عمّان - "الحياة" - أفادت مصادر عراقية موثوق بها في العاصمة الأردنية ان قصي، النجل الثاني للرئيس العراقي صدام حسين المشرف على الحرس الجمهوري الذي رشحه حزب البعث الحاكم لمنصب نائب رئيس "مجلس الدولة"، بدأ تشكيل "حكومة ظل" من مسؤولين حزبيين وحكوميين يمثلون "دماء جديدة". واعتبرت مصادر ديبلوماسية عراقية ذلك "خطوة احترازية وتأكيداً لاستمرارية الثورة ونهجها". وذكرت المصادر العراقية ذاتها ان الرئيس صدام حسين اعطى نجله الذي يكلفه عادة "مهمات أمنية وسياسية على جانب كبير من الأهمية والخطورة" الضوء الأخضر لقيادة فريق من السياسيين والقانونيين لوضع خطة لتنظيم الحياة السياسية والدستورية في العراق بما يتيح "ممارسة ديموقراطية فعلية" وبما يعزز الانتقال من "الشرعية الثورية الى الشرعية الدستورية". غير أن هذه المصادر قللت من أهمية الحديث العراقي الرسمي عن أي "اجراء ديموقراطي". وقالت ل "الحياة" ان القيادة العراقية لا يمكن أن تسمح حتى لمن لا يعارض وانما "يتحفظ" عن بعض اجراءاتها بالتعبير علناً عن آرائه. وأضافت هذه المصادر ان شخصية عراقية محسوبة على التيار القومي العربي، وهو الدكتور وميض عمر نظمي، أبلغها أثناء مروره بعمّان قبل سفره الى بيروت للاشتراك في "المؤتمر القومي العربي التاسع" الاسبوع الماضي "انه فوجئ رغم علاقته الاخوية مع القيادة العراقية برفضها الموافقة على طلبه اصدار صحيفة يراها تمتن العلاقة بينها وبين العناصر القومية والوطنية الحقيقية داخل العراق". ونقلت المصادر عن نظمي انه فكّر في اصدار صحيفة "تنشر أفكاراً لا يتعرض لها أحد بالأذى وتخلق قاعدة من الجمهور المؤيد" بينما أوضح رفضه تشكيل حزب سياسي الى جانب حزب البعث "لأنه سيدخلنا في نوع من المهاترات والحساسيات". وأوضحت ان نظمي اشار الى "حساسية أخرى" في ما يخص علاقة القيادة العراقية بمخالفيها الرأي. وأكدت ان بغداد رفضت أي حوار تدعو اليه قوى عربية بينها وبين "معارضة وطنية وقومية شريفة". من جهة أخرى أفادت المصادر ان شخصية شيوعية فلسطينية زارت بغداد قبل فترة وعرضت "امكان اقامة حوار بين القيادة العراقية وبين الحزب الشيوعي العراقي".