في أزقة ضيقة تذكر بكل ما هو عتيق وتقليدي، يحاك القفطان المغربي، أجمل لباس زيّن المرأة المغربية، من تصميم الرجل وعلى يده. وظل صانعو القفطان من الذكور مهيمنين الى وقت قريب على هذا الميدان في المغرب حتى دخول المرأة المعترك، خصوصاً بعد ظهور معاهد متخصصة في حياكة اللباس التقليدي. والنساء في المغرب يرتدين منذ عشرات السنين ما يصطلح على تسميته في البلاد بالقفطان المغربي الذي لا يخلو بيت منه. وتعتبر حياكته من اقدم المهن الحرفية وارتبطت صناعته بعدد من المدن المغربية التي ترعرع وتطور فيها، حتى اصبح اسم هذه المدن دليلاً على نوعية القفطان وطبيعة النقوش التي تزينه. وهكذا نجد القفان الفاسي نسبة الى فاسوالمراكشي مراكش والقفطان الرباطي الرباط والقفطان السلاوي سلا والتطواني تطوان. وعلى رغم التطورات التي لحقت بالمواد المستخدمة في حياكة القفطان المغربي والتصاميم الجديدة المستوحاة من الشرق، احتفظ بخصوصياته، ولم يفقد شيئاً من بريقه واصبح من اشد المنافسين للفساتين الشرقية والتركية في المعارض وعروض الازياء. وأثار تصميمه والاحترافية التي تميزه اعجاب وفضول اشهر المصممين وكبار دور الازياء، خصوصاً وان الصنّاع والحرفيين المغاربة لم يترددوا في توظيف احدث تقنيات الحياكة للرقي به الى اعلى المستويات. وتطورت صناعة القفطان المغربي، وظهرت ورشات حرفية وظفت لصناعة المواد الاولية التي تعتمد على مادة القطن والخيوط الحريرية الخالصة، ما أهله ليصبح ضيفاً على معارض للازياء خارج البلاد، واحتلال المكانة التي يستحقها داخل الاسواق الدولية. وتختلف مستويات الجودة في القفطان المغربي بحسب كلفة المواد المستخدمة في حياكته. اقله يساوي حوالى 50 دولاراً فيما قد يتجاوز ثمن بعضه مئات الدولارات. وتتباهى نساء المغرب خلال المناسبات والاحتفالات بجودة الفساتين التي يرتدينها. وكلما كان اللباس من صنع يدوي ولم تتدخل فيه الآلة، كلما كان ثمنه غالياً، ومظهره حديث المناسبة. وتختلف التصاميم واشكال القفطان المغربي الذي تتزين به النساء في البلاد بحسب نوعية الاحتفال، لكن كل هذه التصاميم تجتمع في اللباس الذي ترتديه العروس. اذ تقوم سيدات يطلقن عليهن اسم "النكافات" بإلباس العروس مختلف انواع الزي المغربي التقليدي التي تمثل مختلف مناطق البلاد، وهو تقليد تودّع به العروس المغربية حياة العزوبية.