امتداداً للبرامج الاجتماعية والعلمية والتربوية التي يرعاها مركز الامير سلمان الاجتماعي في الرياض بالتعاون مع القطاعات الحكومية والاهلية المختلفة في السعودية، نظم المركز بالاشتراك مع برنامج مستشفى قوى الامن في الرياض عدداً من الانشطة وبرامج الثقافة الصحية احتفالاً بيوم الصحة العالمي الذي يقام هذا العام تحت شعار "مواصلة المسنين لنشاطهم ضمان لصحتهم". ومن تلك الانشطة ندوة اتخذت عنوانها من الشعار نفسه. وفي كلمة القتها بهذه المناسبة، قالت البندري ابو نيان رئيسة القسم النسائي بإدارة التغذية في وزارة الصحة: "فئة كبار السن لقيت من منظمة الصحة العالمية التفاتة، وأعلن العام 1999 عاماً دولياً للمسنين نظراً الى ما قدمته هذه الفئة خلال فترات حياتها، ورغبة منها في توجيه الاهتمام بما يمكن ان تقدمه أيضاً حتى مع كبر السن خلافاً لما ينظر الى المسنين من أنهم فقدوا القدرة على العطاء في المجتمع". شاركت في الندوة ثلاث محاضرات اختلفت طروحاتهن عن الموضوع باختلاف تخصصاتهن. أولى المحاضرات كانت الاستاذة اسماء الخميس وكيلة قسم علم الاجتماع في كلية التربية بجامعة الملك سعود في الرياض. وقد تناولت الموضوع من نواحٍ اقتصادية واجتماعية ونفسية. وتحدثت عن نظام سن التقاعد للموظف السعودي، فقالت: "لو توقفنا عند سن التقاعد للموظف السعودي لرأينا ان هذه السن، وهي ستون سنة، لا تتناسب مع حاجة المجتمع لكل عناصر البناء فيه خصوصاً اذا تأكدنا من خلال دراسات وبحوث عدة بانه ليس بالضرورة ان تتوقف قدرات من وصل هذه السن عن العمل والعطاء. ولهذا لا بد من التفكير في بدائل أخرى كمحطات اساسية لمواصلة العمل منها: اختبار القدرات وقياس رغبة الفرد في مواصلة العمل من عدمها". وركزت الخميس على أهمية تعزيز الدور الذي يلعبه المسن في اسرته وفي مجتمعه تعويضاً عن فقده لدوره الاقتصادي الفاعل بعد تقاعده، وكذلك الام التي قد تشعر بأنها فقدت اهم ادوارها عندما يتزوج الأبناء وتأتي زوجة الابن لتأخذ مكانها في الاسرة، وذلك باشعار زوجة الابن الام المسنة بدورها المساعد لها في المحافظة على البيت والعائلة. وواصلت الخميس حديثها عن الناحيتين الاجتماعية والنفسية بالنسبة الى المسنين من حيث اهمية ترسيخ علاقتهم بابنائهم واصدقائهم والعناية بهم في كل وقت وليس عند المرض فقط. وحثت على الاهتمام بجانب الاصدقاء الذين يعنون للمسن الكثير، وتسهيل اتصال المسن بهم وتواصله معهم اذ انهم يمثلون له الحياة الماضية. ولا بد من ايجاد صداقات جديدة له وبخاصة عند تغيير المسكن. وعن الناحية النفسية للمسنين ذكرت الخميس ان "فكرة الاعتماد على النفس ميزة في الشخص الكبير يريد من خلالها ان يحس باستمرار قدراته على العطاء وبحاجة الاخرين اليه لذلك يجب ان نعطيه دوراً يمارسه داخل البيت. كما ينبغي ان نتذكره في المناسبات السعيدة بالكلمة الحلوة والهدية المعبرة . المحاضرة الثانية كانت عن مرض: "وهن العظام عدو الانسان في مرحلة الشيخوخة" للدكتورة الجوهرة القويز من قسم طب العائلة والمجتمع في مستشفى الملك خالد الجامعي في الرياض. وقالت: "اظهرت نتائج قياس كثافة العظام لدى الاشخاص الاصحاء السعوديين، التي اجريت في مستشفى الملك خالد الجامعي، ان معدل كثافة العظام لدى السعوديين من الرجال والنساء وفي جميع الاعمار تقل عنها لدى الاميركيين والاوروبيين مما يزيد من احتمالات الاصابة بوهن العظام في سن الشيخوخة. ولوحظ في دراسة أجريت بهذا الشأن ان اكثر من عشرين في المئة من النساء السعوديات بعد سن اليأس يعانين من وهن العظام. وتعرضت القويز الى مسببات المرض والمميزات الجسدية لمريض وهن العظام او المعرضين للاصابة بالمرض، وقدمت بعض النصائح وطرق الوقاية من وهن العظام، مثل التمارين الرياضية وطرق العيش والطعام والتعرض لأشعة الشمس. وفي النهاية اشارت الى طرق معالجة مرض وهن العظام التي تعتمد على العمر والجنس والتاريخ الطبي ودرجة الوهن وموقع العظام المكسورة. وكانت المحاضرة الثالثة عن "تغذية المسنين" لأخصائية التغذية هيفاء البكر، إدارة التغذية في وزارة الصحة في الرياض، تطرقت فيها الى دور التغذية والاحتياجات اليومية للمسنين وعلاقة التغيرات الوظيفية لجسم المسن باحتياجاته الغذائية. وناقشت البكر مشاكل التغذية الشائعة لدى المسنين، وقالت: "من الاسباب التي تدفعنا الى الاهتمام بالمسنين في السعودية ازديادهم في العقدين الاخيرين بنسبة تقدر ب96 في المئة، وانتشار امراض التغذية بينهم وقلة خبرة الاهل في نوعية طعام المسنين". ومن ناحية علاقة التغيرات الوظيفية لجسم المسن باحتياجاته الغذائية، ذكرت البكر تغيرات مرضية مثل تليف الكبد والتهاب البنكرياس، وأخرى ترتبط بتقدمه في السن مثل نقص إفراز الغدة المعوية وزيادة رقة جلد الامعاء والتهاب القولون، ومنها أيضاً ما يرتبط بالفقد الجزئي لبعض الحواس مثل حاسة التذوق. وفي ختام دراستها اوصت البكر برعاية المسنين اجتماعياً ونفسياً وصحياً وتشجيعهم على المشاركة في الاسرة والمجتمع. وأوصت بالتقليل من فرص تعرضهم لامراض سوء التغذية والزيارة الدورية للطبيب والإكثار من تناول الماء والتعرض لأشعة الشمس وممارسة الحركة والمشي والسباحة بشكل يومي.