تشكل مباراة المغرب - توغو السبت المقبل في الدار البيضاء في إطار الجولة الرابعة من تصفيات كأس الأمم الافريقية لعام 2000، موعداً على جانب كبير من الأهمية، إذ ينتظر أن يحسم "أسود الأطلسي" وبنسبة عالية جداً، أمر انضمامهم إلى الفرسان الخمسة عشر الذين سيتبارون في مطلع عام 2000 على أول كأس قارية في القرن الجديد. ذلك ان ثلاث نقاط الفوز لن تبقي "أسود الأطلسي" فقط على قمة المجموعة الثانية، بل ستجعل من حضور المنتخب الذي يوجد في طليعة المنتخبات الافريقية في التصنيف العالمي للاتحاد الدولي في نهائيات العرس الافريقية، أمراً حتمياً، لتصبح المباراة الأخيرة أمام منتخب غينيا في المغرب غير ذات أهمية. اقصاء سييراليون وغينيا وكان الاتحاد الافريقي لكرة القدم قرر اقصاء المنتخب السييراليوني لتعذر مواجهته منتخب توغو ثم منتخب غينيا بسبب تأزم الأوضاع الداخلية. وهو ما اختصر التنافس على المقعدين المؤهلين لكأس افريقيا بين المنتخبات الثلاثة المغرب وتوغووغينيا. وبما أن "أسود الأطلسي" كانوا أول وآخر من واجهوا منتخب سييراليون في العاصمة الرباط وفازوا عليه بثلاثة أهداف لصفر، فقد جردوا من نقاطهم الثلاث. إلا أن ذلك لم يمنع استمرارهم على رأس المجموعة الثانية بمجموع أربع نقاط من تعادل في كوناكري مع غينيا وفوز في لومي على توغو 3-2، متقدمين على توغو صاحبة النقاط الثلاث وغينيا صاحبة النقطة الوحيدة من تعادل ايجابي 1-1 مع "أسود الأطلسي". حلقة مهمة مباراة توغو إذن تشكل حلقة مهمة في بحث "أسود الأطلسي" عن موقع في نهائيات كأس أمم افريقيا، وتشكل على الخصوص موعداً لا يمكن للجماهير أن تتخلى عنه، كيف لا وهو يهيئ فرصة لرفع الغربة والالتقاء بكل النجوم الذين اجتذبتهم أضواء الاحتراف إلى سماء كرة القدم الأوروبية. هذه المباراة استدعى لها مدرب "أسود الأطلسي" الفرنسي هنري ميشيل اثنين وعشرين لاعباً، تمثل ترسانة المحترفين الغالبية العظمى فيهم. والواقع ان هنري ميشيل منذ أن شكل نواة المنتخب المغربي اعتماداً على عناصر تجمع بين الخبرة الدولية الطويلة وبين الاستجابة الفنية والذهنية لمرتكزات اسلوب اللعب، وهو لا يجري سوى تعديلات بسيطة على فريق عمله. وجوه شابة ولعل أهم ما ميز الاختيارات الأخيرة هو تردد بعض نجوم المنتخب الأولمبي على فريق الكبار... فقد كانت البداية موفقة مع عادل رمزي ابن الواحد والعشرين، المحترف في نادي فيليم تيلبورغ الهولندي كمعار من نادي اودينيزي الايطالي، ثم اعقب ذلك المناداة على الحارس طارق الجرموني الذي يلعب لنادي شباب المحمدية، أحد أندية الدرجة الأولى في المغرب، وهشام الزرواني هداف المنتخب الأولمبي ونادي الفتح الرياضي والذي سرق الكثير من الأضواء خصوصاً بعد تألقه أمام المنتخبين الأولمبيين البلغاري والفرنسي، وهو ما فتح له الباب على مصراعيه لتلقي العديد من العقود الاحترافية من أندية فرنسية وسويسرية. وضع غريب وأهم ما يلاحظ على فريق العمل الذي يستدعيه باستمرار هنري ميشيل للمواعيد الدولية، الرسمية منها والودية، هو تشكله في غالبيته من لاعبين محترفين موجودين في أمهات الدوريات الأوروبية، باستثناء الحارسين ادريس بنزكري وطارق الجرمولي والمدافع يوسف مريانة نجم الدوري المغربي للموسم الحالي والمهاجم هشام الزروالي، فإن ثمانية عشر لاعباً الآخرين جميعهم محترفون. وقد أثار هذا الوضع الغريب والشاذ نسبياً في تاريخ كرة القدم المغربية ردود فعل كثيرة، تناوب الاعلام المغربي في افراد حيزلها هنا وهناك... وقد جاءت أغلب هذه الردود في شكل عتاب صريح موجه الى المدرب هنري ميشيل، الذي قال البعض إنه يمارس عملية "إقبار" علني للدوري المغربي، إذ كيف يمكن لهذا الدوري أن يرتقي مستواه وأغلب اللاعبين جردوا من حلم يولد عادة مع موهبتهم، حلم اللعب للمنتخب ودخول دائرة الدولية بكل ما تعج به من أضواء... وبكل ما تحصله من فرص ذهبية لتحقيق الحلم الآخر... حلم الاحتراف. وقد سارع كثير من الأصوات إلى المناداة بضرورة ايجاد منتخب للأمل يكون متنفساً لعناصر كثيرة متألقة في الدوري المغربي ولا يسعفها أولاً سنها للعب للمنتخب الأولمبي، كما لا يتيح لها ثانياً الوجود المكثف للمحترفين في المنتخب الأول فرصة الظهور على المسرح الدولي. ولا تبدو المديرية التقنية للاتحاد المغربي لكرة القدم متحمسة للفكرة، بدليل اننا لم نشهد حتى الآن أي مبادرة فعلية في هذا الاتجاه. التضحية بجيل كامل حال غريبة تدفع إلى الجزم بأن جيلاً كاملاً ستتم التضحية به، إلا من أسعفته ظروفه بالحصول على فرصة للاحتراف هنا أو هناك، ومن ثم فرض نفسه على المدرب هنري ميشيل، كما أنها تفرز ظاهرة تبدو متناقضة في العمق، فما يقال إن المنتخب المغربي بكل تألقه الدولي والقاري لا يمثل في الحقيقة سوى شجرة مورقة تخفي واقعاً كروياً مغربياً فيه الكثير من العلل والأسقام والأزمات... خصوصاً منها تلك المرتبطة بالتمويل. وبالعودة إلى مباراة المغرب - توغو فإن لائحة المنتخب المغربي تضم اللاعبين التالية اسماؤهم: حراس المرمى: ادريس بنزكري المغرب الفاسي، خالد فوهامي دينامو بوخارست، رومانيا وطارق الجرموني شباب المهدية. المدافعون: لحسن ابرامي بيرليجي، تركيا، عبدالكريم الحضريوي الكمار، هولندا، يوسف روسي رين، فرنسا، نورالدين نيبت لاكورونيا، اسبانيا، السماحي التريكي لوريان، فرنسا، رشيد نكروز باري، ايطاليا، يوسف مريانة الكوكب وعبدالإله صابر سبورتنغ لشبونة، البرتغال. رجال الوسط:يوسف شيبو بورتو، البرتغال، سعيد شيبا كومبوستيلا، اسبانيا، الطاهر الخلج بنفيكا، البرتغال، جمال السلامي بشيكتاش، تركيا، مصطفى حجي لاكورونيا، اسبانيا وعادل رمزي فيليم تيلبورغ، هولندا. المهاجمون: صلاح الدين بصير لاكورونيا، اسبانيا، عبدالجليل هدا سبورتينغ خيخون، اسبانيا، علي الخطابي سبارتا روتردام، هولندا، حسن كشلول ساوثهمبتون، انكلترا وهشام الزروالي الفتح.