استقبلت وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت، بعد ظهر امس، وفد المعارضة العراقية الموحد الذي يضم اعضاء الهيئة الرئاسية الموقتة للمؤتمر الوطني العراقي، وممثلين عن تيار الوسط الديموقراطي، فيما كانت الادارة تستعد للاعلان عن عزمها البدء باستعمال جزء مما نص عليه قانون تحرير العراق الذي خصص 97 مليون دولار من المعدات العسكرية للمعارضة العراقية. وقال مسؤول في وزارة الخارجية انه يتوقع ان تبدأ الادارة قريباً، وفي ضوء اجتماعاتها مع الوفد العراقي المعارض، تسعير معدات لا تشمل اسلحة قاتلة وهي المرة الأولى التي ستصرف فيها هذه الامدادات لمساعدة المعارضة. وحدد المسؤول اوجه الاستعمال بثلاثة، هي: اولاً - انشاء مركز رئيسي للمعارضة وفروع له. والواضح ان المركز الرئيسي سيكون لندن، مع السعي الى فتح فروع في الشرق الأوسط اذا وافقت الدول المعنية. ثانياً - تدريب الكوادر - مع التشديد على طابعه غير العسكري - للادارة المدنية لعراق ما بعد سقوط النظام في بغداد. ثالثاً - انتاج وتوزيع المعلومات عن دور المعارضة وممارسات النظام الحالي. وشدد المسؤولون في الادارة على الطابع غير العسكري للجهد الحالي، اذ قال احدهم ان تدريب الكوادر لن يتم بالضرورة في المنطقة وانما قد يتم في الولاياتالمتحدة. وأضاف المسؤول ان وفد المعارضة كان اجتمع قبل ظهر امس مع مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط السفير مارتن انديك وفرانك ريتشاردوني الديبلوماسي الاميركي المكلف التنسيق بين واشنطن والمعارضة، وان تركيز المحادثات كان على "سيناريو اليوم التالي" لغياب النظام الحالي وليس "سيناريو الاطاحة بالنظام". وشدد المسؤول على ان السفير انديك والديبلوماسي ريتشاردوني يعملان مع وفد المعارضة على وضع جدول اعمال ل"اليوم الجديد" بعد النظام الحالي، وليس للاطاحة به. وتغيب عن المشاركة في الوفد والحضور الى واشنطن ممثل المجلس الأعلى للثورة الاسلامية السيد حامد البياتي. فيما ضم الوفد السادة احمد الجلبي، ولطيف رشيد عن الاتحاد الوطني الكردستاني، وهوشيار زيباري عن الحزب الديموقراطي الكردستاني، واياد علاوي الأمين العام ل"الوفاق الوطني العراقي"، ورياض الياور ومحمد عبدالجبار عن كوادر "الدعوة"، والدكتور عدنان الباجه جي والدكتور حاتم مولود مخلص، والشريف علي بن الحسين، ومظفر ارسلان، وصلاح الشيخلي. وتستمر لقاءات اعضاء وفد المعارضة في واشنطن حوالى اسبوع، فيجتمعون الخميس المقبل مع مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي صموئيل بيرغر ومع زعماء الكونغرس ولجانه الرئيسية المهتمة بالشؤون الخارجية، استكمالاً للاجتماعات التي عقدها ريتشاردوني في بريطانيا اخيراً وتحضيراً للاجتماع الموسع المفترض ان يعقد في تموز يوليو المقبل ولم يحدد مكانه بعد. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس روبن ان الوزيرة اولبرايت اجتمعت مع وفد المعارضة العراقية "لمعرفة خططه بشأن استعادة العراق". وقال ان البحث يتركز على "كيف يمكننا دعم عمله لتحقيق طموحات الشعب العراقي بانشاء حكومة تتجاوب مع حاجاته وتلتزم واجبات العراق الدولية". وأكد روبن ان الادارة ستبلغ الكونغرس خلال الأسابيع القليلة المقبلة عزمها على سحب معدات "غير قاتلة" والقيام بأعمال تدريب بموجب "قانون تحرير العراق". وأضاف ان الخطة الجديدة ستنفذ بالتنسيق مع المعارضة العراقية وتهدف الى بناء الوحدة في اوساط المعارضة وتطوير مزيد من البنية التحتية السياسية لايصال صوتها بطريقة فاعلة. وعدد اوجه النشاطات الثلاثة المذكورة اعلاه، قائلاً ان المساعدات الاميركية الجديدة "ستساعد المعارضة العراقية على بناء المزيد من الانسجام في ما بينها وان تتوسع لتمثل قطاعات واسعة من العراقيين المعارضين لصدام حسين".