يصور المخرج خالد بهجت مسلسل "الأقدار" عن رواية نجيب محفوظ "عبث الأقدار" وعالج الرواية درامياً وكتب السيناريو والحوار محمد الغيطي. وتدور الأحداث خلال فترة بناء الهرم الأكبر في عهد الملك خوفو من الأسرة الرابعة وهي مرحلة من أهم انجازات الحضارة المصرية القديمة. وعن أسباب اختياره هذه الرواية قال الغيطي ل"الحياة": "لم أقدم من قبل عملاً درامياً يتعرض الى هذه الحقبة الزمنية القديمة وعشقي للتاريخ المصري القديم، إضافة الى أن الأعمال التاريخية تُقدم كما لو أنها للأكاديميين والمتخصصين من دون بقية الناس العاديين". وعن أبرز الكتب والمراجع التي يستند إليها في كتابة العمل يقول المؤلف: "لديّ ما لا يقل عن 250 مرجعاً منها سلسلة الأثري المصري سليم حسن و"الفن المصري القديم" للدكتور أنور شكري و"كنوز الفراعنة" لپج.ت. جيمنز. ومراجع كثيرة مترجمة من الانكليزية". وحول التخوف من أن يأتي العمل أقرب الى الناحية التسجيلية منه الى الدرامية، قال: "يمكن تقديم الناحيتين من دون الإخلال بقواعد الدراما المتعارف عليها وحكاية خوفو الموجودة في رواية محفوظ مثيرة في حد ذاتها الى إنه اضطر الى الدخول في صراع بعدما علم بوجود طفل سيولد ويأخذ منه العرش. وسنقدم الجانب الشعبي وتفاصيل الحياة اليومية للعمال الذين كانوا يحملون الحجارة وحفروا من نهر النيل الى هضبة الهرم". وعن اللغة المستخدمة واسماء الشخصيات غير المتداولة حالياً والموجودة في الرواية، يقول: "نحن أمام تحدي اللغة، اذ إن لغة الفراعنة منقرضة وقمنا باختيار لغة عربية يومية وهي اللغة الثالثة ليست عامية ولا مقعرة أما الشخصيات فاتفقنا مع محفوظ على أسماء شخصيات بسيطة"، ويؤكد المؤلف أن محفوظ حيّا الفكرة ووافق على تسمية العمل "الأقدار" بدلا من "عبث الأقدار"، وطلب منّا بذل كل الجهد لصعوبة تحويل الرواية الى عمل مرئي، ومن ناحية أخرى فإن قطاع الإنتاج متحمس لإنتاج العمل، وسيوفر كل الامكانات المادية ليبقى العمل وثيقة فنية وتاريخية. يذكر أن هذا هو العمل الثاني للمؤلف والمخرج، اذ سبق للمخرج الذي يعمل استاذاً في معهد السينما إخراج مسلسل "رياح الشرق" من بطولة محمود ياسين وعرض في رمضان الماضي، أما المؤلف فكتب مسلسل "الحصيدة" من بطولة محمد رياض ونرمين الفقي ومحمود الجندي وأخرجه يوسف أبو سيف.