"اليونسكو: رؤية للقرن الواحد والعشرين" كتاب للدكتور أحمد الصياد المدير العام المساعد للعلاقات الخارجية لمنظمة اليونسكو صدر عن دار الفارابي بيروت. ويأتي صدور الكتاب حول مستقبل اليونسكو في مرحلة حاسمة من عمر المنظمة التي احتفلت بميلادها الخمسين قبل بضعة اعوام فقد تأسست عام 1945 وهي اليوم في منعطف الألف الثالث الميلادي امام اسئلة جوهرية تتعلق بمصيرها وبمعنى وجودها الذي تأسست من اجله والذي ارتبط بسؤال السلام في العالم حيث كان السبب الأول لولادة المنظمة الدولية هو العمل على تجاوز الآثار السلبية والخراب الذي تركته الحرب العالمية الثانية في النفوس. ومن هنا جاء شعارها الشهير: "بما أن الحروب تولد في عقول البشر فلا بد من بناء حصون السلام في عقولهم ايضاً". وتواجه المنظمة الدولية هذه الأيام سؤالاً مهماً يتعلق باحتمال ان يصل الى رأس اليونسكو في الدورة المقبلة، بعد نهاية فترة المدير العام الحالي فيدريكو مايور، مدير عام عربي حيث ان التناوب الجغرافي يفتح الابواب لقيادة عربية للمنظمة. ولعل دور الدكتور احمد الصياد منذ سنوات طويلة في العمل في منظمة اليونسكو بدءاً من كونه سفيراً لبلاده وحتى مهمته الحالية كنائب للمدير العام للعلاقات الخارجية يؤهله للرد على كل هذه التساؤلات وتقديم مادة خصبة وغنية من المعلومات والوثائق والتجارب عن الآفاق المقبلة التي تنتظر هذه المنظمة التي يتعاظم دورها اليوم بتعاظم دور الثقافة في ما يعرف بحوار الحضارات والدفاع عن هويات الشعوب في وجه تيار العولمة.