القاهرة - أ ف ب - تأتي محاكمة المتهمين الليبيين في قضية لوكربي بعد تحقيقات واسعة قامت بها الشرطة الاسكتلندية واجهزة امنية واستخباراتية متعددة. فالتحقيق حول انفجار طائرة "بان ام" الاميركية بعيد اقلاعها من لندن في كانون الاول ديسمبر 1988 امتد من ليبيا الى سويسرا ومالطا والسنغال وتشيكوسلوفاكيا وحتى المانياالشرقية سابقاً. المحكمة الاسكتلندية التي تابعت التحقيق سلمت الولاياتالمتحدة بيان الاتهام الصادر في 13 تشرين الثاني نوفمبر 1991 والذي يتضمن الادلة المقدمة ضد الليبيين. لكن النص لا يشير الى الشكوك التي اثيرت حينها حول تورط ايران وسورية في الانفجار. كما لا يوضح ما اذا كانت المحكمة الاسكتلندية في لاهاي لديها ادلة اضافية لم ترد في بيان الاتهام. روبرت بلاك، الاستاذ في جامعة ادنبره، والذي كان وراء فكرة تشكيل محكمة اسكتلندية في لاهاي، قال ان النيابة سيكون لديها 80 يوماً بعد تسليم المشتبه بهما لتقديم بيان الاتهام. وقال بلاك في اتصال هاتفي مع "فرانس برس" ان محامي الدفاع عن الامين خليفة فحيمة وعبدالباسط المقرحي، سيحصلون على قائمة باسماء شهود الاثبات وبالأدلة المقدمة ضد موكليهما. وينص القانون الاسكتلندي على بدء المحاكمة خلال مهلة اقصاها 110 ايام من اعتقال المشتبه بهما. الا ان محامي الدفاع يمكنهم طلب التأجيل لدرس الملف. ويتهم المشتبه بهما بشراء صواعق الكترونية في زيوريخ في 1985 وتجريبها في معسكر تدريب للقوات الخاصة في ليبيا. ويقول بيان الاتهام ان فحيمة والمقرحي، المقدمين بوصفهما عميلين للاستخبارات الليبية، احتفظا بمتفجرات بلاستيكية متطورة في مكاتب الخطوط الجوية الليبية في لوكا في مالطا. كما يتهمان بوضع المتفجرات وصاعق الكتروني في مسجل محمول وضعوه في حقيبة تحتوي على ملابس تم شراؤها من مالطا. وفي مطار لوكا، سجلوا الحقيبة المحشوة بالمتفجرات، ثم نقلوها الى الرحلة 103 ل"بان ام" لدى مغادرتها فرانكفورت في المانيا. ثم وضعت الحقيبة على رحلة للشركة نفسها في مطار هيثرو اللندني. وانفجرت الطائرة في 21 كانون الاول ديسمبر 1988 اثناء تحليقها فوق لوكربي بعيد اقلاعها من هيثرو متجهة الى نيويورك. وأدى الانفجار الى مقتل 270 شخصاً. وكانت تقارير صحافية أفادت بأن جوفال افيف الذي كان يعمل مع شركة "انترفور" النيويوركية لتأمين سلامة الطائرات، رسم سيناريو مختلفاًً للحادث بعد التحقيق الذي اجراه بتكليف من شركة التأمين التي تعاقدت معها "بان ام". وقال جوفال ان وحدة خاصة تابعة للاستخبارات الاميركية سمحت لمهربي مخدرات سوريين بنقل هيرويين على متن رحلة ل"بان ام" مقابل الحصول على معلومات في شأن رهائن اميركيين في لبنان في الثمانينات. وقال ان عملاء ايرانيين اخترقوا العملية وقاموا بزرع القنبلة على الطائرة. اما المتحدث باسم مكتب النائب العام في فرانكفورت، جوب تلمان، فقال في تصريح ل"فرانس برس" الثلثاء الماضي ان هناك "عناصر تدفع الى الاعتقاد بان ايران دبرت الانفجار وكانت تقف وراء الليبيين". واضاف تيلمان: "من الممكن ان يتكلم الليبيان خلال المحاكمة. سنرى". لكنه لم يعط اي تفاصيل اخرى. وينفي المقرحي وفحيمة الاتهامات الموجهة اليهما نفياً باتاً.