ما ان استعاد لبنان عافيته حتى راحت ليالي صيفه تحفل بعشرات المهرجانات الفنية والغنائية على الصعيدين الداخلي والدولي. واذا كانت المهرجانات المحلية كثيرة جداً وتقام في كل مدينة وقرية لبنانية احياء لنشاطات تراثية ورياضية، فإن لبنان يحيي مهرجانات دولية في المناطق التراثية والأثرية وأبرزها بعلبك وجبيل وصور وبيت الدين اضافة الى مهرجان بيروت. وتؤدي المهرجانات الدولية دوراً بارزاً في القطاع السياحي اذ تستقطب سياحاً اجانب ومغتربين لبنانيين اثناء تمضيتهم اجازتهم في لبنان. والمهرجانات الدولية تنطلق، عادة، في تموز يوليو وآب اغسطس اذ تأخذ لجانها الادارية في الاعتبار زيارة المغتربين ومجيء السياح ليرتادوا سهراتها اثناء اقامتهم في لبنان. وتتسم بالدولية لانها تستقدم فرقاً ومغنين عالميين لاحياء لياليها اضافة الى تخصيصها ليالي لبنانية. وبرامج المهرجانات تعلن في مؤتمرات صحافية قبل مواعيدها، وتمكنت "الحياة" من الحصول على بعضها قبل اعلانها. وقالت المسؤولة الاعلامية في لجنة مهرجانات بعلبك السيدة مايا حلبي ان المهرجانات "ستنطلق هذا العام في النصف الثاني من تموز وستحييها فرق أجنبية وأحد أهم مغني الاوبرا العالميين اضافة الى عروض لفرقة كركلا والجاز الشرقي مع الفنان ربيع ابو خليل". واكدت ان "المهرجانات تستقطب سياحاً وبخاصة من الدول العربية"، مشيرة الى "اتصالات عدة أجرتها مكاتب سياحية عربية باللجنة لمعرفة موعد حفلات المهرجانات لتنظم رحلاتها الى لبنان بالتزامن معها". وعن الوضع المالي للمهرجانات اجابت "ان لا أرباح تسجل، وحتى حين احيت السيدة فيروز حفلات العام الماضي لم نسترد الكلفة"، موضحة انها "تتلقى مساعدة بسيطة من الدولة ومساعدات من اشخاص ومن بيع البطاقات التي ستتفاوت اسعارها هذا العام بين 30 الف ليرة و120 الفاً"، معتبرة ان "الهدف ليس مادياً بل اعادة الدور الثقافي والريادي الى لبنان". وأوضحت ان "هناك اسباباً عدة للخسارة منها ان لا جمهور كبيراً يهتم بالموسيقى، وتزامن المهرجانات بعضها مع بعض في حين ان لا امكانات مادية لدى الناس لحضور كل الحفلات، وكلفة استقدام الفرق الاجنبية لناحية الرحلات والاقامة وغيرها". اما مهرجانات بيروت فلا تقام بانتظام سنوي اذ لم تسجل في العامين الماضيين أي نشاط، وهي نظمت اول حفلة للسيدة فيروز بعد الحرب في ساحة الشهداء. وستقدم السنة الجارية بالاشتراك مع تلفزيون "ام تي في" مغني الاوبرا العالمي لوشيانو بافاروتي. واكد منظموه انه يستقطب سياحاً عرباً واجانب، وان ارباح المهرجان توزع على المؤسسات الخيرية. ومهرجانات صور التي استعادت نشاطها قبل اربع سنوات في الملعب الروماني يركز منظموها على اوقات زيارة المغتربين الجنوبيين لاحيائه، على ما قال عضو اللجنة الادارية السيد غازي قهوجي. وهل يستقطب سياحاً سوى المغتربين؟ اجاب "السياح الاجانب قد يخافون بسبب الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان والوضع الامني فيه". واوضح ان اللجنة وضعت للمهرجان منذ البدء منهجاً شاملاً لبنانياً وعربياً وعالمياً وبعيداً من الاسفاف السائد وان يخطو كل عام الى الامام لجهة الاختيار والتنظيم. وسيحيي ليالي المهرجان التي تبدأ في 15 تموز وتستمر الى 18 منه، جوليا بطرس وكاظم الساهر وفهد العبدالله وإل شاتو في ليلة مع الفلامنكو، اضافة الى نشاطات متنوعة من معارض اشغال حرفية ويدوية ومعارض فن تشكيلي وندوات ثقافية واعلان منح جائزة "الارجوان" للمرة الاولى. وعن الدعم المالي قال "ككل المهرجانات تقدم الدولة مساعدة اضافة الى مساعدات اشخاص وتمويل المعلنين". اما مهرجانات بيت الدين فتؤكد السيدة رزق الله، احدى اعضاء لجنة المهرجانات "ان السياح الاجانب والسفارات الاجنبية يهتمون بحضورها اضافة الى المغتربين وهم كثر جداً ويأتون في آب اكثر من تموز". واشارت الى ان المهرجانات تشهد كل عام تطوراً، وانها تعتمد بيع البطاقات ولا تقدم الدولة اي دعم لها. وتنطلق حفلات المهرجانات هذا العام في 9 تموز يوليو مع مغنيتي الاوبرا غالينا جوتشاكوفا وكيغام ترافقهما اوركسترا كيروف 120 موسيقياً بقيادة فاليري جيرغيف، ثم سهرة جاز لاتيني لتيتو بيونتي وسيليا كروز ثم حفلة ستومب، نقراً وايقاعاً وترفيهاً بصرياً مع 25 راقصاً، ثم امسية بعنوان "شاكتي في البال" مع جون ماك لافلين وزكير حسين، ثم باليه مودرن لانجلين بريلجوكاج، ثم ليلة اوبرا مع بلاسيدو دومينغو، ثم مسرحية "اوديب الملك" للمخرج منير ابو دبس ثم حفلة شرقية لكاظم الساهر وختاماً مع موسيقى صوفية "القوالي".