الشيخوخة من الناحية البيولوجية هي وصول الإنسان إلى مرحلة تتراجع فيها وظائف الجسم وتقل قدرته على القيام بالوظائف المعتادة بسبب الكبر وتقدم السن. تحديد سن الشيخوخة لا يوجد تحديد واضح لسن الشيخوخة ، فبعضها يبدأ من سن الستين وبعضها يبدأ من سن الخامسة والستين ، وذلك لأن السن لا تدل على الوضع الصحي للإنسان، ومع تنامي أعداد المسنين في العالم ، فإن توفير الخدمات الصحية اللازمة لهم ، وتمكينهم من الحياة بصورة متوائمة مع متطلبات وظروف حياتهم ، أصبح مطلبًا ملحًّا ، حيث تقر منظمة الصحة العالمية بأن لكبار السن الحق في الحصول على خدمات الوقاية من الأمراض والعلاج، بما في ذلك خدمات التأهيل ورعاية الصحة. وقد طرأ تغيير جذري على التركيبة السكانية في العالم في العقود الأخيرة ، ففي الفترة ما بين عامي 1950 و2010م ارتفع العمر المتوقع في جميع أنحاء العالم من 46 عامًا إلى 68 عامًا، ويتوقع أن يزيد ليبلغ 81 عامًا بحلول نهاية القرن ، وللمرة الأولى في تاريخ البشرية سيزيد عدد الأشخاص الذين تجاوزوا الستين على عدد الأطفال في العالم عام 2050م. مفهوم الرعاية الصحية الأولية للمسن هي عملية التقييم الشاملة لكبار السن والمسنين من الناحية الطبية لاكتشاف أي أمراض أو خلل وظيفي ، وتقييم وظائف أعضاء الجسم المختلفة والاحتياطي الموجود بها ، من الحالة المعرفية (وظائف المخ مثل الذاكرة والتفكير... إلخ)، والحالة المزاجية، والحالة الوظيفية للجسم (الاتزان والأداء الحركي)، ونسبة نقص الاحتياطي أو العجز، والحالة الغذائية، وغير ذلك. الهدف من تقديم الرعاية الصحية الأولية للمسنين : منع أو تقليل أو تأخير ظهور الأمراض المزمنة والشائعة. الوصول إلى مرحلة الشيخوخة بأمان. تسهيل رعاية المسنين واعتمادهم على الآخرين. تقليل العبء على من يرعى المسن. تزويد كبار السن بجميع سبل الحصول على الرعاية والخدمات الصحية ووصولها إلى مناطق المملكة كافة؛ لتلبية الاحتياجات الخاصة بكبار السن. المحافظة على الاستقلالية. علاج الإعاقة وتحسين نوعية حياة كبار السن الذين يعانون أصلاً الإعاقات. تعزيز النظرة الإيجابية للشيخوخة ، وتوعية المجتمع حول كيفية الوصول إلى شيخوخة آمنة ، ودعم دور الأسرة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص في مجال رعاية المسنين، وتهيئة بيئة داعمة للأفراد والأسر على اتباع أسلوب صحي في الحياة. إنشاء قاعدة معلومات مبنية على الأدلة والبراهين حول وضع المسنين في المملكة من مختلف الجوانب. إدخال خدمة رعاية المسنين في مؤسسات الرعاية الصحية الأولية لتصبح حجر الزاوية في تقديم الخدمات الصحية لهم. تدريب القوى العاملة في مجال رعاية وصحة المسنين على تقديم خدمات عالية الجودة في شتى التخصصات التي تتعامل معهم. تدريب المسنين على أساليب الرعاية الذاتية، وتدريب المجتمع والعاملين على رعايتهم فيما قد يتعرضون له من مشكلات صحية ونفسية، وكيفية التعامل مع تلك المشكلات. الرعاية الصحية الوقائية وفحص المرض في وقت مبكر. متطلبات الرعاية الصحية للمسنين: الإحاطة بالعوامل البيئية والاقتصادية والاجتماعية والجغرافية والتعليم والمهنة والدخل والمركز الاجتماعي والدعم الاجتماعي والثقافة ونوع الجنس، التي تتأثر بها صحة المسن. التدريب الجيد في مجال طب الشيخوخة وتوفيره في مراكز الرعاية الصحية الأولية. توفير فريق رعاية المسنين المكون من أطباء متخصصين في طب الشيخوخة وأطباء التأهيل وهيئة التمريض والأخصائيين النفسيين وأخصائي التغذية وأخصائي التأهيل