افتُتح مساء أول من أمس في وسط بيروت فرع لدار «كريستيان ديور» الفرنسية العالمية في حضور رئيس الوزراء سعد الحريري ورئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة ووزيري المال ريا الحسن والاقتصاد محمد الصفدي ووزيرة الاقتصاد والصناعة والعمل في فرنسا كريستين لاغارد والرئيس التنفيذي لدار «كريستيان ديور» سيدني توليدانو وعدد من النواب والسفراء العرب والأجانب وشخصيات اقتصادية وإعلامية واجتماعية. وخلال حفلة الافتتاح، قال الحريري: «يستعيد لبنان عافيته، والدليل على ذلك ان دار كريستيان ديور تفتتح فرعاً لها في لبنان، وهذا ما يظهر الوجه الحضاري للبلد، بحيث يعود وجهة للتسوق، فبدلاً من ان يذهب السائح إلى أوروبا للتسوق بات بإمكانه القدوم إلى لبنان. هذا جزء من لبنان الذي نريد إظهاره، ونأمل بأن يكون هناك المزيد من مثل هذه المحال تفتتح في لبنان». وعن توقعاته لموسم الاصطياف المقبل، نقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» عنه قوله: «هناك برنامج كبير للحكومة من أجل تشجيع الاستثمارات، ونحن سننفذ كل ما تضمنه هذا البرنامج لا سيما ما يتعلق بأولويات المواطن». ثم جال الحريري والحضور في أرجاء المحلات، وأقيمت حفلة استقبال في المناسبة. وبعد ساعات، افتتح وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي في الأشرفية، فرعاً لمكاتب الشركة الفرنسية «أي دي بي آي» المختصة ببناء وهندسة المطارات والمشاريع المعمارية الضخمة، وذلك في حضور الصفدي ولاغارد وسفير فرنسا في لبنان دوني بياتون. وشكر العريضي للوزيرة الفرنسية والوفد المرافق «من فرنسا الصديقة» اختيار بيروت كموقع إقليمي، بافتتاح مقر المؤسسة. وقال: «هذه دلالات مهمة ومعبرة بالنسبة إلينا ان يكون هذا الوفد هنا، ويختار بيروت عاصمة الحريات والتنوع الثقافي والطائفي والحرية والديموقراطية والانفتاح، ونحن نعتبر ذلك إشارة مهمة من الدولة الفرنسية، وكان يمكن اختيار أي عاصمة أخرى غير بيروت، لكن أعتقد ان هذا الخيار هو معبر عن قرار سياسي واقتصادي ومالي بالنسبة للاستثمار في لبنان». ونقلت الوكالة عن لاغارد قولها: «قيل لي ان لبنان من أغلى الدول في الشرق الأوسط سعراً، وأنا أقول ان لبنان غالٍ علينا جداً وعلى قلوبنا». ثم تناول رئيس مجلس إدارة الشركة في الشرق الأوسط ألان باجوليك الإنجازات والمهمات التي قامت بها الشركة على المستويين الهندسي والمعماري، مسهباً في شرح هيكليتها الإدارية والمالية فضلاً عن الرؤية الاستراتيجية المستقبلية. من جهة ثانية، أكد وزير الاستثمار المصري محمود محيي الدين أمس بعد لقائه وزيرة المال اللبنانية ريّا الحسن في مكتبها في بيروت ان مصر تسعى الى أن تكون شريكة في عدد من المشاريع التي تضمنها البيان الوزاري للحكومة اللبنانية، ووصف برنامج الحكومة بأنه «طموح»، متوقعاً «استقراراً ونمواً في لبنان». وقال ان الاجتماع الذي حضره السفير المصري احمد البديوي ورئيس القسم التجاري في السفارة ايمن علي عثمان، اضافة الى مستشار الوزير نبيل دنداري، تناول «مجالات التعاون لتحسين مناخ الاستثمار في البلدين وزيادة فرص الاستثمار المتبادلة بينهما». وأشار الى ان «لبنان يعتبر احد اكبر الدول المستثمرة في مصر، من خلال نحو 865 شركة مساهمة تأسس ما يزيد عن 40 في المئة منها في السنوات الخمس المنصرمة، ومعظمها يتركز في انشطة الخدمات المالية كالمصارف والتأمين والبورصة وانشطة التأجير التمويلي، والخدمات السياحية والنقل وسواها». وتابع: «نحن نسعى الى ان نزيد هذه الاستثمارات وثمة بعض الافكار لهذا الغرض، منها ترتيب لقاءات بين هيئات الاستثمار في البلدين، ولقاءات للمستثمرين والشركات، اعتباراً من الاسبوع الرابع من شهر كانون الثاني (يناير) 2010». واستقبل وزير الصناعة اللبناني ابراهام دده يان محيى الدين في مكتبه. ووجه الوزير المصري دعوة الى دده يان لزيارة مصر التي تحتضن أكثر من 380 شركة لبنانية 80 في المئة منها تأسس في السنوات الأربع الماضية. وشدد دده يان على أهمية تعزيز حركة انسياب السلع اللبنانية في الأسواق العربية وفي طليعتها مصر، لا سيما ان المنتجات اللبنانية باتت تتمتع بمواصفات عالمية وأصبحت قادرة على المنافسة في دول العالم.