تبدأ السلطات العراقية تحركاً بثلاثة اتجاهات لمواجهة الخطط الاميركية الهادفة الى اطاحة نظام الرئيس صدام حسين. واعلنت مصادر رسمية عراقية في عمان ان التحرك العراقي سيأخذ "طابعاً ديبلوماسياً" الى جانب "تدعيم التعبئة الشعبية العربية الى جانب الحق العراقي" والمضي قدماً بتفعيل "الحوار الوطني" مع عدد من التيارات القومية والماركسية والاسلامية داخل وخارج العراق. وكان العراق ندد امس أ ف ب بالغارات الاميركية على منطقة سكنية وخيم للرعاة في شمال البلاد الاربعاء، مؤدية الى مقتل 12 مدنياً. وقال مصدر ديبلوماسي عراقي ان كلاً من نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز ووزير الخارجية محمد سعيد الصحاف سيقومان بجولة يزوران خلالها عدداً من الدول العربية والاوروبية والآسيوية والافريقية. غير ان المصدر لم يحدد موعداً للجولة واكد انها "قريبة". ويتوقع ان تفضي الى "نتائج ملموسة". ولفت الى ان "العراق يسعى لوضع الاصدقاء في صورة هجوم اميركي قد يقع عليه في اية لحظة". واضاف المصدر ان دولاً عربية ذات علاقات "حسنة" مع العراق طلبت منه التركيز على نقطتين في نشاطه الديبلوماسي: الاولى تتعلق برفع الحصار عنه، والثانية حول عدم الاعتراف بمناطق حظر الطيران والكفّ عن كل طروحاته الخاصة بضرورة ادانة الهجوم الاميركي الذي تعرض اليه في كانون الاول ديسمبر الماضي. وكان ممثل العراق لدى الجامعة العربية سلطان الشاوي اكد ان النقاط الاربع التي ما زالت رئيسية لدى بغداد وتطالب العرب بدعمها هي "رفع الحصار وادانة الهجوم الاميركي - البريطاني وعدم الاعتراف بمناطق الحظر الجوي والمطالبة بالتعويضات جراء الهجوم الاميركي". وتتوقع المصادر العراقية الرسمية ان تنجح ديبلوماسية "الانفتاح على الاصدقاء" في تشكيل "قوة ضغط دولية" على الولاياتالمتحدة لمنعها من مهاجمة العراق مجدداً، وهو ما اشار اليه نائب رئيس الجمهورية العراقي السيد طه ياسين رمضان في عمان قبل مغادرته الى فيتنام وماليزيا بقوله: "نتحسب لهجوم اميركي قد يقع في اي لحظة". من جهة اخرى ستنظم بغداد مؤتمراً شعبياً للتضامن معها وقالت مصادر في حزب البعث ان مؤتمر "قمة الشعب العربي" لنصرة العراق سيبدأ في بغداد للفترة من 26 - 28 حزيران يونيو المقبل. واضافت المصادر العراقية ان المؤتمر سيتناول قضية "الحركة الشعبية العربية" وسبل توحيدها ووسائل "الارتقاء بعمل الاحزاب والمنظمات الشعبية لمواجهة العدوان على العراق" مؤكدة ان اللجنة التحضيرية للمؤتمر وجهت الدعوات لعدد كبير من القوى والفعاليات القومية والاسلامية واليسارية العربية. الى ذلك، أفادت المصادر ذاتها ان قصي، النجل الثاني للرئيس العراقي والمشرف على الحرس الجمهوري، "التقى شخصيات وطنية عراقية وبحث معها في تفعيل الحياة السياسية في العراق"، مؤكدة ان اللقاء تم مع رموز وطنية محسوبة على التيار القومي والماركسي والاسلامي غير انها لم تذكر اسماء، مشيرة الى ان اللقاء تم في المقر الرسمي لقصي الاسبوع الماضي. وطبقاً للمصادر، فان عضو القيادة القطرية لحزب البعث عبدالغني غفور حضر الاجتماع الذي ضم اكثر من 50 شخصية ذُكر انها تمنت ان يخرج اللقاء من طابعه "التشاوري" الى "خطوات اجرائية" لا سيما ان مثل هذه اللقاءات "تكررت في الآونة الاخيرة دون نتيجة حاسمة". وكان عضو المجلس الوطني العراقي والقيادي الشيوعي السابق يوسف حمدان اعلن ل"الحياة" الاسبوع الماضي موافقة بغداد على اجراء "حوار وطني" موسع مع تيارات قومية وماركسية واسلامية لا علاقة لها بالقوى الشيعية التي ما زالت ترفع السلاح ضد حكم صدام حسين الذي وعد، بحسب مصادر برلمانية عراقية، اعضاء المجلس الوطني العراقي في رسالة تليت عليهم، باجراء تغييرات سياسية تسهم في اقرار التعددية الحزبية.