على الرغم من أناقتها وملامحها الرقيقة، تبدو حياتها معلقة وعلى اطراف اصابعها، وبين افواه الاسود والنمور. انها تعشق الاخطار، وكم من مرة تعرضت للموت ولم ينقذها منه الا تصفيق الصغار واعجاب الكبار. هكذا هي فاتن الحلو واحدة من عائلة الحلو، عرفت السيرك في مدينتها بني مزار في محافظة المنيا وهي في السابعة من عمرها. وتلقفتها ايادي افراد عائلة الحلو بدءاً من جدها محمد محمد الحلو، ثم ابراهيم الحلو زوجها، روضت الاسود والنمور، ودرّبت الثعابين على الرقص، ولعبت "الباتيناج" والعقلة و"الترابيز"، وقدّمت كل هذه العروض وعمرها 16 عاماً في مصر والدول العربية، وزارت كذلك المانيا وفرنسا. ومع صاحبة هذا المشوار "فاتن الحلو" كان ل"الحياة" هذا الحوار معها: حدثينا عن عائلة الحلو وحكايتها مع الاسود؟ - عائلة الحلو هي مؤسسة لعبة الاسود منذ الاربعينيات، وذلك على يد المرحوم الجد الكبير حسن الحلو الذي كان يربي الاسود، ويدربها ويتجول بها في كل المحافظات، وظلت هذه اللعبة قطاعاً خاصاً الى الستينيات حين دخلت ضمن مسؤولية وزارة الثقافة، وتواصل مشوار افراد هذه الاسرة في تربية الاسود والتعرض لخطرها وافتراسها، وأحدث ضحايا هذه اللعبة محمد الحلو والصبي الذي كان يقدم للاسود والنمور طعامها، هذه هي قصة عائلتها والتي يواصل من تبقي من افرادها المسيرة في تدريب وترويض الاسود، بدءاً من الفنانة محاسن الحلو، وزوجي ابراهيم الحلو وشقيقه محمد الحلو ومدحت كوته ابن السيدة محاسن الحلو وحفيدها حمادة، ومازلنا نقدم عروضنا في داخل وخارج مصر. لعبة الاسود في طريقها الى الانقراض لعزوف عائلة الحلو عن تدريب ابنائها، فما تعليقك؟ - ربما يكون هذا صحيحاً لصعوبة التدريب على ترويض الاسود والنمور ولرغبة الابناء للتعليم في إكمال تعليمهم المدرسي والجامعي، وربما يكون من كثرة ما تعرضنا له من حوادث. حادثة عمك محمد الحلو هل تذكرينها؟ - كنت وقتها في المانيا ضمن بعثة التبادل الثقافي بين المانيا ومصر، وكان عمري 16 سنة، وسمعت ما حدث من المذياع، رغم انه كان معي اثنان من ابناء عمي، ولم يخبراني، وعرفت بعدها انه بعد ما انهى عمي فقرة الاسود، وعادت لقفصها انحنى ليحيي الجمهور، وإذا بالحارس لم يغلق الباب، وعاد الاسد ليعض عمي في ظهره، ورغم اصابته الشديدة الا انه استمر في تحية الجمهور. وما تعليقك على الحادث باعتبارك مروضة اسود؟ - الاسد متوحش ومفترس، فقد يكون ما حدث مزاحاً منه او شعوراً بالجوع، فالتعامل مع هذه الحيوانات يحتاج الى اليقظة والحرص من الحارس ومن المدرب. هل تعرضت للاخطار من قبل؟ - تعرضت للموت مرتين، المرة الاولى حين سقطت علي ظهري وانا اقدم فقرة بهلوان، وكدت اصاب بشلل نصفي.. والمرة الثانية حين تمددت على ظهري لأؤدي فقرة اسفل ثلاثة اسود، احدهما عند رأسي، والثاني عند قدمي، والاخير في منتصف جسدي، وكنت احتضن الاسود، وفجأة فتح احدهم فمه، وشم رائحتي، وكاد يلتهمني لولا عناية الله، وتدخل زوجي ابراهيم الحلو في الوقت المناسب. ماذا عن اخطار فقرات السيرك الاخرى؟ - لُولاّ شقيقتي اختصاصية في لعبة "الترابيز"، ورغم ذلك فقد سقطت من اعلى الخيمة وانكسر عمودها الفقري، وهي تعاني من الشلل منذ خمس سنوات. وما الجديد في عالم حيوانات سيرك الحلو؟ - للمرة الاولى سنروض الدببة وكلاب البحر، كما قررنا ان نقيم سيركاً على احدث مستوى يسع 000.4 متفرج، مع مدرسة للايتام يجدون من خلالها من يعلمهم مهنة يعيشون منها. زرت دولاً عربية واجنبية عدة، فماذا استفدت من العروض هناك؟ - زرنا ليبيا عامي 76 و1977 والامارات العربية، كما زرنا المانيا وهنغاريا ورومانيا واليونان وغيرها تحت رعاية وزارة الثقافة، اما عن استفادتي فقد تعلمت منهم "الباسكليت" و"الهيلا هوب" و"الباتيناج" و"الترابيزه المعلقة"، وكذلك لدينا لعبة الموت او الرمي بالخناجر. اما لعبة الاسود فنحن نتميز بها عن كل دول العالم، لأننا نتعامل مع اسود مفترسة تقفز داخل اطواق النار. والجديد الذي اضفناه رقصات فتيات روسيا واوروبا على الارض وعلى الدراجات ذات العجلة الواحدة والعجلتين. وهناك رقصة مكارينا والاكروبات التي تقدمها الروسية كاتيا. وأحدث جولاتكم؟ - كانت في الصعيد في سوهاج واسيوط ومسقط رأسي المنية.