تأثر أكثر من مليون كومبيوتر خلال اليومين الماضيين بفيروس جديد اسمه "تشيرنوبل" بدأ عمله الاثنين وأتلف مجموعات هائلة من الوثائق وأوقف العمل في مؤسسات كثيرة في مناطق شرق وجنوب شرقي آسيا والشرق الأوسط بما في ذلك الاماراتولبنان والكويت. ويهاجم هذا الفيروس الكومبيوترات المتوافقة مع "آي.بي.ام." ويتلاعب بكل الملفات المُعدّة على نظامي التشغيل "ويندوز 95" و"ويندوز 98" الأكثر شيوعاً في العالم، إلا انه لا يضرّ بكومبيوترات "أبل"، مثله في ذلك مثل فيروس "مليسا" الذي ضرب أعداداً كبيرة من الكومبيوترات وأوقع صانعه في يد القضاء. ويُعتقد ان أصل هذا الفيروس من تايوان ويبدو أنه "تسلل" إلى الكومبيوترات من خلال مصادر عدّة منها "انترنت" والاقراص المرنة واقراص الليزر وغيرها و"أطلق" نفسه الاثنين بمناسبة مرور 13 عاماً على كارثة تشيرنوبل في الاتحاد السوفياتي سابقاً. وإضافة الى ازالة الملفات أفاد عدد كبير من المستخدمين ان الفيروس حاول اعادة توضيب الاقراص ازالة كل المواد فيها والعبث بأدوات النظام الداخلي ما كان سيمنع اعادة تشغيل الكومبيوترات. وتضررت كومبيوترات قليلة نسبياً في اميركا واوروبا نظراً الى استعداد المستخدمين لهذا الفيروس الذي يمكن ازالته بسهولة باستخدام البرمجيات المناسبة، الا ان دولاً آسيوية عديدة عانت كثيراً، اذ ذكر أن 15 في المئة من الكومبيوترات في كوريا الجنوبية تضرر بالفيروس ربما 300 ألف كومبيوتر كما تضررت مئات الألوف من الكومبيوترات في الصين والهند وتركيا ودول عربية كثيرة. وقالت مصادر في الامارات ان 40 في المئة من الكومبيوترات العاملة هناك تأثرت بالفيروس، كما أشار خبراء الى وجود حالات كثيرة في دول خليجية اخرى مثل البحرين وقطر والكويت. وفي بيروت تحدث مراقبون عن اصابة الشركات والمؤسسات الرسمية والخاصة بحال هلع صباح امس مع انتشار نبأ فيروس "تشيرنوبل" الذي أصاب أجهزة الكومبيوتر اول من امس، وكانت هذه المؤسسات في عطلة رسمية. وهرع الموظفون الى أجهزتهم للتأكد من عدم اصابتها وتبين ان الاصابة انحصرت في الاجهزة التي كانت تعمل في ذلك اليوم ومعظمها محلات تجارية ومقاهي "انترنت" وأجهزة أفراد. وقال رئيس جمعية المعلوماتية المهنية في لبنان الدكتور سامي نصيري ل"الحياة" ان "لبنان تأثر بفيروس تشيرنوبل لكن على صعيد الافراد الذين يستعملون انترنت". وأكد ان "المؤسسات العامة والخاصة لم تتأثر الاجهزة فيها بهذا الفيروس بسبب العطلة الرسمية، ويمكن القول ان العطلة حمت هذه المؤسسات علماً بأن معظم المؤسسات الكبيرة في لبنان تحتاط لأي فيروس بحماية مسبقة من كل انواع الفيروس". نائب رئيس الجمعية جلال فواز قدر عدد الاجهزة التي اصيبت بعشرة آلاف جهاز، ذلك ان عدداً ضئيلاً من اصحابها يعتمد "الوقاية المسبقة". وأشار الى ان "الاجهزة في لبنان كثيراً ما تتعرض لأنواع من الفيروس وبعضها نتيجة النسخ عن اسطوانات مزورة، لكن هذه الظاهرة تحصل في أوقات متباعدة فلا تسبب هلعاً عكس حال فيروس تشيرنوبل التي يعتقد انها صنعت لبثها في يوم واحد وهو 26 نيسان أبريل".