دمشق - أ ف ب - يأمل الشارع الرياضي السوري ان ينجح منتخبه الاولمبي في تجسيد احلام كرة القدم بألوان وردية تمسح رمادية نتائجها المتردية على صعيد البطولات العربية والقارية والدولية. وعندما يهل يوم الجمعة سيكون استاد العباسيين في العاصمة السورية مسرحاً لترجمة هذه الاحلام في لقاء الاولمبي السوري مع نظيره الكويتي، في ثاني مباريات المجموعة الآسيوية الثانية من تصفيات اولمبياد سيدني 2000 التي انتهت مباراتها الافتتاحية بتعادل عمان والكويت 2-2. ويرى الكثير من النقاد المحليين ان فرصة الاولمبي السوري تبدو كبيرة في انتزاع بطاقة التأهل عن هذه المجموعة قياساً على العرض الذي قدمه العماني والكويتي والذي لم يرتق الى المستوى المتوقع رغم ان لكل مباراة ظروفها وحساباتها. ولعل اتساع مساحة التفاؤل عند السوريين يعود الى ان تشكيلة منتخبهم الاولمبي تضم معظم نجوم الكرة السورية وهم يشكلون العمود الفقري للمنتخب الذي سيشارك في دورة الالعاب العربية التاسعة في الاردن في آب اغسطس المقبل، اضافة الى النتائج الايجابية التي حققها في مرحلته التحضيرية الاخيرة على حساب منتخبات الاردنوقطر والامارات. ويرى انور عبدالقادر 47 عاماً مدرب الاولمبي السوري وأحد نجوم السبعينات واوائل الثمانينات، ان منتخبه بلغ مرحلة مطمئنة: "منتخبنا جاهز للتصفيات ومباراة العماني مع الكويتي اعطتني صورة واضحة عن نقاط القوة والضعف فيهما، وسأجيد التعامل مع كل منهما وخصوصاً الكويت في مباراتنا القادمة معها". فوز وثأر واذا كان الفوز مطلباً وحلماً يبحث عنه السوريون الا انهم يأملون في الوقت عينه بتسجيل نتيجة ايجابية تنسيهم سقوط منتخبهم الاول امام نظيره الكويتي في كأس العرب السابعة في قطر والتي انتهت بفوز قياسي للكويت 4- صفر. وفي حين يزهو الاولمبي الكويتي بوجود نجمين كبيرين في صفوفه هما بشار عبدالله وفرج لهيب يمثلان قلب المنتخب وروحه، فان الاولمبي السوري يضم هو الآخر نخبة من الموهوبين في مقدمهم "البلدوزر" سيد بيازيد، افضل مهاجم سوري خلال السنوات الخمس الاخيرة والمرشح للاحتراف في اندية عربية واوروربية، الى جانب جوكر الفريق علي خليل القادر على اللعب في جميع المراكز، وقائد الوسط مصطفى حمصي والمهاجم الانسيابي ماهر السيد. استعدادات واستعدادات الاولمبي السوري بدأت قبل نحو اربعة اشهر عبر معسكرات تدريبية متقطعة نتيجة ارتباطات اللاعبين في البطولات المحلية لعب خلالها 9 مباريات استهلها بثلاث في دمشق ففاز على فريق الشرطة المحلي 1- صفر، وخسر الثانية امام فريق الجيش متصدر الدوري 1-2، ثم امام فريق سيرفيت الروماني درجة ثانية صفر-1. وفي مرحلته التحضيرية الثانية، فاز على الاولمبي القطري في دمشق 4-1، ثم خسر امام شباب السعودية في جدة 1-3. وشملت مرحلته التحضيرية الاخيرة اربع مباريات في كل من الاردنوقطر والامارات، ففاز على نظيره الاردني 2-صفر وتعادل معه صفر- صفر، ومع نظيره القطري في الدوحة 1-1 واختتم مبارياته التجريبية بتعادله مع الاماراتي 2-2 الجمعة الماضي في الشارقة. وتحمل مباراة الجمعة الرقم 26 في تاريخ لقاءات البلدين على صعيد المنتخبات الوطنية والاولمبية الرسمية والودية، والرقم 7 على صعيد المنتخبات الاولمبية حيث التقيا قبلها 6 مرات