كان فرنسا - أ ف ب - لا يزال فيلم "كل شيء عن أمي" للاسباني بدرو المودوفار يتصدر لائحة الأفلام التي يرشحها النقاد للفوز بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي الثاني والخمسين الذي توزع جوائزه مساء اليوم. ويستخدم المودوفار في "كل شيء عن أمي" اسلوباً فريداً يمزج باقتدار بين الكوميديا والدراما وسط عالم مجنون وليد مخيلة المخرج وعبقريته الابداعية. فلا أحد غير المودوفار قادر على تصوير راهبة تحمل من رجل يهوى التنكر فى أثواب الغواني وعلى قول كل ما يريده عن النساء من خلال شخصية الأم والمرأة والممثلة. ويدفع وجود المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ على رأس لجنة التحكيم الى الاعتقاد بأن المودوفار، إذا لم تحصل مفاجأة في اليوم الأخير سيكون الفائز بالجائزة المرموقة، خصوصاً مع ما يتردد في كواليس المهرجان من اتجاه إلى مكافأة السينما الاوروبية هذه السنة. لكن الفيلم لم ينتظر نتائج المهرجان لنيل حظه من النجاح فقد باع عند بدء عرضه في الصالات الفرنسية في 19 أيار مايو الجاري 17 ألف بطاقة، وهو ما يحققه أي من افلام المودوفار السابقة فى اليوم الأول لعرضها. من ناحية ثانية، اختتمت سيدة هوليوود السمراء انجليكا هيوستن اسبوعي المخرجين عارضة برفقة المغني الشهير توم جونز "انغنيس براون" فيلمها الثاني كمخرجة الذي تروي فيه بحنان قصة أم ايرلندية شجاعة. تقوم انجليكا بدور اغنيس براون وهي أرملة وأم لسبعة أبناء تسعى الى تربيتهم على قيم اخلاقية بعيدة عن القيم التي سادت الكثير من افلامها السابقة مثل "عائلة آدمز" و"النصابون" و"شرف بريزي". تجد اغنيس براون عناء كبيراً في تربية أبنائها وتوفير لقمة العيش لهم من عملها كبائعة متجولة في دبلن في ظروف قاسية تحت سطوة بيلي المستغل. إلا أن الصداقة التي تربطها بجارتها ماريون ماريون اودوير والفرنسي بيار ارنو شوفرييه تساعدها على تخطي المحن والظروف الصعبة ليأتى وصول توم جونز مطربها المفضل ليضع نهاية سعيدة خيالية لهذا المشوار المليء بالحنان والعطاء. وسبق ان قدمت النجمة الاميركية، التي حصلت على اوسكار عن فيلمها "شرف بريزي" الذي اخرجه والدها جون هيوستن، الى "كان" منذ ثلاث سنوات لعرض فيلمها الاول كمخرجة "باسترد اوت اوف كاليفورنيا" وهو عن الجحيم الذي تعيشه طفلة صغيرة تقع ضحية اغتصاب محارم. ومع "اغنيس براون" المقتبس عن رواية "الأم" الايرلندية الناجحة لبرندن اوكارول تعتمد انجليكا هيوستن اسلوبا اكثر بهجة ومرحا تستعيد به "مشاعر طفولتها"، حيث قالت في مؤتمر صحافي مع مغني البوب الويلزي الشهير توم جونز "من سن الثانية حتى الحادية عشرة عشت في ايرلندا وتعلمت في مدرسة يرتادها الكثير من الاطفال ذوي العائلات الكبيرة العدد والفقيرة غالبا. كما انني تأثرت كثيراً بجدتي الايرلندية". وبالنسبة إلى انجيليكا هيوستن فإن فيلم "اغنيس براون" يعتبر عودة الى الوطن وقد انتجه لها جيم شريدان، الايرلندي الذي اخرج "ماي لفت فوت" قدمي اليسرى و"باسم الاب" و"الملاكم" والثلاثة من بطولة النجم الايرلندي دانيل داي لويس. وشددت انجليكا هيوستن على انها واحدة من ست مخرجات يشاركن فى اسبوعي المخرجين، خصوصاً مع صوفيا كوبولا ابنة فرنسيس فورد كوبولا والبلجيكية شانتال اكرمان والفرنسيتين كريستين كاريير وسولفيغ انسباش مضيفة "انه أمر مشجع جداً فعندما كنت صغيرة كانت النساء اللاتي يعملن مع والدي اما خبيرات تجميل او حائكات ملابس".