درب زبيدة الذي أقامته زوج الخليفة العباسي هارون الرشيد يعتبر أحد المعالم الأثرية الإسلامية القديمة والباقية حتى يومنا هذا في شبه الجزيرة العربية. ويمتد هذا الدرب من بغداد حتى مكة، ويمر على عدد من المناطق السعودية من بينها "رفحاء - شمال السعودية" إحدى أهم هذه المناطق وأول ما يمر بها هذا الطريق. و"زبيدة" هذه قد عُنيت بتمهيدها الطريق لتيسير سبل الحج والتجارة، فأنشأت على الطريق الذي يبلغ طوله داخل حدود المملكة ما يزيد عن ألف كيلومتر منازل زودتها بالمرافق اللازمة للمسافرين والحجاج كالبرك وآبار المياه، والتي بلغ عددها حوالى 50 منزلاً ذكرها الهمداني في كتابه "صفة جزيرة العرب" وسمّاها "محجة العراق من الجزيرة إلى مكة". وكان لهذا الطريق أهمّية أيضاً في تيسير سبل التجارة وفي ازدهار بعض المواضع على طولها فضلا عن تنشيط الصلات الثقافية بين العراق وداخل شبه الجزيرة. وقد ظّل هذا الطريق أو كما يسمى "الدرب" مستعملاً أكثر من خمسة قرون، وأختيرت مواقع البرك ومحَّطات الإستراحة في أماكن ذات طبيعة جغرافية خاصة، والتي في الغالب تكون عامرة بالمياه على مدار العام. ويوجد في منطقة رفحاء عدد من البرك التي ما زالت شاهداً على إنجازات العصر الإسلامي، ومن أهم هذهِ البرك والآبار الموجودة فيها على درب زبيدة، بركة "الثُليماء" وتقع شمال شرق رفحاء وشمال بركة "الجُميماء" الواقعة شرقاً والتي تعتبر من الأماكن المشهورة بالمنطقة ويوجد بجوارها بئر صغيرة تُعْرف ب"بركة حمد"، وقد جُدد بناوءها في العام 1973م من قبل وزارة الزراعة والمياه السعودية، وهُناك عدد من البرك المحُاذية لدرب زُبيدة منها "بركة الحمراء" وبركة "العشار"، أما بركة "القاع" فقد ذكر صاحب كتاب المناسك.. "أنه يوجد بها مسجدان وقصر وهو أحسن منازل الطريق بناءاً وتُعرف بالسّهابية، وإلى جانبها بركة تُعرف بالمصفاة، وبركة تعرف بالعتيقة، وبئر أخرى فتحتها أربعة أذرع وطولها ثمان وثمانون قامة، ليس في الطريق أطول منها، ولكنها الآن مطمورة بالأتربة وليس لها أي معالم سوى القصر المتهدم القريب منها الذي يشير بموقعه إلى البئر. وهُناك عدد آخر من البرك التي اشتهرت بها منطقة رفحاء ومنتشرة بشكل كبير ومنها بركة الهيثم وزُبالا والعشار والظفيري وبركة العمياء وغيرها ويتراوح عمق آبار وبرك "زبيدة" التي أقامتها منذ أكثر من 13 قرناً، مابين 30 - 50 متراً.