عين خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ مفتياً عاماً للمملكة العربية السعودية خلفا للمفتي الراحل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الذي توفي فجر الخميس الماضي. وجاء في الأمر الملكي الذي صدر ليل السبت - الاحد "يعين فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتيا عاما للمملكة العربية السعودية ورئيسا لهيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء بمرتبة وزير، ويرأس فضيلته أو من ينيبه دورات انعقاد هيئة كبار العلماء". ويبلغ آل الشيخ 56 عاماً من العمر، وهو شغل منذ 1996 منصب نائب المفتي لشؤون الافتاء. وينتمي المفتي الجديد الى أسرة عريقة اشتهرت بتوجهها الديني وبكثرة علمائها، وهي تنتسب الى الشيخ محمد بن عبدالوهاب المصلح الديني الذي تضامن في الجزيرة العربية مع الامام محمد بن سعود، وأسسا حركة اصلاحية دينية سياسية كانت هي نواة قيام الدولة السعودية الأولى في 1157 هجرية 1744 ميلادية، واستمرت الزعامة السياسية في بيت آل سعود، والزعامة الدينية في بيت آل الشيخ. ولد المفتي الجديد للسعودية في مكة في نهاية عام 1362 هجرية، وتوفي والده وهو لم يتجاوز الثامنة من عمره، لكنه نشأ على رغم ذلك نشأة دينية، فحفظ القرآن وعمره 11 عاماً، وفقد بصره بعد ذلك بعام. وقرأ الشيخ عبدالعزيز على طريقة العلماء المتقدمين على مجموعة من المشايخ منهم مفتي الديار السعودية آنذاك الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ ست سنوات حتى بلغ ال18 عاماً من عمره. كما قرأ على المفتي الراحل الشيخ عبدالعزيز بن باز الذي اعتبره من ابرز شيوخه. كما قرأ على الشيخ عبدالعزيز بن صالح المرشد، والشيخ عبدالعزيز الشثري. والتحق الشيخ عبدالعزيز بعد العشرين من عمره بمعهد امام الدعوة العمي في الرياض، وهو معهد يوازي الثانوية العامة ويركز على العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية، ثم درس في كلية الشريعة في الرياض وحصل على الاجازة فى العلوم الشرعية واللغة العربية، وعين مدرساً في معهد امام الدعوة وهو لم يتجاوز ال22 عاماً، وعندما بلغ ال30 انتقل الى كلية الشريعة في الرياض مدرساً حتى اصبح فيها استاذاً مشاركاً. واشتهر المفتي الجديد كونه خطيب خطبة عرفة في موسم الحج منذ 1982، كما انه إمام جامع الإمام تركي بن عبدالله الكبير في الرياض، وهو اكبر جوامع العاصمة وخطيبه. وللمفتي الجديد اربعة ابناء هم: عبدالله، ويحضر الدكتوراه في المعهد العالي للقضاء ومحمد وهو على وشك التخرج من كلية أصول الدين في الرياض وعمر وعبدالرحمن. ولم يكن منصب المفتي في السعودية ثابتاً فهو كان مرتبطاً بالشيخ محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ الذي كان يسمى احيانا مفتي الديار السعودية، واحيانا المفتي الأكبر، وبرحيل الشيخ محمد بن ابراهيم في رمضان 1389 هجرية بقي المنصب شاغراً، حتى 1390 عندما عين ابن الشيخ محمد بن ابراهيم، الشيخ ابراهيم بن محمد آل الشيخ رئيسا لدار الافتاء، ثم في 14/10/1395 هجرية صدر أمر ملكي بتعيين الشيخ ابن باز رئيساً لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد برتبة وزير. ورغم ذلك فإن منصب المفتي ظل شاغراً وان كان ابن باز يمارس مهمات المنصب عملياً من دون ان يسمى مفتياً، حتى مطلع 1414 هجرية 1983 حيث صدر الأمر الملكي بتعيينه في منصب المفتي العام للمملكة ورئيساً لهيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء بمرتبة وزير. وكانت هيئة كبار العلماء قبل تعيين الشيخ ابن باز رئيساً لها وفقاً للمادة الثانية من نظام تأسيسها تدار بالرئاسة التناوبية بين كبار اعضائها سناً هم الشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ عبدالله بن حميد، والشيخ عبدالله خياط، والشيخ محمد الامين الشنقيطي، والشيخ عبدالعزيز بن صالح، لكن موت معظم الاعضاء الكبار او احالتهم على التقاعد بناء على طلبهم بسبب كبر سنهم وحالاتهم الصحية لم يبق حتى الآن على قيد الحياة اي عضو من الاعضاء في الهيئة الذين احيلوا على التقاعد لمرضهم، إضافة الى مكانة ابن باز العلمية، جعلت الملك فهد يصدر قراراً في 1983 بتعيينه رئيساً للهيئة آنذاك، وجاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ليخلفه في هذا المنصب.