المخطط، معتبراً أنه "يمكن التوصل الى تفاهم مع الفلسطينيين بإحداث تواصل جغرافي بين المستوطنات اليهودية في القدس عبر المفاوضات".