طالب رئيس المعهد العربي الأميركي جيمس زغبي وزارة الخارجية الأميركية بمساندة نجله جوزيف زغبي المسؤول في الوزارة ازاء الهجمة الاعلامية القاسية التي تشنها عليه المنظمة الصهيونية الأميركية. كما طالب وزارة الخارجية والبيت الأبيض بتعيين المزيد من العرب الأميركيين في الجهاز الحكومي، خصوصا في الدوائر المعنية بقضية الشرق الأوسط. وقال ل"الحياة" ان ادارة الرئيس بيل كلينتون وعدت بذلك منذ تسلمه الرئاسة عام 1992، وجددت الوعد بعد تعيين السفير مارتن انديك وزيرا مساعدا لشؤون الشرق الأوسط. وأوضح انه كان من المؤيدين لحملة كلينتون الانتخابية، وانه طالب الادارة الجديدة اول الامر بتجنب تعيين الأميركيين اليهود او العرب في مناصب حساسة في وزارة الخارجية ضمانا للنزاهة ازاء قضية الشرق الأوسط، "لكنهم اصروا على تعيين مارتن انديك وابقاء دنيس روس وآرون ميلر" في منصبيهما، "واجبرنا ذلك على المطالبة بموازنة الموقف". يذكر ان انديك وروس وميلر من اليهود. وكان زعيم المنظمة الصهيونية الأميركية مورتون كلاين شن هجوما عنيفا على جوزيف زغبي الشهر الماضي بعد نشره مقالتين الخريف الماضي عن عمله ما بين عامي 1996 و1998 في حقلي الحقوق المدنية وحقوق الانسان في اسرائيل وجه فيهما انتقادا مريرا الى الدولة اليهودية وانتهاكاتها الفاضحة لحقوق الفلسطينيين. واعتبر مورتون ان زغبي "حاقد على اسرائيل"، وان وزارة الخارجية الأميركية اخطأت في توظيفه مساعدا للسفير انديك، فيما طالب انديك باقالته. وكتب جوزيف زغبي في واحدة من المقالتين ان "وضع الاراضي المحتلة اليوم يشابه تماما بانتوستانات جنوب افريقيا، حيث توجد جزر معزولة مكتظة بالسكان ومدقعة اقتصاديا مخصصة للحكم الذاتي الفلسطيني، يحيط بها بحر هائج من المستوطنات المتسارعة النمو والجيش الاسرائيلي". كما انتقد زغبي بشدة اتفاق اوسلو. وأكد الزعيم الصهيوني الأميركي كلاين في 22 نيسان ابريل ان انديك اخبره ان جوزيف سينقل "خلال شهر" من عمله في وزارة الخارجية الى وظيفة في وزارة العدل. وفيما يستمر جوزيف في رفض الكلام الى الصحافيين، قال جيمس زغبي ان وزارة الخارجية عرضت على نجله قبل شهرين وظيفة أعلى من وظيفته الاصلية، وان انديك عاد اخيرا ليقدم عرضا أفضل. الا ان نجله كان وافق قبل ذلك على تسلم منصب محام للحقوق المدنية في وزارة العدل ولم يقرر موقفه النهائي حتى الان. وأعرب جيمس زغبي عن استيائه من تصريح عن القضية قدمه انديك في 26 نيسان الى "عصبة معاداة التشهير" اليهودية. وقال انديك في التصريح ان "الآراء التي عبر عنها زغبي مرفوضة من قبلي ومن قبل الادارة"، ووصف الآراء بانها "كريهة ومثيرة للقلق". الا ان انديك اكد في التصريح نفسه ان زغبي "لن يتعرض الى الطرد الآن او مستقبلا"، وقال ان الوزارة عرضت عليه منصبا أرقى ولم يقرر حتى الآن اذا كان سيقبل العرض. واعتبر ان "جوزيف زغبي وافق على سياستنا تجاه اسرائيل عندما تسلم منصبه ... ونحن نحكم عليه من خلال ذلك وليس لاي اعتبار آخر". ويلقى جوزيف زغبي تعاطفا واسعا من المسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية. وقال ل"الحياة" ناطق باسم الوزارة: "أكدنا في شكل قاطع انه يتمتع بثقتنا ومساندتنا. لقد قام بمهامه بامتياز ونريد له الاستمرار في العمل معنا". كما اكد حرص الوزارة على ان تضم مسؤولين من جاليات المجتمع الأميركي.