تعقد القنوات الفضائية العربية اجتماعاً طارئاً اليوم الجمعة في فندق "البستان" في بلدة بيت مري اللبنانية لتدارس بندين اعتبرهما رئيس اللجنة العليا للتنسيق بين هذه القنوات بيار الضاهر من أخطر المشكلات التي تواجه المحطات الفضائية، حالياً، وتهدد مستقبلها "فإما نكون أصحاب القرار كعرب في محطاتنا العربية أو يضيع القرار في دهاليز العولمة".. حقوق البث قرار الدعوة الى هذا الاجتماع، الذي يستمر ثلاثة أيام، اتُخذ في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، في أعقاب إقدام صاحب شركة فرنسية لشراء حقوق البث التلفزيوني جان كلود دارموه بمنتصف العام الماضي، على شراء حقوق بث بطولات الأندية العربية ما حرم القنوات الفضائية من هذا الحق وقدّر المبلغ الذي دفعه بخمسه ملايين دولار في وقت كان اتحاد اذاعات الدول العربية يضم 25 هيئة عامة وخاصة يفاوض على شرائها بمليوني دولار، وقد اضطر الاتحاد في ما بعد الى شراء هذه الحقوق من الشركة الفرنسية بخمسة ملايين و250 ألف دولار. منافشة اجنبية يقول الضاهر "ان هذه الحادثة كانت الأولى من نوعها في عقر دار الفضائيات العربية، وكنا حذرنا من احتمال حصول مثل هذا الأمر في وقت سابق في ظل نظام العولمة القائم والسماء المفتوحة أمام الجميع، إلا أن القيّمين العرب على هذه القنوات لم يأخذوا الأمر على محمل الجد، والمطلوب اليوم قرار سريع حتى لا تفلت الأمور من أيدي التلفزيونات ويصبح القرار في أيدي الآخرين وربما تكون له انعكاسات سياسية فيصبح الآخرون معنيين بمحطاتنا بطريقة غير مباشرة". التنافس على شراء حقوق البث بين المحطات العربية لا يقلق الضاهر بل هي "لعبة مقبولة لكنها حين تقترب من حقوق الألعاب الرياضية فإنها تصبح خطرة لأنها تفتح المجال أمام دخول الآخرين الى ساحة المنافسة علماً أن أسعار هذه الحقوق وبحسب السوق العالمية تزداد بين 10 أضعاف و15 ضعفاً كل سنة. الاتحاد العربي وقيمة السوق الإعلانية للمحطات الفضائية العربية لا تتجاوز 115 مليون دولار في السنة، يتزاحم عليها الجميع، خصوصاً المحطات الخاصة وهناك محطات بدأت تهتز". ويشير الضاهر الى أن اتحاد اذاعات الدول العربية يضم 25 هيئة تلفزيونية خاصة وعامة، وهناك نحو ثماني هيئات خارج الاتحاد، والدعوة الى الاجتماع الطارئ شملت المؤسسات والهيئات الآتية: مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية، ومؤسسة الإمارات للإعلام - أبو ظبي، وهيئة الإذاعة والتلفزيون البحرينية، ومؤسسة التلفزة الوطنية الجزائرية، ومؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية، والهيئة القومية للتلفزيون السوداني، وهيئة الإذاعة والتلفزيون السورية، وتلفزيون سلطنة عمان، والهيئة العامة لإذاعات الجماهيرية العظمى، وهيئة الإذاعة والتلفزة المغربية، والتلفزة الموريتانية، والمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون اليمنية، وراديو وتلفزيون العرب، وشبكة أوربت التلفزيونية والإذاعية، ومركز تلفزيون الشرق الأوسط، وقناة الجزيرة الفضائية، وشبكة الأخبار العربية وتلفزيون المستقبل، وتلفزيون الإمارات العربية المتحدة - الشارقة، وتلفزيون دولة الإمارات العربية المتحدة - القناة الرابعة عجمان، وإذاعة وتلفزيون الإمارات العربية المتحدة - دبي، وجامعة الدول العربية: اللجنة الدائمة للإعلام العربي والمؤسسة اللبنانية للإرسال انترناشونال والمنظمة العربية للاتصالات الفضائية ومؤسسة نادين للأعمال الفنية - مصر وجمعية السينما والتلفزيون لدول مجلس التعاون الخليجي - الرياض ونقابة الفنيين السينمائيين في لبنان ووزارة الثقافة التونسية ولجنة صناعة السينما والتلفزيونية - سورية ونقابة منتجي وموزعي الأشرطة السينمائية والتلفزيون - لبنان وغرفة صناعة السينما - مصر والمركز السينمائي المغربي اضافة الى الإدارة العامة لاتحاد اذاعات الدول العربية. رجال اعمال بين المدعوين من لا علاقة له بالتلفزيون، ذلك أن البند الثاني المدرج على جدول أعمال الاجتماع الطارىء يتعلق بالإنتاج السينمائي، فالأقنية التلفزيونية الفضائية تتكاثر كالفطر وخبزها اليومي الأفلام العربية إلا أن انتاج هذه الأفلام يتراجع ويقول الضاهر: "المشاهد بدأ يلاحظ أن الأفلام تتكرر على كل الأقنية وقد يعاد الفيلم الواحد 150 مرة، وهذا دليل على تراجع الإنتاج وقد سجلت مصر تراجعاً لافتاً وبعدما كانت تنتج نحو ستين فيلماً في السنة لم يعد يتجاوز العدد التسعة أفلام وهذا الوضع ينعكس سلباً على المحطات التلفزيونية التي بدأت تتدارك الأمر من خلال انتاج البرامج الخاصة بها لكنه لا يكفي من أجل الاستمرارية". ويتوقع الضاهر أن يحقق الاجتماع الذي سيكون على مستوى أصحاب القرار في الهيئات "نقلة نوعية في الذهنية وأن يتم التوصل الى فريق عمل مهني يضع استراتيجية سريعة على مدى السنوات الخمس المقبلة لأن خسارة معركة الرياضة تعني أن كل شيء مباح والاحتمالات مفتوحة طالما لا حدود في لعبة الفضاء".