أقام الملتقى النفسي الاجتماعي، في مقره، محاضرته الأسبوعية «الأمراض النفسية ورعاية المسنين» للأخصائي النفسي في مستشفى القطيف المركزي مصدق حسن الخميس؛ لتسليط الضوء على فئة المسنين والوقوف على ما تحتاجه من الدعم النفسي والصحي من قبل الأسرة والمجتمع. وبدأ الأخصائي المحاضرة بالتحدث عن مرحلة الشيخوخة وتقدم السن للإنسان، حيث لوحظ في السنوات الأخيرة زيادة في عدد المسنين على مستوى العالم، ويرجع ذلك لوجود الرعاية الصحية لهم، بالإضافة لزيادة الوعي من قبل المسن لنفسه والمحيطين بمدى أهمية العناية به، إذ يمثل نسبة المسنين في المملكة 5.1% من عدد السكان حسب إحصاء عام 1413ه. وعرف الشيخوخة بأنها طور من أطوار الحياة وظاهرة من ظواهرها، وهي ليست مرضا، فهي فترة من العمر يتغير الإنسان تغيرا فسيولوجيا إلى صورة أخرى ليست أفضل من سابقتها، ويتم خلالها ضمور في كثير من الأعضاء وفقدان ملموس للقوة والحيوية، وتتضمن أحيانا عجزا في خدمة الذات والمحيطين. وأفاد الخميس بأن هناك تصنيفات للعمر الزمني للمسن وتكون: المسن الشاب (60 74) سنة، المسن الكهل (75 84) سنة، المسن الهرم من 85 إلى غير محدود. وأضاف أن المسن نتيجة للتغيرات البيولوجية في جميع أجهزة الجسم لديه يغلب عليه الضعف العام وقلة المناعة وقابليته للعدوى بصورة سريعة مع اضطرب في النوم، مبينا أن هناك فرقا بين الأمراض التي يتعرض لها المسنون والمسنات، ويرجع ذلك وفق التركيبة الجسمية لكل منهما، فيكون عند المسنات أمراض السكر، الضغط، وهشاشة العظام، كما أن عدد الولادات ومدى الإرهاق منها للمرأة له مردود على صحتها، من جانب آخر تكثر أمراض القلب وتصلب الشرايين وأمراض الأمعاء عند الرجال المسنين. وركز الأخصائي النفسي على الصحة النفسية للمسنين وما ينعكس عليها من وجود أمراض نفسية تظهر على شكل أمراض عضوية وتشكل 75% من الأمراض عند المسنين. وأرجع الخميس التغير في نمط المعيشة الأسرية والاجتماعية إلى انتقال الأبناء للعيش ضمن العائلة النووية بدل العائلة الممتدة، وعدم القدرة على التكيف مع الوضع الجديد.. كل ذلك قد يؤدي إلى ظهور بعض الأمراض النفسية من اكتئاب، هذيان، وهلاوس، موضحا أن أكثر ما يؤثر على المسن هو عدم التركيز وضبط الذاكرة قصيرة وبعيدة المدى، وذلك ناتج من تصلب الشرايين في الرأس وتغير في عمليات الدماغ، كما أنه لا بد من تقدير القصور العقلي والعضلي والحركي والحسي عند المسن الذي يتضح بشكل جلي. ولفت النظر بالحديث عن مرض الزهايمر (الخرف) في هذه المرحلة وكيف يتم تخفيف وطأته على المسن، مع الأخذ بعين الاعتبار أن العلاج الدوائي إن وجد يمكن أن يقلل الأعراض ويحسين المزاج، ولكن لا يقضي على المشكلة.