ففازت الكويت في 3 منها مقابل فوز واحد لسورية وتعادلين اثنين، واللقاء الاول جمعهما رسمياً في تصفيات اولمبياد موسكو 1980 ضمن المجموعة التي استضافتها بغداد على طريقة التجمع من مرحلة واحدة وفازت الكويت 1- صفر لنجمها فتحي كميل، وكان من ضمن تشكيلة المنتخب السوري مدربه الحالي انور عبدالقادر. والتقى المنتخبان مرتين في تصفيات اولمبياد لوس انجليس 1984، ومن المفارقات ان الكويت فازت في لقاء الذهاب في دمشق 3-1 وخسرت في لقاء العودة في الكويت بالنتيجة ذاتها. اللقاء الرابع كان في تصفيات اولمبياد برشلونة 92 ضمن المجموعة التي استضافتها الهند وتعادلا 1-1. اما آخر مواجهة بينهما فكانت في تصفيات اولمبياد اتلانتا 96 وفازت الكويت ذهابا في دمشق 1- صفر وتعادلا ايابا في الكويت صفر- صفر. جمجمة بلاستيكية وهذه هي المشاركة السابعة لسورية في التصفيات الاولمبية، والطريف ان مقولة مصائب قوم عند قوم فوائد لعبت دورها في وصول سورية الى نهائيات الالعاب الاولمبية مرة من قبل خلال مشاركاتها الست الماضية، والتي بدأت للمرة الاولى في تصفيات اولمبياد ميونيخ 1972 فخرجت من التصفيات الاولية التي اقيمت عام 1970 بعد ان لعبت مرتين مع كوريا الشمالية في بيونغ يانغ فتعادلت في الاولى صفر- صفر وخسرت الثانية صفر-1. وشاركت للمرة الثانية في تصفيات اولمبياد موسكو 1980 التي استضافتها بغداد ففازت على الاردن 2- صفر وعلى اليمن 2-1 وخسرت امام الكويت والعراق بنتيجة واحدة صفر-1، واحتلت المركز الثالث بعد الكويت والعراق. وقد شهدت تصفيات بغداد حادثاً مأسوياً عندما تعرض حارس سورية عبدالناصر عباسي الى كسر في جمجمته جراء اصطدام رأسه بركبة مهاجم الاردن نبيل التلي تفتتت على اثرها عظام راسه وتم علاجه في لندن حيث اجريت له سلسلة من العمليات الجراحية ورممت جمجمته وتحديداً جبهته الامامية بقطعة من اللدائن القوية البلاستيك المقوى، وبعد علاج دام طويلاً عاد عباسي بجمجمته البلاستيكية الى الملاعب ولعب فترة قصيرة مع فريق الجيش ومع فريقه الاساسي الاتحاد الحلبي قبل ان يعتزل اللعب نهائياً منتصف الثمانينات. وساهمت المقاطعة الغربية لاولمبياد موسكو في صعود العراق وسورية ثاني وثالث المجموعة الى النهائيات ترميماً لقلة الفرق المشاركة، وخرجت سورية من الدور الاول بعد خسارتين ثقيلتين امام المانياالشرقية صفر-5 والجزائر صفر-3 قبل ان تحفظ ماء وجهها بتعادل سلبي مع اسبانيا. وخرجت سورية من الدور الاول في مشاركتها الثالثة في تصفيات اولمبياد لوس انجليس 84 بعد فوزين على الاردن 3-2 و1- صفر وتبادلها الفوز مع الكويت بنتيجة واحدة 3-1، وتعادلها مع قطر في دمشق 1-1 ثم خسارتها في الدوحة صفر-1. ورافق الخروج المبكر المشاركة الرابعة في تصفيات اولمبياد سيول 88 بخسارتين ثقيلتين امام قطر صفر-3 وصفر-2. وتكررالسيناريو في تصفيات اولمبياد برشلونة 92 وخرجت من الدور الاول ضمن المجموعة التي استضافتها الهند رغم عدم تعرضها لأية خسارة، ففازت على لبنانوالهند بنتيجة واحدة 1- صفر وتعادلت مع الكويت 1-1 ومع عمان صفر- صفر. وفي تصفيات اولمبياد اتلانتا 96، خرجت من الدور الاول بعد خسارتها امام السعودية مرتين صفر-2 وصفر-1، وامام الكويت في دمشق صفر-1 وتعادلهما في الكويت صفر- صفر.