المعرفي واللفظي والمعالج الوظيفي والأخصائيين الاجتماعيين. خصوصية المشكلات الصحية التي يواجهها المسنون: يتميز كبار السن بخصوصية الوضع الصحي لهم عن الفئات العمرية الأخرى ، وذلك لاختلاف أداء أعضاء الجسم لوظائفها، فلا بد من التفرقة بين التغييرات التي تحدث في وظائف كل عضو من أعضاء الجسم وبين الأمراض التي تحدث في كل عضو فمثلاً نقص الاحتياطي الوظيفي يعد تغييرًا طبيعيًّا مع مرور الزمن ، ولا يحتاج إلى علاج في كبار السن ، بينما يعد مرضًا لدى فئات عمرية أخرى. أهم المشكلات الصحية التي تتطلبها الرعاية الصحية للمسن: تداخل الأمراض المتعددة، مثل: داء السكري، وأمراض ضغط الدم، والقلب، وغيرها. الأمراض المعدية، وضرورة مكافحتها. الأمراض الخاصة بمرحلة الشيخوخة مثل: خرف الشيخوخة، ومرض الزهايمر، والاكتئاب أو القلق، والأعراض الجانبية، وتداخل الأدوية، اضطرابات الحركة والاتزان والسقوط، والسلس البولي، والجفاف، وسوء التغذية، والآلام المزمنة، ومشاكل المرضى طريحي الفراش، وترقق العظام، والتعامل مع القرح المختلفة التأهيل، والطب الطبيعي للمسنين، وقصور الحواس، مثل: السمع والبصر والإحساس. التلوث البيئي، فالمسنون أشد تأثرًا بمختلف ضروب التلوث البيئي من متوسطي العمر، وأكثر عرضة حتى من أدنى مستويات التلوث ، وتؤدي الحالات الطبية الناجمة عن التلوث البيئي إلى انخفاض الإنتاجية، وتؤثر في نوعية حياة الأشخاص مع تقدمهم في السن. سوء التغذية، فكبار السن يصابون بأمراض سوء التغذية ، لعدم توافر العناية والرعاية أو الوعي أو لضعف الإمكانات المادية ، ويمكن أن يؤثر سلبًا في صحتهم وحيويتهم ، ويمكن الحد من الأسباب الرئيسة للإصابة بالمرض والعجز وللوفاة لدى كبار السن باتخاذ تدابير لتعزيز صحتهم ووقايتهم من الأمراض تركز في جملة أمور على التغذية والنشاط الجسماني. مدى وعي المسن بنفسه وبظروفه الصحية ، إذ لا بد للمسن أن يكون متمتعًا بمجموعة من المعلومات المفيدة؛ بل وبمجموعة من المهارات الصحية والعادات السليمة، وأن يكون على حذر دائم من أن يقع تحت طائلة مجموعة من العادات الرديئة التي تجعله أسيرًا لها كالتدخين وغيره. الآليات التي تمكن من تنفيذ هذه الأهداف: تشكيل لجنة وطنية لتنسيق الجهود في مجال رعاية وصحة المسنين وإنشاء قاعدة بيانات عن كبار السن بالدولة، تساعد على تخطيط ووضع الخدمات المناسبة لهم. البدء بإنشاء عيادات مخصصة لكبار السن ضمن مؤسسات الرعاية الصحية الأولية القائمة. تنظيم حلقات عمل على المستوى الوطني لوضع خطة عمل وطنية لرعاية صحة المسنين. تنفيذ خطط قصيرة وطويلة المدى ضمن الخطة الوطنية لتدريب جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية الأولية على العناية بالمسنين وإعداد وتطوير أساليب العمل المناسبة للعاملين الصحيين في مجال رعاية المسنين. إقامة حملات توعية نشطة ومتكررة عن أهمية ومبادئ رعاية المسنين، وإشراك المجتمع والجهات الإعلامية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص في هذه الحملات، وتشجيع المجتمع لإشراك المسنين في الفعاليات المجتمعية المختلفة. التنسيق مع المنظمات العالمية ذات الاختصاص للاستفادة من الخبرات والبرامج الموجودة لديهم في مجال رعاية المسنين. إجراء الدراسات والبحوث اللازمة على المستوى الوطني والمناطق في مجال رعاية كبار السن، وعقد سلسلة من الاجتماعات وحلقات العمل الاستشارية لمراجعة السياسات والتشريعات والخروج بتوصيات على ضوء نتائج الدراسات والبحوث في مجال رعاية المسنين وصحتهم.