السيد المحرر تحية طيبة وبعد، في مقال الاستاذ أحمد الجلبي الذي نشر في الصفحة الثامنة في "الحياة" الصادرة بتاريخ 9 نيسان ابريل 1999 بعنوان "أهمية قانون تحرير العراق في اسقاط الديكتاتورية" وردت بعض النقاط التي أود الرد عليها. ليس من حق أي قوة غير قوة الشعب العراقي نفسه أن تقوم بفرض التغيير على الواقع العراقي. وقبل كل شيء يجب ان نضع في اعتبارنا أن اعطاء أميركا هذا الحق يعني اعطاءها الحق في الاتيان برئيس جديد للنظام، فإن من يملك حق الفصل يملك حق التعيين. إن من يعتقد أن أميركا تعمل لصالح شعب العراق بالعمل على إطاحة صدام بموجب قانون تصدره السلطات الأميركية، هو واهم ولم يتأمل دوافع أميركا ولم يستطع استيعاب أسباب ما يعانيه شعب العراق الآن. لم يكن من أهداف أميركا القضاء على صدام حسين أو إبعاده عن الحكم لإنقاذ شعب العراق مما يعانيه من ظلم واستبداد، وإنما كان هدفها هو تدمير قوة العراق وإذلال الدول العربية التي ستعاني من الفرقة. لم يكن المحرك الأول أو الأخير لأميركا هو التخلص من صدام أو انقاذ شعب العراق. فليس بإمكان عاقل أن يصدق أن أميركا لم تكن طوال عقد من الزمان بقادرة على القضاء على صدام وتخليص الشعب العراقي من نظامه الرهيب، انه بالنسبة لها بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهباً، فكيف لها أن تذبحها؟ إن وجود صدام على رأس النظام الحاكم هو المبرر الوحيد لاستمرار العدوان الأميركي على الشعب العراقي. إن من يحب العراق وشعبه، يجب أن يكون شغله الشاغل المحافظة على كرامته وسيادته، وأول عناصر الكرامة والسيادة هو رفض التدخل الأجنبي لتغيير النظام. إن كفاح شعب العراق ورغبته بالتغيير ستأتي مهما طال الزمان أو قصر، وصدام وأمثاله ليسوا مخلدين في الأرض، فكم من الطغاة من قبله عفا عليهم الزمن وقضت عليهم إرادة الشعب. لندن - خالد عيسى طه محام ومستشار قانوني