} ساد إحساس بالصدمة والوجوم الأوساط الديبلوماسية العربية والبريطانية في لندن أمس بعد إعلان نبأ الوفاة المفاجئة لديريك فاتشيت وزير الدولة للشؤون الخارجية المختص بشؤون الشرق الأوسط. تمكن وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية ديريك فاتشيت الذي توفى اول من امس عن 53 عاماً، خلال العامين اللذين تولى خلالهما ملف الشرق الاوسط من توثيق صلته بمعظم الديبلوماسيين العرب في بلاده كما قام بزيارات عدة الى دول الشرق الأوسط تعرف فيها عن كثب على قادتها والأوضاع فيها. وكان فاتشيت عاد في نهاية الأسبوع الماضي من الأردن حيث كانت الزيارة الأخيرة له الى العالم العربي، وذلك للإعراب مجدداً عن دعم بريطانيا المستمر للاردن بعد وفاة العاهل الراحل الملك حسين وتولي نجله الملك عبدالله العرش. وعرف عن الوزير الراحل نشاطه الديبلوماسي والاعلامي، فهو كان لا يبخل في عقد مؤتمرات صحافية والإدلاء بأحاديث خاصة للصحافيين من العالم العربي وسائر دول الشرق الأوسط. وكان الرجل موضع تقدير من جانب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ووزير الخارجية روبن كوك الذي كان يعتمد عليه كثيراً بالنسبة الى الشرق الأوسط، خصوصاً مع زيادة أعباء الأخير في ظل الأزمة في كوسوفو. وعلى الرغم من ان فاتشيت لم تبد عليه علامات المرض، فإن النوبة القلبية التي ألمت به مساء أول من أمس لم تعط أطبائه فرصة لعلاجه، فتوفي فور وصوله الى المستشفى. وكانت زوجته الطبيبة أنيتا حاولت هي الأخرى اسعافه قبل نقله الى المستشفى. ويذكر ان نجم فاتشيت برز بشكل خاص بعد أزمات العراق المتكررة مع الاممالمتحدة ولعب دوراً ديبلوماسياً كبيراً من خلال مساعدة كوك وبلير في ادارة هذه الازمات وطرح وجهات النظر البريطانية أمام دول المنطقة والعالم. وكذلك فإن انهيار عملية السلام في الشرق الأوسط وخصوصاً بعد تولي بنيامين نتانياهو الحكم كان ايضاً من بين المشاكل التي واجهها فاتشيت، خصوصاً وان لندن حاولت ان تلعب دوراً متوازناً يعتمد على عدم اثارة غضب اسرائيل من اجل ان تتمكن الديبلوماسية البريطانية من لعب دور الوسيط، كما كان الوزير الراحل يقول. وخصص فاتشيت جانباً كبيراً من وقته اثناء تولي بريطانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي العام الماضي للعمل على مساعدة الفلسطينيين والاسرائيليين في التغلب على العراقيل التي وضعتها اسرائيل امام تنفيذ الاتفاق الفلسطيني - الاسرائيلي. وكانت اسرائيل رفضت ان يقوم بزيارة اليها منذ اشهر عندما أعلن انه ينوي ان يزور المسجد الأقصى خلال زيارته للقدس. ولكن فاتشيت حاول اخفاء السبب الحقيقي لرفض زيارته بالتعلل بأن وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون كان خارج البلاد. وكان فاتشيت لعب دوراً مهماً ايضاً في تطبيع العلاقات الايرانية - البريطانية وتبادل السفراء بين البلدين، وكان من المقرر ان يقوم الشهر المقبل بأول زيارة لوزير بريطاني الى ايران منذ قيام الثورة. وكان آخر موعد مدرج في برنامجه أمس هو المشاركة في افتتاح معرض لبنان في اطار الاسبوع اللبناني في لندن الذي تنظمه غرفة التجارة العربية - البريطانية، وبدلاً من ذلك وقف الحاضرون في حفل الافتتاح دقيقة حداد على الرجل.