سجل العجز التجاري الاميركي تدهوراً قياسياً في آذار مارس الماضي وللشهر الثالث على التوالي بعدما ساهمت اسعار النفط الخام في ارتفاع فاتورة الواردات النفطية بنسبة 17 في المئة مقارنة مع الشهر السابق شباط/ فبراير. واشارت وزارة التجارة الاميركية في تقريرها الشهري الى ان متوسط سعر البرميل من واردات النفط الاميركية ارتفع في آذار الى 43.10 دولار منهياً ثلاثة اشهر كان فيها متوسط سعر البرميل تحت مستوى 5.9 دولار. وكشف التقرير الذي صدر نهاية الاسبوع الماضي تراجع الواردات الاميركية من النفط الخام في آذار مقابل تسجيل زيادة في واردات المنتجات النفطية علاوة على ارتفاع الاسعار بنسبة 10 في المئة، ما ساهم باضافة مبلغ 522 مليون دولار الى فاتورة اجمالي الواردات النفطية. وقالت وزارة التجارة ان ارتفاع قيمة الواردات النفطية لعب دوراً رئيسياً في تفاقم العجز التجاري الذي ارتفع من 1.19 بليون دولار في شباط الى 7.19 بليون دولار في آذار. وكانت الصادرات الاميركية سجلت زيادة ملموسة في آذار ودعمت بذلك الآمال في تحسن الطلب العالمي بعد الركود الذي شهده بسبب الازمة المالية الدولية الا ان الزيادة التي سجلتها الواردات، لا سيما النفطية جاءت اكبر بكثير ما عزاه المحللون الى قوة الاقتصاد الاميركي ونتائجه المباشرة المتمثلة في حفز الاستهلاك المحلي. وتوقع المحللون تعرض الميزان التجاري الاميركي لضغوط اضافية مع تكشف الآثار الكاملة للزيادات الاخيرة في اسعار النفط وانعكاساتها على الأداء التجاري للولايات المتحدة في الاشهر المقبلة الا انه لم يصدر حتى الآن ما يشير الى ان التفاقم المحتمل يستدعي دق ناقوس الخطر. وجاء رد الفعل الرسمي على التدهور القياسي في العجز التجاري من رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي ألان غرينسبان الذي اكد لاحدى اللجان التابعة لمجلس الشيوخ عقب صدور تقرير وزارة التجارة انه فكر ملياً بالموقف المستجد في الميزان التجاري لكنه لا يرى ما يشير الى ان المستثمرين الاجانب، الذين ساهمت استثماراتهم في معادلة العجز التجاري، يشكلون تهديداً لاستقرار الاقتصاد الاميركي. واوضح التقرير التجاري ان السعودية انفردت بأكبر حصة من واردات النفط الاميركية في الربع الاول من السنة اذ بلغ اجمالي صادراتها النفطية الى الولاياتالمتحدة في الفترة المذكورة نحو 6،128 مليون برميل، ما يعادل نسبة 17 في المئة من اجمالي واردات النفط الاميركي التي بلغت 5.773 مليون برميل. وجاءت فنزويلا، التي تنافس السعودية على المركز الاول في السوق الاميركية، في المرتبة الثالثة وبلغت صادراتها النفطية الى الولاياتالمتحدة نحو 4.108 مليون برميل. وسبقتها المكسيك التي بلغ اجمالي صادراتها 6.112 مليون برميل وتلتها كندا بنحو 1.102 مليون برميل، في ما استمرت صادرات النفط العراقية بالتدفق على الولاياتالمتحدة بكميات كبيرة وبلغت 4.54 مليون برميل. وبسبب زيادة الواردات لم تتمكن الولاياتالمتحدة من تحقيق فائض في الميزان التجاري الا مع عدد قليل من الشركاء التجاريين ومن بينهم مصر اذ بلغ حجم الفائض التجاري بين البلدين في الاشهر الثلاثة الاولى من السنة 569 مليون دولار، وكذلك السعودية 1.1 بليون دولار. ويقارن الفائض الكبير المسجل بين السعودية والولاياتالمتحدة بعجوزات ملموسة مع بقية الدول الاعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك حيث تقلصت حصص الشركات الاميركية في اسواق هذه الدول بسبب تراجع عائدات النفط.