أجمع سياسيون فلسطينيون على ضرورة الاعلان عن الدولة الفلسطينية في الرابع من أيار مايو المقبل، ودعوا الى اجراء حوار وطني شامل يسبق انعقاد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية المقرر في 27 الجاري. قال احمد عبدالرحمن الأمين العام لمجلس وزراء السلطة الوطنية الفلسطينية ان السلطة ترحب باجراء حوار وطني، يسبق انعقاد المجلس المركزي نهاية الشهر الجاري تلبية لدعوة وجهها عدد من ممثلي فصائل العمل الوطني الفلسطيني المؤيدة والرافضة لاتفاقات أوسلو. وأضاف عبدالرحمن في تصريحات الى "الحياة" في اعقاب ندوة نظمتها وزارة الاعلام، عن استحقاق الرابع من أيار وإعلان الدولة قبل أيام ان هذا الحوار ربما يبدأ اليوم. وأكد ان "المركزي" سيقرر في شأن اعلان الدولة، او التمديد او التأجيل، مشيراً الى ان الرئيس ياسر عرفات سيضع امامه كل المعلومات والقناعات التي توصل اليها خلال جولته العربية والدولية الاخيرة، وان آخر ما تفكر فيه القيادة الفلسطينية هو "الفيتو" الاسرائيلي على الاعلان. وأشاد المشاركون بجهود عرفات في شأن اعلان الدولة. وقال عبدالرحمن ان الوقت يعمل لمصلحة الشعب الفلسطيني، وليس لمصلحة اسرائيل، مؤكداً في الوقت نفسه ان مهمة اعلان الدولة ليست "سهلة". "برلين" عدّل "بلفور" وعرض في حديثه بعض الاحداث والمواقف الدولية، مشيداً ب"اعلان برلين" الصادر عن الاتحاد الأوروبي واعتبره "تعديلاً" لوعد بلفور. واتهم عبدالرحمن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بشن حملة على السلطة لتشويه صورتها بحجة تدخلها في الانتخابات الاسرائيلية، مؤكداً في الوقت ذاته رفض السلطة التدخل في هذه الانتخابات. ودعا الى صوغ برنامج وطني على اساس الديموقراطية، ومشاركة القوى في السلطة، واجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وبلدية، والعمل على بناء الادارة الصالحة، ومواجهة الفساد والمفسدين. وأعلن عبدالرحمن عوض الله عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني معارضة حزبه تمديد المرحلة الانتقالية، داعياً الى اعلان الدولة مطلع ايار، وأكد عدم جواز التعامل معه وفق النهج والأساليب الانفرادية السابقة. ودعا الى تشكيل مرجعية وطنية تفاوضية يشارك فيها جميع القوى الوطنية. وطالب باتخاذ خطوات واجراءات تنهي المرحلة الانتقالية، وتحول الرابع من ايار يوماً شعبياً ونضالياً في الداخل والشتات، تنطلق فيه المسيرات الشعبية والاجتماعية والفعاليات التي تؤكد الحق في الدولة. مطلوب استراتيجية شاملة وضم محمود اسماعيل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير العربية المؤيدة للعراق، صوته الى صوت عوض الله مطالباً بوضع استراتيجية شاملة، و"انهاء اوسلو"، وما تلاه من اتفاقات، واعلان بسط سيادة الدولة من 4 ايار، مشيراً الى اهمية البدء بحوار وطني شامل قبيل اجتماع المركزي. ووجه جمال زقوت عضو المكتب التنفيذي لحزب "فدا" الدعوة ايضاً لحوار وطني من دون شروط، وبعيداً عن "التخندق" وراء مواقف مسبقة. اما عبدالحميد ابو جياب عضو اللجنة المركزية للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين فاعتبر تأجيل اعلان الدولة "ربحاً صافياً" لاسرائيل. وتساءل أبو نضال المسلمي مستقل، عضو مكتب سياسي سابق في الجبهة الشعبية عن الاجراءات والاستعدادات التي اتخذتها السلطة والمعارضة على حد سواء لمواجهة استحقاق الرابع من أيار. وقال أحمد ابو شاويش المدير العام لوزارة العمل عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" ان ما يجري داخل السلطة لا يساهم في مواجهة الرابع من ايار، منتقداً الفساد والافساد داخل هذه السلطة. كما اعتبر الدكتور محمد الهندي العضو القيادي لحركة "الجهاد الاسلامي" ان "قرار التأجيل اتخذ ولا جدوى من النقاش"، مشدداً على وجود مخاطر في حال الاعلان او التأجيل او التمديد على حد سواء. وقال غازي الصوراني رئيس منتدى الفكر الديموقراطي ان "مقومات الدولة موجودة ولو على الأقل في مناطق أ"، وأضاف ان هناك دولاً كثيرة "أصغر مساحة من منطقة A"، داعياً الى التمسك بقرارات الشرعية الدولية. وعبّر عبدالرحمن ابو النصر نقيب محامي فلسطين عن خشيته من "الآثار التي ستترتب عن الاعلان في الرابع من أيار"، داعياً في الوقت نفسه الى عدم تفويت الفرصة التاريخية، والاعلان في الموعد المحدد. وقدم كايد الغول عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اقتراحاً مسبقاً للمجلس المركزي "بالاعلان في 4 أيار عن الدولة، او اعادة ملف القضية الفلسطينية برمته الى الأممالمتحدة". وأشار الى ان الرئيس كلينتون قال للرئيس عرفات في وقت سابق ان "ليس أمامكم في هذه المرحلة سوى الحكم الذاتي"، للتدليل على رفض الولاياتالمتحدة الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني. واعتبر زاهر الافغاني عضو المكتب السياسي للجبهة العربية الفلسطينية تنظيم جميل شحادة ان حزبي العمل وليكود "وجهان لعملة واحدة" ويريدان الاحتفاظ بكل الأراضي الفلسطينية، فيما أبدى الكاتب الصحافي حسن الكاشف قلقه ازاء الاجماع الدولي على التأجيل، وقال ان هناك اجماعاً على الاعلان وبسط السيادة والمفاوضات النهائية لكن ما ينقصنا "هو ماذا في جعبة القيادة" بعد الجولة الدولية للمشاورات.