قالت مصادر رسمية ل"الحياة" ان الخطوط الملكية المغربية شرعت في خطة توسيع حضورها في القارة الافريقية من خلال تملّك حصص في بعض الشركات التي تواجه صعوبات التأقلم مع المنافسة الدولية الجديدة. وأبلغ وزير المال والاقتصاد فتح الله ولعلو "الحياة" ان برنامج "المغربية" يحظى بدعم الجهات الرسمية ومن شأنه تعزيز التنقل والمبادلات مع الدول الافريقية جنوب الصحراء. وتستعد "المغربية" للدخول في رأس مال شركة "سنغال" الوطنية، وزيادة تعاونها مع شركة "اير افريك" المتعددة الجنسية التي تملك بدورها مساهمات في عدد من الشركات القطرية جنوب الصحراء. وكان الاعلان عن الصفقة الشهر الماضي تصادف مع زيارة الرئيس عبدو ضيوف للمغرب حيث اشرف على جزء من المفاوضات التي قضت بشراء "المغربية" 51 في المئة من رأس مال "ايرسنغال" مقابل ثمانية ملايين دولار ووضع طائرة اضافية تحت تصرف الشركة السنغالية بعد قرار حكومة دكار التخلي عن تلك الحصص لفائدة الطرف المغربي ضمن برنامج اوسع لتخلي الدولة عن قطاعات عدة لفائدة الاستثمار المحلي والاجنبي. وقالت مصادر في "المغربية" ان مطار دكار في السنغال يشكل قاعدة تواصل مع عدد من الدول الافريقية المجاورة في غرب القارة مثل مالي وغامبيا وغينيا والنيجر وساحل العاج وغينيا بيساو وغانا. وتطمح "المغربية" الى استخدام شبكة خطوط "اير سنغال" لربط الدول الافريقية بمطار الدار البيضاء الدولي ما يفك العزلة عن بعض المطارات الافريقية من خلال برمجة رحلات اضافية. وتستبعد "المغربية" ان يكون الأمر يتعلق بهدف مالي نظراً الى الصعوبات والخسائر التي تكبدتها الشركة السينغالية والتي على المغربية معالجتها. ويكمن الهدف في تقديم الخبرة وتعزيز التحالفات والحصول على مطارات اضافية للرحلات البعيدة مثل خط الدار البيضاء - جوهانسبورغ الذي يمتد 7624 كلم. وتملك "اير سنغال" اسطولاً صغيراً يتكوّن من معظمه من طائرات متوسطة ومتقادمة من طراز "دي سي" و"فوكير" تستخدمها للرحلات الداخلية والدول المتاخمة. ويشكل تحالفها مع "المغربية" فرصة للتوسع واقتناء طائرات نفاثة. وستضع المغربية في المرحلة الأولية جزءاً من اسطولها وخبرتها لفائدة شريكها الافريقي. ولا يستبعد بعض المصادر ان تكون الاطراف الفرنسية التي تشارك بدورها في "اير سنغال" مهدت للصفقة وشجعت عليها لدفع حليفتها "المغربية" الى التوسع افريقياً وتصدير خبرتها الى غرب القارة التي يتراجع فيها نشاط "اير فرانس" وتحقق خسائر كبيرة على تلك الخطوط بفعل تراجع الطلب وصعوبة منح تأشيرات السفر للمواطنين الافارقة. كما تتفاوض "المغربية" مع "اير افريك" لاعادة النظر في بعض الرحلات وبرمجة خطوط جديدة غير متنافس عليها داخل القارة. وتقضي الخطة الجديدة بأن تنوب "الافريقية" عن "المغربية" في بعض الخطوط داخل القارة او العكس تجنباً لأي تعارض في المصالح. وتقوم "الافريقية" حالياً برحلتين اسبوعياً الى الدار البيضاء. وتقول "المغربية" انها ترغب في افادة القارة السمراء من تجربتها الطويلة 42 عاماً ومن تحالفاتها الدولية خصوصاً مع "تي دبليو" الاميركية و"ايبريا" الاسبانية و"طيران الخليج" و"اير فرانس"، ومن حصولها على اعترافات الجودة العالمية "اي سي" او "ايزو 9002" الخاصة بالأنشطة الأرضية، و"جار 145" الأوروبية و"اف اي اي" الاميركية الخاصة بصيانة الطائرات. وتقول الشركة ان سياسة التحالفات التجارية التي تنهجها تهدف الى توسيع وتنويع شبكتها وفقاً لمتطلبات الزبائن مع خفض الاسعار. طائرات جديدة وتبرمج "المغربية" لاقتناء اربع طائرات جديدة من نوع بوينغ خلال سنة 1999 وثلاث طائرات من النوع نفسه سنة 2000 وطائرتين سنة 2001، ورصدت الشركة 1025 مليون درهم في موازنة 1999 لهذا الأمر. وقالت "المغربية" في تقرير حصلت عليه "الحياة" انها تتوقع تحقيق زيادة في حجم النشاط الى 5998، على ان يزيد عدد المسافرين الى 3.5 مليون شخص بارتفاع نسبته 14.4 في المئة. وينتظر ان يحقق الرواج على متن الخطوط المنتظمة ارتفاعاً قدره 17.5 في المئة، ويتصاعد رواج "شارتر" 19 في المئة. وأشارت "المغربية" في تقريرها ان كلفة تذكرة الطائرة ستنخفض بمعدل 3.6 في المئة السنة الجارية نتيجة تقليص النفقات والتكاليف. ومن المنتظر ان ترتفع السعة المعروضة بنسبة 11.5 في المئة وسيكون النمو الأكبر في الرحلات العاملة على خطوط الشرق الأوسط والخليج. وتتوقع المغربية ان يزيد عدد ركابها من الشرق الأوسط 28.5 في المئة يليها المغرب العربي 26 في المئة وفرنسا 19 في المئة ودول الاتحاد الأوروبي 17 في المئة وافريقيا الغربية 16 في المئة وأميركا الشمالية 9 في المئة. وكانت "المغربية" خصصت طائرتين جديدتين من نوع "بوينغ 737 - 800" المعدلة الشهر الماضي على خط الدار البيضاء - القاهرة وزادت الرحلات اربع مرات في الأسبوع منها اثنتان الى مطار غزة عبر مصر. تأسست "شركة الخطوط المغربية" في تشرين الأول اكتوبر عام 1957 من اندماج شركتي "خطوط الاطلس" و"خطوط المغرب" عقب استقلال المغرب. وتملك الدولة 93.82 في المئة من رأس المال البالغ 285 مليون درهم فيما تحتفظ "اير فرانس" ب3.97 في المئة و"ايبيريا" ب1.32 في المئة، ومستثمرون مغاربة وفرنسيون ب0.89 في المئة. وتملك الشركة مساهمات في شركات سياحية مثل "سوطورام" التي تملك فنادق اطلس في كل من مراكش وأغادير و"رواييل كاترينغ" لتموين الطائرات. وتقوم الشركة برحلات الى 30 دولة و70 مطاراً في أربع قارات ولها 68 فرعاً عبر العالم، ويتكون اسطولها في معظمه من طراز"بوينغ" 747 و757 و737. .