تختلف آراء السائحين الى لبنان واهدافهم، اجانب وعرباً، وتتفق على "حسن الضيافة والخدمة وجمال الطقس والطبيعة". هذا ما تكرر على ألسنة سياح التقتهم "الحياة" وتحدثت اليهم. واللافت ان السياح العرب معظمهم من الشباب ويأتون الى لبنان، رفيقين او ثلاثة، ويمضون اجازات طويلة يصل بعضها الى شهر على "حسن الضيافة والسهر"، في حين ان معظم السياح الاجانب من المتقاعدين او شارفوا على التقاعد يأتون في مجموعات منظمة وكبيرة بهدف استكمال اطلاعهم على منطقة حوض المتوسط وسياحتهم فيها، ولا يدعون مكاناً اثرياً إلا يزورونه. فحسن السيد جاء ورفيقاه من الامارات العربية الى لبنان، اسبوعاً، ليحجزوا ويهيئوا الاوضاع تمهيداً لمجيء "الاهل". وحسن جاء العام الماضي وامضى شهراً في لبنان وعاد اليه هذا العام مفضلاً السياحة فيه على غيره من بلدان المنطقة، التي زارها وخبرها من قبل، لانه "جميل جداً، وكل ما فيه جميل. فشعبه طيب والاكل لذيذ والخدمة ممتازة". وهذه على ما يرى كثر، حاجات السائح ومطالبه، وقال انه يفضل "لبنان على سواه من الدول العربية المجاورة. فهي كبيرة نسبة الى لبنان، لناحية السياحة، لكن مشكلتها تكمن في خدماتها التي ليست في مستوى الخدمات في لبنان". وعن الاسعار اجاب "كلها عادية الا اسعار الاقامة في الفنادق فمرتفعة نسبياً، لكنها ارخص من اوروبا"، معتبراً ان "المشكلة الوحيدة فيه انه يحتاج الى بعض التنظيم. وما عدا ذلك فهو على افضل ما يرام". والرأي هذا يردده معظم السياح العرب، اما السياح الاجانب فلهم رأي آخر واول ما يعلنونه مفاجأتهم "بعودة الحياة الى بيروت وحيوية اللبنانيين لناحية طي صفحة الحرب واعادة اعمار بلدهم"، وهم الاجانب طالما سمعوا عن الدمار في لبنان ولا يزالون يرون الى الآن "صور وسط بيروت مدمراً على شاشات التلفزة" على ما قال ل"الحياة" السائح الفرنسي غي لوفييج، وهو استاذ جامعي ويرأس وفداً سياحياً فرنسياً من 29 شخصاً متقاعداً. وتحدث لوفييج باسهاب عن لبنان وتاريخه، على رغم انها زيارته الاولى له، وعن العلاقات التاريخية بين لبنانوفرنسا وصورة لبنان الايجابية عند الفرنسيين "منذ فرنسوا الاول". وقال "لا نزال في فرنسا نرى صور الدمار عن لبنان وفوجئنا هنا حين رأينا العكس اذ لاحظنا سريعاً شجاعة اللبنانيين وارادتهم وتميزهم في طي الصفحة في سرعة. ولاحظنا ايضاً سرعة الشباب في اعادة اعمار لبنان"، معتبراً ان "لو حدث هذا عندنا في فرنسا لما بنيناه كما بنى اللبنانيون بلدهم في هذه السرعة". وعن اسباب سياحته في لبنان؟ اجاب "انظم رحلات سياحية منذ 15 عاماً في دول حوض البحر المتوسط، ونحن نزور لبنان لاسباب شخصية وللاطلاع على معالمه الاثرية"، متوقعاً ان يزوره مرة ثانية. وابدى "ارتياحه الشديد الى الاوضاع في لبنان لان اللبنانيين يوحون بالثقة وطيبون ويحسنون الضيافة ويتكلمون الفرنسية فلا نشعر بالاحراج ويمكن واحدنا ان يخرج منفرداً في الشوارع ولا يخاف ان يسرق او ان يستغل كما يحصل في دول اخرى". وقال "نحن مرتاحون الى الوضع الامني في لبنان ولا نشعر بالخطر مطلقاً ولا يخيفنا وجود اسرائيل في جنوبه. اليوم كنا هناك حين التقته "الحياة" وسمعنا هدير طائرات. فالوضع مطمئن والخطر في تركيا، مثلاً، اكبر". اما مونيك بيتي، وهي استاذة جامعية ترأست وفداً من زملائها الاساتذة الجامعيين فاستغربت "وجود حواجز عسكرية على الطرق". وقالت "لم يزعجنا احد ومررنا مكرمين، لكننا استغربنا الحواجز اذ لا تقام حواجز في فرنسا". ولم تخفِ انها قلقت "حين سمعت بقتل جنرال اسرائيلي في جنوبلبنان. وسألتني صديقتي هل، حقاً، ذاهبة الى لبنان". وقالت ان لاختيار السياحة في لبنان اسباباً عدة منها لان لها صديقة من اصل لبناني كانت تحدثها دائماً عنه، واستكمالاً لجولة الوفد في الشرق الاوسط اذ زار العام الماضي سورية والاردن لاننا "نود بفضولنا، استكشاف كل بلد عن قرب"، ولان كثراً منهم زاروا معرض "لبنان الضفة الاخرى" الذي اقيم اخيراً في معهد العالم العربي في باريس، "فقررنا المجيء الى لبنان". وقالت "في العام المقبل سنمضي سياحتنا كاملة في لبنان". واشارت الى "اعجابها والمجموعة بلبنان، بلداً وشعباً، وان كل واحد منا سينقل رسالة جيدة عنه الى فرنسا". وكرر سائح اخر ما قاله كثر لناحية الاشادة بالخدمة والشعب اللبنانيين معتبراً انه لا يشعر "بالغربة، وكأنني في اوروبا اجد كل ما احتاج اليه في سهولة وفي شكل سريع وهذا ليس متوافراً في دول عربية اخرى". وعن الاسعار قال انها "ليست اغلى من اوروبا، او ارخص من اوروبا بالنسبة الي". وانتقد "قلة النظافة في بعض الشوارع، مثل ايطاليا، في حين ان عمان اكثر نظافة من بيروت". وقال "هذه النقطة السلبية الوحيدة في لبنان وكل ما عدا ذلك جميل ومميز".