"العراق وتحديات أخرى للسياسة الأميركية في القرن المقبل" عنوان براق لمقال روبرت بيلليترو، المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي، في صفحة "الرأي" بتاريخ 9/5/1999. هذا المقال دعاية للنظام المتحكم بالعراق من خلال إيهام القارئ بعدة أمور منها العنوان الذي يوحي بأن العراق من الذين يتحدون السياسة الأميركية، بينما العراق ينفذ تلك السياسة. وان الحكومة الأميركية تريد اسقاط نظام صدام، لكنها عملياً تبقيه وتستعمله وتضخيم خطر العراق على المنطقة .... إن الكاتب الآن خارج الوظيفة ويريد أيضاً أن يوهمنا بأن وضعه هذا يسمح له بانتقاد ممارسات أميركية معينة في الشأن الخارجي، وكأنه كان عاجزاً عن فعل أي شيء يريده حين كان موظفاً في الخارجية الأميركية، وهذا اسلوب يريد ان يتذاكى به على من يمكن أن يصدقه. إن روبرت بيلليترو في هذا المقام يخدم حاجة السياسة الخارجية الأميركية الحالية في موضوع العراق لاتباع اسلوب التمويه والتغطية، فهو يسمي الأمور بعكس مسمياتها .... أميركا حريصة جداً أن تبقي نظام صدام للأسباب المعروفة التي ستستمر تأثيراتها بالضغط على المنطقة ما دام صدام ونظامه في الحكم. ليس مهماً حصول تبادل شتائم واتهامات بين المسؤولين الأميركيين وفرقة صدام، وليس مهماً قصف العراقيين ولا موت الأطفال ولا ولا ولا... المهم ان الطرفين يتحدثان بلغة التفاهم الكامل كما هو ثابت منذ أكثر من ثلاثين سنة من التعاون المستمر والمبرمج والمثمر للطرفين ومن دون انقطاع. لو أراد بيلليترو ان نصدقه فيما يوهمنا به، فما هي الاجابة عن هذا السؤال: لماذا لم يستغل صدام وفرقته عسكرياً انشغال أميركا في حرب يوغوسلافيا الحالية؟ لماذا لا تقوم طائراته بالتحليق في مناطق الحظر؟ لماذا لا يقوم بإحدى عملياته الجبانة التي اعتاد عليها في الجنوب أو الشمال؟ لماذا لا يتحرش الآن بإيران أو بالكويت، ويحشد مثلاً بعض القوات؟ لماذا لا يقوم بأي تحرشات أو تصريحات خلال فترة ضرب أميركا ليوغوسلافيا؟ أليس الظرف مناسباً، والجماعة مشغولون عنه، وان صرحوا بجاهزيتهم؟ الرياض - حسين الركابي