يتوقع ان يكون الأداء المالي لشركات النفط الاميركية والأوروبية الكبرى خلال الربع الأول من السنة الجارية مخيباً للآمال نتيجة الضغوط التي تعرضت لها اسعار النفط قبل اتفاق "اوبك" الشهر الماضي، وتراجع هوامش ارباح التسويق، وانخفاض معدلات نشاط مصافي النفط وأسعار الغاز. وقال محللون في بورصة لندن وول ستريت ان معدلات الأرباح القابلة للتوزيع لتلك الشركات المتوقع الاعلان عنها خلال الاسبوعين المقبلين ستتراجع على نحو حاد، برغم اتفاق "اوبك" الذي اعطى دفعة قوية للأسعار، لكنه اخفق في التأثير على اسعار اسهم القطاع النفطي الاميركي الذي لا يتوقع له تحقيق أرقام مالية مشعة خلال الفصل الأول من هذا العام. وأشار مايكل يونغ المحلل النفطي في شركة "دويتشه بانك" للوساطة المالية الى ان "اتفاق اوبك جاء متأخراً الى حد ما، ولم يكن له تأثير يذكر، بسبب التوقيت، على هوامش ارباح شركات النفط الاميركية، وان اسعار النفط لا تزال منخفضة جداً نحو اربعة دولارات للبرميل اذا ما قورنت بأسعار الفترة نفسها من العام الماضي، وعليه من غير المفاجئ هذا التراجع في أداء القطاع النفطي". وتوقعت احصائية متخصصة اجريت اخيراً تراجع الأرباح القابلة للتوزيع في شركة "اتلانتك ريتشفيلد" بمعدل 60 في المئة لتصل الى حدود 25 سنتاً للسهم مقابل 64 سنتاً خلال فترة المقارنة. وتوقعت ايضاً تقلص ارباح مجموعة شيفرون بنسبة 23 في المئة. كما يتوقع انخفاض ارباح مجموعة اكسون بمعدل 33 في المئة لتصل الى حدود 51 سنتاً مقابل 76 سنتاً. اما مجموعة موبيل فمن المتوقع ان تواجه تقلصاً في ارباحها الفصلية تصل نسبته الى نحو 37 في المئة. ويتوقع تراجع ارباح تكساكو بمعدل 59 في المئة لتصل الى قرابة 19 سنتاً مقارنة ب46 سنتاً خلال الفترة نفسها من عام 1998. وقال المحللون ان العنصر الرئيسي في تراجع ارباح قطاع الشركات النفطية الاميركية يتمثل في التقلص الشديد في ايرادات نشاطات المصافي وعمليات التسويق التي ستظهر اعلى معدلات تراجع في البيانات المالية الفصلية لتلك الشركات، وانه لولا المجهودات القوية التي بذلتها تلك الشركات اخيراً لخفض الكلفة لأظهرت البيانات تراجعاً اكبر في ايرادات التشغيل. وأضافوا ان هوامش ارباح مصافي النفط الاميركية آخذة في التراجع بوتيرة سريعة، وتوقعوا ظهور علامات ضعف في أداء مصافي النفط الأوروبية قريبة من تلك التي عانت منها نظيراتها الاميركية برغم التحسن النسبي الذي شهده قطاع النفط الأوروبي في الربع الأخير من العام الماضي عموماً، ومصافي النفط على نحو خاص.